الجنرال موشيه الفلسطينى.. إسرائيل تنتقم بقتله فى غزة

كتب: على طه

فى الأول من يوليو العام الماضى (2023) نشرنا هنا فى “موقع بيان الإخبارى” تقريرا سرديا عن “الجنرال موشيه الفلسطينى” بعنوان: “الجنرال موشيه الإسرائيلى يواصل المقاومة.. أهم الرسائل”

وما دفعنا لنشر هذا التقرير هو ما أثارته فيديوهات “الجنرال موشيه” من ردود فعل متباينة عند مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، والتى أشاد فيها البعض بجرأته وكشفه لعيوب جيش الاحتلال، بينما شكك آخرون في صحة هويته واعتبروه مُخادعًا.
كما دفعت انتشار الفيديوهات بسرعة إلى قيام بعض خدمات تقصي الحقائق على المواقع الإلكترونية، مثل الوكالة الفرنسية “أ ف ب” والإنجيليزية “رويترز”، بالبحث عن هوية “الجنرال موشيه”،
ومثّل الجنرال “موشيه” قلقا للدوائر الاستحباراتية والجيش الإسرائيلى، مما اضطر جيش الكيان الصهيونى إلى نفى صحة هوية “الجنرال موشيه”، وصّرح متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن “الرجل الموجود في الفيديو غير معروف، ورتبته زائفة، ولا يوجد جنرال بهذا الاسم في الجيش أو في قوات الاحتياط”.
كان هذا قبل أن تتوصل تحقيقات مواقع تقصي الحقائق إلى أن “الجنرال موشيه” ليس شخصية حقيقية، بل هو ممثل فلسطيني يُدعى “علاء قدوحة”.
وقد نشر قدوحة الفيديو الأول لهذه الشخصية في مايو 2023 تحت عنوان “الجنرال موشيه يعقب على فيديو الغراب والقط، اللذين أسقطا علم إسرائيل أرضا..”.

خبر حزين

واليوم الثلاثاء 13 فبراير تم الإعلان عن مقتل علاء قدوحة، الشهير بـ “الجنرال موشيه” الشخصية الوهمية التى جسدها الممثل الفلسطيني “علاء قدوحة”، والتى كانت تهدف (هذه الشخصية) إلى تسليط الضوء على ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي وكشف عيوبه.
..في نبأ حزين، أعلنت وسائل إعلام فلسطينية عن استشهاد الفنان الفلسطيني الساخر علاء قدوحة، وعدد من أفراد أسرته، وذلك إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزله في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
عمّ الحزن أوساط محبي الفنان الراحل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث كان يُعرف بدفاعه عن القضية الفلسطينية بأسلوب ساخر فريد، من خلال تجسيده لشخصية الضابط الإسرائيلي الذى يُدعى “الجنرال موشي” عبر منصة “تيك توك”.

طالع أيضا:

الجنرال موشيه الإسرائيلى يواصل المقاومة.. أهم الرسائل

حزن مواقع التواصل

وخيّم الحزن على جمهور الفنان الراحل ومحبيه، عبر منصات التواصل الاجتماعي، لاسيما وأنه كان مدافعًا عن القضية الفلسطينية، بقالب فني ساخر، من خلال تجسيده لشخصية الضابط الإسرائيلي «الجنرال موشي» عبر منصة الفيديوهات القصيرة «تيك توك».

وفي  شهر أكتوبر الماضي، انتشر على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لعلاء قدحة يؤدي دور ضابط إسرائيلي، ويتحدث عن عملية «طوفان الأقصى»، ويقول فيه إن «حركة حمـاس أفقدت إسرائيل توازنها العسكري»، وتداوله بعض رواد وسائل التواصل الاجتماعي خارج فلسطين على أنه لضابط حقيقي وليس لممثل، وهكذا اعتبره الصهاينهة مقاوما حقيقيا وفذا، وخططوا لاغتياله.

سيرة الفنان الراحل.. من هو؟

علاء قدوحة هو ممثل فلسطيني شاب لاجىء فلسطينى، ينتمى بالأساس إلى مدينة “يافا” ، ويقدم نفسه بأنه مقدم برامج سياسية ساخرة، كما
يُعرف نفسه على صفحته بموقع فيسبوك بأنه “فنان شامل – مقدم برامج سياسية ساخرة”

وشارك قدوحة فى مسلسلى: “بوابة السماء”، (الجزء الثانى) إنتاج 2021 ، و “قبضة الأحرار” إنتاج 2022
والمسلسلان إنتاج فلسطينى.

في وجه مغتصبه

وفى تقرير عمره 5 أعوام قال موقع “فلسطين أون لاين” : “حان الوقت ليشهر موهبته في وجه مغتصبه، فقد جاء اليوم الذي نطالب فيه بحقوقنا بصورة سلمية، وصار كل شيء متاحًا، عدا الرصاص، انطلق كباقي أبناء شعبه نحو الحدود الشرقية لقطاع غزة، فرأى بأم عينيه الإرادة الشبابية الصلبة التي واجهت بإصرارها جبروت الاحتلال الإسرائيلي وعنفه ضد أبناء الشعب، ودخان “الكوشوك” المتصاعد، والدخان المنبعث من قنابل الغاز المسيل للدموع، والشهداء والجرحى الذين يروون بدمهم تراب فلسطين، ممهدين بذلك طريق التحرير لمن بعدهم، هذه المشاهد وغيرها، دفعت “علاء قدوحة” نحو الخروج بعمل غنائي جديد، لعله يسهم في زيادة إرادة الشباب، ويثير فيهم العزيمة للاستمرار في الطريق التي بدؤوها”.

لاجىء

وأضاف التقرير : “علاء قدوحة (41 عامًا) لاجئ من مدينة يافا، تلك المدينة الجميلة التي تعد السبب الأول في إلهامه، يحلم باليوم الذي يعود فيه إليها، ويسكن حاليًا في مخيم النصيرات”.
وينتهى التقرير بالنقل عن قدوحة تأكيده أن “الفن شكل من أشكال المقاومة ضد المحتل، ويتميز بسرعة انتشار مقارنة بالوسائل الأخرى”، إذا فأهم رسائل الجنرال موشيه الإسرائيلى هى: المقاومة بالفن.

الفنان الراحل علاء قدوحة
الفنان الراحل علاء قدوحة

وأخيرا:

يُعدّ رحيل علاء قدوحة خسارة كبيرة للفن الفلسطيني، حيث فقدت الساحة الفلسطينية فنانًا مبدعًا وفريدًا في أسلوبه، ناهيك عن دوره في الدفاع عن القضية الفلسطينية بأسلوب ساخر ومؤثر.

 

زر الذهاب إلى الأعلى