أوبنهايمر: عبقرية مُعذبة وفصول ماساوية من التاريخ
كتبت: هدى الفقى
كما هو متوقع حصد فيلم “أوبنهايمر” جائزة الأوسكار لأفضل فيلم، محققًا انتصارًا مُستحقًا لتجسيده قصة عالم فيزياء مُثير للجدل، عاش صراعًا داخليًا بين عبقريته العلمية ومسؤوليته الأخلاقية.
من هو أوبنهايمر؟
اسمه جوليوس روبرت أوبينهايمر (J. Robert Oppenheimer) ولد فى 22 إبريل 1904م، وتوفى في 18 فبراير 1967، وهو عالم فيزياء نظرية اشتهر بلقب “أبو القنبلة الذرية” لِدورِهِ القيادي في مشروع مانهاتن النووى.
وحقق أوبنهايمر إنجازات علمية، حيث ساهم في تطوير ميكانيكا الكم والفيزياء النووية، وقدم مساهمات في نظرية النجوم النيوترونية والثقوب السوداء.
لكنه عانى فى حياته من صراع داخلي، وعذبته مشاعر الذنب والندم على دوره في تدمير هيروشيما وناجازاكي، من خلال إلقاء أمريكا قنبلتى ذريتين عليها فى الحرب العالمية الثانية.
أوبنهايمر شخصية مثيرة للجدل، تحمل في طياتها مزيجا من العبقرية والأخلاقيات المعقدة، فهو رمز للتقدم العلمي والتحديات الأخلاقية.
ما هو مشروع مانهاتن؟
هو مشروع أمريكى سري، تم إنشاؤه خلال الحرب العالمية الثانية لتطوير أول سلاح نووي في العالم، وكان دور أوبنهايمر ضمن المشروع أنه قاد فريقًا من العلماء لتطوير القنبلة الذرية، وجاءت محصلة الأبحاث مع اختبار القنبلة “ترينيتي” عام 1945.
وتم الهجوم على هيروشيما وناجازاكي: تم قصف المدينتين اليابانيتين بالقنابل النووية في أغسطس 1945، مما أدى إلى كارثة إنسانية.
مزيج من التجريدية والإثارة
ويأتى فيلم أوبنهايمر فى مزيج من التجريدية والإثارة، يجسد أسطورة العالم الشهير، والفيلم الذى أخرجه كريستوفر نولان يمزج بين التجريدية والإثارة في آن واحد.
فيما تجسد تقنية IMAX التى اعتمدها الفيلم رؤيته المُقلقة والساحرة للكارثة التي جلبتها البشرية على نفسها.
وسيناريو الفيلم مقتبس: من كتاب “بروميثيوس الأمريكى” للكاتب كاي بيرد، وهو بمثابة كتاب لسيرة “أوبنهايمر” الذاتية.
مشاهد من الفيلم
تعكس بعض مشاهد الفيلم التناقض بين الحجم الهائل للدمار وشيء صغير للغاية (انشطار الذرة)، من خلال مشهد تساقط نقاط ماء، يتضخم صوتها فى أذنى أوبناهايمر، حتى تستحيل إلى ما يشبه الانفجار
هناك مشاهد أيضل لجلستي استماع حكوميتان، تُسلطان الضوء على تحدي ولاء “أوبنهايمر” للولايات المتحدة وصراعه مع السلطة.
فيما يجسد مشهد نهاية الفيلم رحلة “أوبنهايمر” في علاقته بالسلطة، من رئاسة اللجنة الاستشارية العامة لهيئة الطاقة الذرية الأمريكية إلى إلغاء تصريحه الأمني، ثم إعادة الاعتبار للعالم بعد رحيله بسنوات عديدة.
وهكذا يجسد الفيلم الصراع بين العبقرية والمسؤولية، حيث عاش بطلنا عاش صراعًا داخليًا بين عبقريته العلمية ومسؤوليته الأخلاقية، ويُثير تساؤلات حول: استخدام العلم في الحرب والسلام، كما يُحفز على التفكير ويدعو للتأمل في المسؤولية الأخلاقية للعلم.
وأخيرا يُقدم الفيلم درسًا هامًا عن مخاطر التسلح النووي.
ألبوم فيلم أوبنهايمر:
فيلم أوبنهايمر- المصدر اليوتيوب
فيلم أوبنهايمر- المصدر اليوتيوب الممثل كيليان مورفي- المصدر اليوتيوب