د. ناجح إبراهيم يكتب: يحدث في الحرم المكي

بيان
• كان في عمرة شعبان الماضي قرابة 2 مليون معتمر، أما تنظيم ضيوف الرحمن يوم الجمعة فهو صعب جداً، لا ينثني الجندي عن قراره مهما كان، ولكن بأدب حازم، إذا قرر إغلاق الطريق أمام السيارات يوم الجمعة فلا يتنازل عن قراره أبداً مهما كان، لايرتشي، لا يعرف الواسطة أو المنصب أو التوسل، وهذا والله سر نجاح التنظيم لعدة ملايين حاج أو معتمر في المسجد الحرام.
• تنظيم الحجاج والمعتمرين يأتي في المقام الأول من بركة وقداسة المكان وحسن تأدب ضيوف الرحمن مع عظمة المكان وقداسته ورغبتهم جميعاً في الانضباط بالتعليمات وأوامر الجنود فضلاً عن غلبة العفو والتسامح، فكثيراً ما صدمت الكراسي المتحركة قدمي من الخلف فأوجعتني فأنظر وابتسم، وكذلك يفعل كل المعتمرين والحجاج، ساحات الطواف كلها تسامح وسكينة .
• الحرم المكي أحياناً يكتظ بثلاثة ملايين دون مشاكل تذكر بينهم، لا تسمع ضجيجاً أو خناقات، الحرم كله سكينة وأدب ورفق وتراحم محبة، رغم اختلاف اللغات واللهجات، فالكل يحاول أن يغفر للآخر أو يفسح له أو يجلسه إلي جواره أو يطعمه من طعامه، أو يقاسمه الطعام.
• هذه الملايين لو في مكان آخر لدبت بينهم مئات النزاعات والصراعات، والشتائم والسباب، في الحرم المكي مشاعر حب للآخرين لا تتخيلها.
• في الحرم المكي تقابل الدنيا كلها مصغرة أمامك كل اللغات واللهجات والألوان والأجناس، والأعراق والطبائع ولكنها صهرت في بوتقة العبودية لله، وتحولت إلي حديقة غناء مختلفة الألوان والزهور.
• الكون كله اختصر في الحرم بقاراته جميعاً، ورغم أن كل حاج أو معتمر لا يعرف الآخر إلا أنه يشعر بأخواته ومحبته لهذه الحشود الحاشدة، جمعتهم آصرة التوحيد، وعبودية الله، ومحبة الكعبة.

اقرأ أيضا للكاتب:

د. ناجح إبراهيم يكتب: فى وداع رجل المهام الصعبة د. أحمد شريت

د. ناجح إبراهيم يكتب: الإيمان شكر وصبر

زر الذهاب إلى الأعلى