المعارضة السورية: استهداف “شخصية إيرانية” في غارة إسرائيلية على دمشق
سوريا من: أشرف التهامي
تواترت أنباء عن مقتل 3 أشخاص على الأقل في هجوم صاروخي موجه بدقة على منطقة شديدة الحراسة في العاصمة السورية؛ اتهمت وسائل الإعلام الرسمية إسرائيل بتنفيذه.
الخبر في وسائل الإعلام
أفادت وسائل إعلام رسمية سورية أن عدة صواريخ إسرائيلية أصابت مبنى سكنيا في منطقة كفرسوسة بالعاصمة السورية دمشق، اليوم الأربعاء.
ويضم الحي مباني سكنية ومدارس ومراكز ثقافية إيرانية، ويقع بالقرب من مجمع كبير يخضع لحراسة مشددة تستخدمه الأجهزة الأمنية. وتم استهداف المنطقة في هجوم إسرائيلي في فبراير 2023 أدى إلى مقتل خبراء عسكريين إيرانيين.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن “هجوما إسرائيليا” استهدف مبنى سكنيا لكنها لم تذكر سقوط ضحايا.
وذكرت قناة سكاي نيوز عربية أن الهجوم كان يستهدف “شخصية إيرانية”، وأن شخصين على الأقل قتلا في الهجوم.
في غضون ذلك، أفادت إذاعة “كل حبيرة” التابعة للمعارضة السورية، عن سقوط قتيلين. وذكرت وسائل الإعلام المعارضة في وقت لاحق أن عدد القتلى جراء الهجوم ارتفع إلى ثلاثة، بالإضافة إلى ثمانية جرحى.
“يوميات قذيقة هاون” وهي صفحة إخبارية تنقل أخبار دمشق، نشرت تسجيلًا مصورًا عبر ميزة “ريلز” في “فيس بوك”، قال إنه من المنطقة التي تعرضت للاستهداف صباح اليوم.
إذاعة “شام إف إم” المحلية، قالت من جانبها إن ” اعتداءً إسرائيليًا” استهدف مبنى سكنيًا خلف المدرسة “الإيرانية” في منطقة كفرسوسة، مشيرة إلى وقوع عدد من الإصابات لم تحدده.
ومن المرجح أن البناء المستهدف يقع في تجمع مدارس تضم المدرسة الإيرانية ومدرسة البوادر الخاصة وثانوية بدر الدين الحسني الشرعية للبنات.
حيث قال موقع “أثر برس” المحلي، عبر “تيلجرام” شائع الاستخدام في سوريا، إن الاستهداف طال بناء سكنيًا بجانب مدرسة “الإمام الشافعي” في حي كفرسوسة.
قصف إسرائيلي على حي كفرسوسة
وقالت وزارة الدفاع السورية إن “عدوانًا جويًّا” إسرائيليا استهدف حي كفر سوسة في العاصمة دمشق، أسفر عن مقتل مدنيين اثنين، وإصابة آخر بجروح.
وأضافت عبر صفحتها الرسمية في “فيس بوك” اليوم، الأربعاء 21 من فبراير، نقلًا عن مصدر عسكري، أن “عدواناً جوياً بعدد من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل” استهدف مبنى سكنيًا في حي كفر سوسة، وخلّف أضرارًا مادية لحقت بالمبنى المستهدف وبعض الأبنية المجاورة.
وعادة ما تستهدف إسرائيل أفرادًا وقادة من “الحرس الثوري الإيراني” في سوريا بعمليات مشابهة، لكن إيران لم تعلن عن أي استهداف طال إيرانيين في سوري.ا
واكتفت وسائل إعلام إيرانية بنقل خبر القصف عن الإعلام السوري الرسمي، في حين قال موقع” تابناك” الإيراني، إن آثار الاستهداف توحي بعملية اغتيال، دون تقديم المزيد من التفاصيل
أما وسائل الإعلام الإسرائيلية، ومنها “يديعوت أحرونوت“، اكتفت بالحديث عن قصف جوي إسرائيلي طال العاصمة السورية دمشق، نقلًا عن وسائل إعلام سورية رسمية، وأخرى معارضة للنظام السوري.
