ملتقى الحوار للتنمية يناقش والإنتهاكات التي يواجهها المصورون والمراسلون الصحفيون
كتب: إبراهيم الكاشف
أصدر برنامج حرية الرأى والتعبير بمؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان اليوم الإثنين 9 أغسطس 2021 تقريراً بعنوان ( ضحايا خلف الكواليس 2020 – 2021)، وناقش التقرير المشكلات والإنتهاكات التي يواجهها المصورون ومصوري الفيديو والمراسلون أثناء ممارسة وظائفهم في مجال الصحافة.
وتضمن التقرير طبيعة عمل المصورون ومصوري الفيديو والمراسلين. فضلاً عن المعاهدات والقوانين الدولية التي تم وضعها لحماية حقوقهم، وجاء في التقرير بعد ذلك الانتهاكات التي يتعرضون لها يوميًا.
وعرض التقرير بعد ذلك، تطبيق هذه الحقائق على الولايات المتحدة الأمريكية مع أمثلة على الانتهاكات التي تحدث للمصورين ومصوري الفيديو والمراسلين في البلاد، وانتهى التقرير إلى بعض التوصيات للمساعدة في حماية حقوق الأشخاص الأكثر عرضة لهذه المضايقات حيث يظل مجال التصوير الصحفي أرضًا خصبة للعديد من انتهاكات حقوق الإنسان حيث يتعرض العاملين بها لمخاطر كثيرة كل يوم.
وفيما يتعلق بالجهود المبذولة لحماية حقوق المصورين الصحفيين والمراسلين فقد أشار التقرير إلى أنه في السنوات الأخيرة، زادت الجهود المتعلقة بحماية الصحفيين على اختلاف أنواعهم بشكل كبير بسبب المخاطر الجسيمة التي يمكن أن يتعرضوا لها بسبب طبيعة عملهم. حيث أنه تم التأكيد على حماية الصحفيين في العديد من القوانين والمعاهدات الإقليمية والدولية ولذلك فقد تم وضع العديد من القوانين والمعاهدات الدولية لحماية حقوقهم مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، بالإضافة إلى العديد من القرارات التي اعتمدها مجلس حقوق الإنسان ومجلس الأمن التابعين للأمم وقرارات مجلس أوروبا. وعلاوة على ذلك، كانت هناك جهود إقليمية كبيرة بذلت في هذا الشأن، فضلًا عن جهود من قبل المنظمات غير الحكومية مثل مراسلون بلا حدود، والهيئة الدولية للصليب الأحمر، والاتحاد الدولي للصحفيين.
وجاء بالتقرير فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان التي يواجهها المصورون الصحفيون والمراسلون أنه غالبًا ما يتعرض الصحفيون للعنف والإساءة والخوف والوحشية والتحرش الجنسي والاعتقالات التعسفية والسجن والتهديدات والتعذيب والتمييز بسبب جنسهم أو عرقهم أو عرقهم أو طبقتهم أو قدرتهم. كما يمكن مصادرة ممتلكات الصحفيين، مثل المواد المصورة والكاميرات، أو إتلافها كمقياس للسيطرة أو التخويف.
كما أوضح التقرير أن المجموعات الرئيسية المتأثرة هي المراسلون الصحفيون بنسبة (28%)، ومراسلو البث 24%)، والمحررين (16%)، ومشغلي الكاميرات (14 في المائة) والمصورين (9 في المائة) وذلك وفقاً لما ذكرته هيئة حماية الصحفيين.
ومن ناحية أخري ذكر التقرير أن منظمة اليونسكو سجلت مقتل (67) صحفيًا في البلدان التي تشهد نزاعًا مسلحًا، وكان (23) منهم يعمل في المراسلة بشكل مباشر عن الأعمال العدائية في ساحة المعركة بين عامي 2018 و2019 مقارنة بـ (89) صحفيًا قُتلوا في بلدان ليس بها نزاع مسلح.
ومع ذلك، فإن العدد الفعلي للهجمات المتعمدة ضد الصحفيين ربما يكون أعلى مما تشير إليه الإحصاءات، حيث لا يبلغ جميع الصحفيين عن الهجمات التي ارتكبت ضدهم لأنهم يخشون أن يؤدي ذلك إلى زيادة ضعفهم. بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن قياس العديد من الجوانب بإحصائيات وأرقام دقيقة كما هو الحال مع الضرر النفسي الذي يواجهه صحفيو الحرب.
كما أشار التقرير إلى أنه في عام 2020 احتلت الصومال وسوريا والعراق وجنوب السودان أسوأ أربعة مراكز في قائمة الدول التي لديها أعمال عنف ضد الصحفيين دون عقاب ، وأنه كان هناك إفلات كامل من العقاب في 83% من تلك الحالات وأنه لم يتم مقاضاة الجناة ، وفقاً لما ذكرته هيئة حماية الصحفيين.
وفيما يتعلق بالإنتهاكات التي يتعرض لها المصورون الصحفيون والمراسلون في الولايات المتحدة الأمريكية جاء بالتقرير أنه في عام 2020، قامت منظمة تعقب حرية الصحافة الأمريكية، بتوثيق (139) اعتقالًا أو احتجازًا للصحفيين، وتعرض (427) صحفيًا للاعتداء، واستدعاء (37) صحفيًا / منظمة جديدة. أما في عام 2021، تم توثيق (54) عملية اعتقال للصحفيين، وتعرض (83) صحفيًا للاعتداء، واستدعاء تسعة صحفيين / منظمات جديدة.
كما أوضح التقرير فيما يتعلق بالانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون والمصورون الصحفيون الذين يغطون احتجاجات Black Lives Matter في عامي 2020 و2021 أنه على مدار العامين الماضيين، كانت هناك العديد من الحوادث التي تم فيها الاعتداء على المصورين الصحفيين والمراسلين بسبب قيامهم بعملهم. كان أهمها أثناء الاحتجاج على التمييز بعد وفاة جورج بيري فلويد، والتي حدث بعدها العديد من الاحتجاجات تحت شعار “Black Lives Matter”.
وفي هذا الإطار تحققت أداة تعقب حرية الصحافة الأمريكية من تعرض عدد غير مسبوق من الصحفيين للاعتداء أو الاعتقال أو منعهم من توثيق الأحداث مع أكثر من (930) حادثة تم الإبلاغ عنها في (79) مدينة مما يدل على المدى الذي قطعته الحكومة في إسكات أصوات الصحفيين.
وانتهى التقرير إلى عدد من التوصيات كان من أهمها أنه
• بناء تعاون وتحالفات بين المجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية والأمم المتحدة والأوساط الأكاديمية والقضاء والحكومات من أجل بناء إطار إعلامي شامل وعملي آمن يحمي المصورين الصحفيين ومصوري الفيديو والمراسلين الذين يغطون الأزمات في جميع أنحاء العالم.
• يجب أن يكون الصحفيون مجهزين تجهيزًا كاملاً بأدوات الحماية المناسبة للحالة. ففي الظروف القصوى، يمكن أن يشمل ذلك ارتداء البدلات والخوذات والدروع الواقية للبدن والسترات الواقية من الرصاص .
• حمل المصورون والصحفيون أجهزة الكشف أو تناول أقراص لمنع العوامل البيولوجية أو الكيميائية أو النووية المحتملة. .
• يجب على الصحفيين أن يختاروا بعناية المكان الذي سيرصدون من خلاله الصراع عن طريق البحث في السياسة والتاريخ والسلوك لجميع الجماعات المسلحة النشطة في منطقة ما.