فرنسا تقترح وحزب الله يرفض.. إسرائيل ليست في وضع يسمح لها بإملاء الشروط
كتب: أشرف التهامي
قال حسن فضل الله، عضو البرلمان اللبناني عن حزب الله، اليوم الثلاثاء إنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق بشأن الحدود اللبنانية الإسرائيلية قبل توقف القتال في غزة، مؤكدا أن إسرائيل ليست في وضع يسمح لها بإملاء الشروط.
ويدعو الاقتراح إلى انسحاب قوات النخبة التابعة لحزب الله إلى مسافة 10 كيلومترات فقط من الحدود وأن يقوم الجيش اللبناني بنشر 15 ألف جندي في المنطقة؛ يقول نائب عن حزب الله إنه لا يوجد نقاش حتى تنهي إسرائيل “العدوان” في غزة
إيه الحكاية؟
وسلمت فرنسا مقترحا مكتوبا إلى بيروت يهدف إلى إنهاء الأعمال القتالية مع إسرائيل وتسوية الحدود المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، وفقا لوثيقة اطلعت عليها رويترز تدعو المقاتلين، بما في ذلك وحدة النخبة التابعة لحزب الله، إلى الانسحاب مسافة عشرة كيلومترات من الحدود.
وتهدف الخطة إلى إنهاء القتال بين حزب الله اللبناني وإسرائيل على الحدود. فلقد جرت الأعمال القتالية بينهما بالتوازي مع الحرب في غزة وأثارت المخاوف من حدوث مواجهة مدمرة وشاملة.
ما الهدف من الاقتراح؟
وقال أربعة مسؤولين لبنانيين كبار وثلاثة مسؤولين فرنسيين إن وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورن سلم الوثيقة، وهي أول اقتراح مكتوب يتم تقديمه إلى بيروت خلال أسابيع من الوساطة الغربية، لكبار المسؤولين في الدولة اللبنانية بمن فيهم رئيس الوزراء نجيب ميقاتي الأسبوع الماضي.
ويعلن أن الهدف هو:
1- منع نشوب صراع “يخاطر بالخروج عن نطاق السيطرة” .
2- وفرض “وقف محتمل لإطلاق النار، عندما تكون الظروف مناسبة”.
ويتصور في نهاية المطاف إجراء مفاوضات حول ترسيم الحدود البرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل.
وفي حين تم تداول بعض تفاصيل جهود الوساطة المماثلة التي قام بها المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط عاموس هوشستين في الأسابيع الأخيرة، إلا أنه لم يتم الإبلاغ من قبل عن التفاصيل الكاملة للاقتراح الفرنسي المكتوب الذي تم تسليمه إلى لبنان.
نص الخطة المقترحة
وتنص الخطة المكونة من ثلاث خطوات على عملية خفض التصعيد مدتها 10 أيام تنتهي بمفاوضات الحدود. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن الاقتراح طرح على حكومات إسرائيل ولبنان وحزب الله.
هذا وترتبط فرنسا بعلاقات تاريخية مع لبنان. ولديها 20 ألف مواطن في البلاد ونحو 800 جندي كجزء من قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وقال سيجورن في مؤتمر صحفي يوم الاثنين “قدمنا مقترحات. نحن على اتصال بالأمريكيين ومن المهم أن نجمع كل المبادرات ونبني السلام.”
وتقترح الخطة أن توقف فصائل حزب الله اللبنانية وإسرائيل العمليات العسكرية ضد بعضها البعض، بما في ذلك الغارات الجوية الإسرائيلية في لبنان.
وكانت قد شنت العديد من فصائل حزب الله اللبناني، بما في ذلك الفصائل الفلسطينية، هجمات على إسرائيل من جنوب لبنان خلال الأعمال القتالية الأخيرة، على الرغم من أن حزب الله هو القوة المهيمنة في المنطقة مع قوة قتالية يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها تتفوق على الجيش اللبناني، “بحسب رويترز.”
وتقترح الوثيقة أن:
1- يقوم حزب الله اللبناني بتفكيك جميع المباني والمنشآت القريبة من الحدود.
2- يسحب حزب الله القوات القتالية من الحدود -بما في ذلك مقاتلي الرضوان من حزب الله والقدرات العسكرية مثل الأنظمة المضادة للدبابات – على بعد 10 كيلومترات على الأقل شمال الحدود.
ما نتيجة انسحاب قوات حزب الله؟
وأي انسحاب من هذا القبيل قد يجعل مقاتلي حزب الله أقرب بكثير إلى الحدود من الانسحاب لمسافة 30 كيلومترا إلى نهر الليطاني اللبناني، وهو ما نص عليه قرار الأمم المتحدة الذي أنهى الحرب مع إسرائيل في عام 2006.
ومن شأن الانسحاب الأقصر أن يساعد في ضمان عدم وصول الصواريخ إلى القرى في شمال إسرائيل التي تم استهدافها بصواريخ مضادة للدبابات، وكان بمثابة حل وسط يعتبر أكثر قبولا لحزب الله من التراجع إلى نهر الليطاني، حسبما قال دبلوماسي غربي مطلع على الأمر المؤلف من صفحتين. بحسب الاقتراح.
