د. ناجح إبراهيم يكتب: الإيمان شكر وصبر
• الإيمان نصفان : شكر وصبر .
• وقد سئل العلماء كثيراً أيهما أفضل الشكر أم الصبر ؟
• فكانت إجابتهم : الشكر مع العطاء يكون معه فرح وسرور وسعادة مما يجعل العبد يحب ربه ويقبل عليه أكثر ، لكن الصبر معه ألم وكرب وضيق فيصبر وهو في ألم وهم وغم .
• وهل الذي يشكر ربه علي الحرية مثله كالذي يصبر علي السجن ، وهل الذي يشكر ربه علي ولادة ابن كالذي يصبر علي فراق فلذة كبده، وهل الذي يشكر ربه علي الشفاء كالذي يصبر علي المرض العضال المزمن .
• الشكر معه حب وود وقرب من الله ، ولكن الشاكرين قلة في كل الأوقات “وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ” لأن أصحاب النعم والأموال والجاه ينشغلون بهذه النعم عن المنعم سبحانه ، بل قد ينسب بعضهم النعمة إلي نفسه واجتهاده و”شطارته ” وذكائه ، فيدور حول النعمة وحول ذاته وينسى المنعم الأعظم سبحانه واهب النعم كلها ” وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا” .
• وقد حدث هذا مع قارون حينما ذكره علماء عصره بنعمة الله وفضله عليه قال ” إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي” ، وكلمة ” عندي” بالذات هي التي أضاعت قارون ، كما أنا كلمة “أنا” التي تدل علي الغرور والعجب هي التي أضاعت إبليس وهو القائل تحدياً لله سبحانه وترفعاً علي آدم ” أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين”، وقد عاش فرعون مع النعم ونسي المنعم سبحانه “أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي” .
• وهذا الدوران المقيت مع النعمة هو السبب الرئيسي لقلة الشاكرين ، أما الصبر فجزء منه شبه إلزامي وفيه يصبر من يعبد الله ومن لا يعبده.