تقرير معلوماتى يحصي ضحايا القصف الأمريكى للحرس الثوري الإيراني في سورية
كتب: أشرف التهامي
أكد مركز جسور للدراسات الأمنية والسياسية والعسكرية فى تقرير منشور له، اليوم الاثنين 19 فبراير الجاري، أن قوات التحالف الدولي أو القوات الأمريكية بشكل منفرد قصفت حوالَيْ 90 هدفاً تابعاً للفصائل التابعة للحرس الثوري الإيراني في سورية، وذلك عَبْر 43 عملية قصف جوي.
وأضاف “جسور” المعارض للدولة السورية، فى تقرير له أن هذا القصف يأتى رداً على عمليات القصف التي نفّذتها هذه الفصائل ضد قواعد قوات التحالف الدولي والقوات الأمريكية في سورية والعراق والأردن منذ بَدْء الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023.
ولفت تقرير “جسور” إلى أنّ: معدل الاستهدافات الأمريكية كان يتناسب طرداً مع عدد خسائر عمليات القصف التي تنفّذها الفصائل الإيرانية وحجمها، والتي تجاوزت 100 ضربة خلال المدة الزمنية نفسها.
معدل الاستهدافات
معدل الاستهدافات الأمريكية لعمليات الاستهداف يُلاحَظ أنّها انحصرت ضِمن الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور وتركّزت في مراكز مدن دير الزور والبوكمال والميادين والأرياف القريبة المحيطة بها، حيث تُعتبر هذه المناطق غالباً مراكز الانتشار الرئيسية للفصائل الإيرانية شرقي سورية، وتنطلق منها معظم عمليات الاستهداف ضد القواعد الأمريكية وقواعد التحالف الدولي.
الأسلحة المستخدمة
استخدمت قوات التحالف والقوات الأمريكية الطيران الحربي من طراز F15 في 18 عملية استهداف والطيران المسيّر في 14 عملية والمدفعية والقذائف الصاروخية انطلاقاً من القواعد العسكرية في 8 عمليات استهداف، فيما استخدمت القوات الأمريكية -ولأول مرة في سورية- قاذفات بعيدة المدى من طراز Rockwell B-1 انطلقت من أراضي الولايات المتحدة في تنفيذ 50 عملية استهداف خلال جولة واحدة في 2 فبراير رداً على مقتل 3 جنود أمريكيين بهجوم مسيرة تابعة للفصائل الإيرانية على قاعدة الركبان العسكرية الأمريكية على الحدود السورية الأردنية.
طبيعة الأهداف
من حيث طبيعة الأهداف التي قصفتها قوات التحالف أو القوات الأمريكية فقد توزعت بين 42 موقعاً ونقطة عسكرية تتمركز فيها عناصر الفصائل، و25 مستودعاً للسلاح والذخيرة معظمها مستودعات للصواريخ والطيران المسيّر الانتحاري المستخدم في استهداف قواعد قوات التحالف والقوات الأمريكية، و5 قوافل أو عربات عسكرية تُستخدم لنقل العناصر أو الأسلحة بين مناطق انتشار الفصائل في سورية والعراق، و7 منصّات إطلاق صواريخ تُستخدم أيضاً في عمليات استهداف قواعد قوات التحالف والقوات الأمريكية، و 3 معسكرات تدريب ومنشأتَيْ تصنيع عسكري، و6 مقرات عسكرية تنوّعت بين مقرات اتصالات واجتماعات وقيادة وإقامة تابعة للفصائل.
إنّ تركُّز الضربات على مواقع تمركز الفصائل ومستودعات الصواريخ والطيران المسيّر التابعة لها وقوافل وعربات النقل العسكرية التي تتولى عمليات شحن الأسلحة ونقلها ومنصّات إطلاق الصواريخ يعكس أهداف هذه الضربات المتمثّلة بشلّ أو تقويض القدرة الصاروخية وسلاح الطيران المسيّر لدى هذه الفصائل لكونها تشكّل التهديد المباشر الأكبر لقواعد التحالف الدولي وقواته والقوات الأمريكية في سورية.
الخسائر البشرية
وحسب “جسور” فأنه من حيث الخسائر البشرية تم رصد مقتل ما لا يقل عن 54 من عناصر الفصائل؛ 25 منهم من الجنسية السورية و17 عنصراً أفغانياً و12 عراقياً، ينتمي 17 عنصراً من هؤلاء القتلى لفصائل “فاطميون” الأفغانية و9 لفصيل “النجباء” العراقية و 7 لـ”فصيل الدفاع الوطني” و4 لقوات الجيش السوري و17 عنصراً لم يُعرف انتماؤهم بالتحديد، لكنّهم ينتمون جميعاً للفصائل المحلية متوسطة وصغيرة الحجم التابعة للحرس الثوري الإيراني وفصيل فيلق القدس، ويُلاحَظ أنّ حجم الخسائر البشرية لا يتناسب مع حجم عمليات الاستهداف التي نفّذتها قوات التحالف والقوات الأمريكية وعددها، وذلك غالباً بسبب تكتيك الإخلاء والتنقُّل الدائم الذي تتبعه الفصائل الإيرانية في عمليات تمركزها وتنقُّلها في سورية.
الخلاصة
عموماً إنّ عمليات الاستهداف التي تنفذها قوات التحالف الدولي والقوات الأمريكية ضد الفصائل الإيرانية في سورية، وبالرغم من ارتفاع معدلها وتحوُّلها إلى ردّ مباشر وشِبْه فوري على كل عملية استهداف تتعرض لها قواعدها إلّا أنها ما تزال ضِمن إستراتيجية الرد والاحتواء الأمريكية لهجمات الفصائل التابعة للحرس الثوري الإيراني ومواجهة الحملات الإعلامية التي تتعرض لها الإدارة الأمريكية ؛ نتيجة تزايُد هجمات هذه الفصائل، مع حرص الجانب الأمريكي الدائم على عدم تطوُّر هذه الغارات إلى تصعيد مباشر مع إيران في سورية من خلال حصر استهدافها للفصائل التابعة للحرس الثوري، دون استهداف قواعده الرئيسية أو قيادييه ومستشاريه هناك.