وسيتم نشر ما يصل إلى 15 ألف جندي من الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية بجنوب لبنان، وهي معقل سياسي لحزب الله حيث يندمج مقاتلو حزب الله منذ فترة طويلة في المجتمع في أوقات الهدوء.
وقال مسؤول لبناني إن الوثيقة تجمع أفكارا نوقشت في اتصالات مع مبعوثين غربيين وتم نقلها إلى حزب الله. وقال المسؤول اللبناني إن المسؤولين الفرنسيين أبلغوا اللبنانيين أنها ليست ورقة نهائية، بعد أن اعترضت بيروت على أجزاء منها.
وقال مسؤول إسرائيلي إن مثل هذا الاقتراح تم تلقيه وتناقشه الحكومة.
الرفض والتعليق
وذكرت رويترز الشهر الماضي أن حزب الله رفض الأفكار التي اقترحها هوشستاين، الذي كان في قلب الجهود، لكنه أبقى الباب مفتوحا أيضا أمام الدبلوماسية.
وردا على طلب للتعليق على هذه القصة، قال متحدث باسم وزارة الخارجية إن الولايات المتحدة “تواصل استكشاف جميع الخيارات الدبلوماسية مع نظيرينا الإسرائيليين واللبنانيين لاستعادة الهدوء وتجنب التصعيد”. ولم يرد البيت الأبيض على الفور على طلب للتعليق.
وقال المسؤول اللبناني إن عدة عناصر أثارت القلق في بيروت، بما في ذلك مطالبة قوات حزب الله بتفكيك المباني والمرافق القريبة من الحدود، والتي قال المسؤول إنها صيغت بشكل غامض ويمكن استخدامها للمطالبة باتخاذ خطوات ضد المؤسسات المدنية التابعة لحزب الله.
الوضع على الحدود في الطرفين
وفر عشرات الآلاف من الأشخاص من منازلهم على جانبي الحدود منذ بدء القتال في الثامن من أكتوبر.
وأدت الضربات الإسرائيلية إلى مقتل ما يقرب من 200 شخص في لبنان، 170 منهم من مقاتلي حزب الله. وأسفرت الهجمات من لبنان عن مقتل 10 جنود وخمسة مدنيين في إسرائيل.
لكن الضربات اقتصرت في الغالب على مناطق قريبة من الحدود وقال الجانبان إنهما يريدان تجنب حرب شاملة.
زيارات المبعوثين والمسؤولين
وقد زار العديد من المبعوثين الغربيين بيروت لمناقشة سبل وقف تصعيد القتال، واجتمع معظمهم مع مسؤولي الدولة اللبنانية بدلاً من حزب الله، الذي تصنفه الولايات المتحدة منظمة إرهابية”. بحسب رويترز”.
وقال أحد المسؤولين اللبنانيين إن وفدا فنيا فرنسيا عاد إلى بيروت بعد يومين من زيارة سيجورن لبحث التفاصيل، بعد الاعتراضات اللبنانية.
وقال مسؤول لبناني آخر إن بيروت لم ترد على الاقتراح، مضيفا أنه لم يكن موقعا أو مؤرخا، وبالتالي لا يعتبر رسميا بما يكفي لتبرير الرد.
خطة من ثلاث خطوات
ويذكر الاقتراح بوقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب بين حزب الله وإسرائيل عام 1996، وكذلك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي أنهى حرب عام 2006. ويرسم ثلاث خطوات على مدى 10 أيام.
الخطوة الأولى
وفيها يوقف الجانبان العمليات العسكرية.
الخطوة الثانية
في غضون ثلاثة أيام، يقوم حزب الله اللبناني بسحب قواته المقاتلة على الأقل 10 كيلومترات شمال الحدود، وسيبدأ لبنان في نشر جنود في الجنوب. وستوقف إسرائيل التحليق فوق الأراضي اللبنانية.
الخطوة الثالثة
خلال عشرة أيام، يستأنف لبنان وإسرائيل المفاوضات بشأن ترسيم الحدود البرية “بطريقة تدريجية” وبدعم من قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل)
كما سيشاركون في مفاوضات حول خارطة طريق لضمان إنشاء منطقة خالية من أي جماعات قتالية غير حكومية بين الحدود ونهر الليطاني.
وأشار حزب الله في السابق إلى أنه يمكن أن يدعم الدولة في التفاوض على اتفاق مع إسرائيل لتسوية وضع المناطق المتنازع عليها على الحدود لصالح لبنان.
قضايا على هامش الاقتراح
إحدى القضايا التي يجب معالجتها هي تمويل الجيش اللبناني، الذي أضعفته بشدة الأزمة المالية الحادة في لبنان.
ويدعو الاقتراح إلى بذل جهد دولي لدعم انتشار الجيش اللبناني “بالتمويل والمعدات والتدريب”. كما دعا إلى “التنمية الاجتماعية والاقتصادية لجنوب لبنان”.