من جانبه قال موقع “صوت العاصمة” المعارض (متخصص بتغطية أخبار دمشق)، نقلًا عن مصادر خاصة لم يسمّها، أن القصف الاسرائيلي جرى عبر ثلاثة صواريخ موجهة استهدفت عدة شقق في مبنى بحي كفرسوسة، مشيرًا إلى استخدام أجزاء من البناء كـ”مقرات لميليشيات إيران”.
وبحسب ما ورد تم تنفيذ الهجوم باستخدام ثلاثة صواريخ موجهة بدقة، وأصاب عدة شقق في مبنى في حي كفر سوسة “كان بمثابة مقر للميليشيات الإيرانية”.
وسمع شهود عدة انفجارات متتالية. وقال شهود لرويترز إن الانفجارات أفزعت الأطفال في مدرسة قريبة وهرعت سيارات الإسعاف إلى المنطقة.
ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي.
حي كفرسوسة وإيران
وحي كفرسوسة من الأحياء الراقية في العاصمة دمشق، ويضم عدداً من فروع المخابرات السورية، إلى جانب مبنى رئاسة الحكومة السورية ووزارة الخارجية كما أنه قريب من حي المزة الذي يضم مبنى السفارة الإيرانية.
وتشهد دمشق من حين إلى آخر استهدافا لمنازل سكنية في دمشق من قبل الاحتلال الإسرائيلي، غالباً ما تضم ضباطاً وخبراء إيرانيين وقادة ميليشيات مدعومة وممولة من إيران في سوريا.
وتكررت الاستهدافات الإسرائيلية لحي كفرسوسة في دمشق، كان أبرزها قبل نحو عام، عندما قصفت طائرات إسرائيلية، المربع الأمني في الحي، مخلفة خمسة قتلى، بينهم عسكري، وإصابة 15 مدنيًا بجروح، بينهم حالات حرجة وتدمير عدد من منازل المدنيين، وأضرار مادية في عدد من الأحياء في دمشق ومحيطها، بحسب ما أعلن عنه النظام حينه.
الاستهدافات الإسرائيلية في سوريا منذ طوفان الأقصى
ومنذ انطلاق “طوفان الأقصى” من غزة، في 7 من أكتوبر2023، شنت إسرائيل عملية عسكرية لا تزال مستمرة حتى اليوم، وتصاعدت وتيرة الهجمات الإسرائيلية على ميليشيات مدعومة من إيران في سوريا، بحسب دراسة نشرها مركز حرمون للدراسات المعاصرة المعارض للدولة السورية.
وقسّمت الدراسة الاستهدافات على قسمين:
الأول: 48 هجومًا بين أكتوبر، وديسمبر2023.
الثاني: 53 هجومًا منذ مطلع 2024، وحتى فباير الحالي.
وتوزعت الاستهدافات بين جوية وبرية، إذ أشارت الدراسة إلى أن 33 منها نفذت عبر غارات جوية، و20 عبر أسلحة المدفعية والصواريخ، وطالت جميعها مواقع عسكرية تنتشر فيها ميليشيات موالية لإيران، و”حزب الله” اللبناني
وأسفرت الهجمات عن 104 قتلى، و32 جريحًا، بينهم ثمانية قادة إيرانيون، بحسب الدراسة
وكانت إيران من الداعمين الرئيسيين للرئيس بشار الأسد خلال الحرب ضد الارهاب المستمرة منذ ما يقرب من 12 عامًا. وأدى دعمها لدمشق وحزب الله اللبناني إلى شن ضربات جوية إسرائيلية منتظمة تهدف إلى كبح القوة العسكرية لطهران خارج الحدود الإقليمية.