كيف أثرت رسوم التوابيت في تمجيد فكرة إعادة البعث عند القدماء؟.. السر في المرأة

كتب: إسلام فليفل
من الفن المصرى إلى العمارة، وامتلاك كامل الحقوق، وشغل أهم المناصب الحكومية، وحتى الممارسات الدينية، كلها مظاهر من التوازن بين الجنسين التى كانت تعيش فيه مصر ومازالت حتى الآن.
المصريون القدماء هم أول من اعترفوا بحقوق المرأة كاملة، كما أنهم أول من رفعوا المرأة إلى مقاعد الحكم، بل وكان رجالهم فى فخر واعتزاز بأن تحكمهم ملكات من النساء عهودهن كانت رمزاً للعدالة والتقدم والاستقرار.
على مدار تاريخ الحضارة المصرية القديمة، كانت المرأة تشكل عنصراً له أهميته التى لا تقل فى شئ عن نظيرها من الرجال، وكان الأمر يحدث بشكل طبيعى دون فرض أو حروب أو جمعيات لحقوق المرأة، والسبب وراء طبيعة المصرى المؤمنة بالمرأة إرتبطت بشكل مباشر بمعتقداته الدينية التى كانت تشكل بالنسبة إليه الهدف من الحياة وما بعدها.
وفى الديانة المصرية القديمة كانت للمرأة شأنها فى تكوين الحياة بجميع تفاصيلها، باعتبارها منبعاً للرحمة والخير والعدالة والقوة، حتى إن بعض الآلهة لها تأثير مباشر على عالمنا الحالى على الرغم من مرور آلاف السنين على بناء تلك المعتقدات.
نوت، أو كما يُعرف عنها إلهة السماء، هى خير نموذج على هذا الاحترام والتبجيل فى الديانة المصرية القديمة، الإلهة نوت من أقدم وأهم الألهة فى الميثولوجيا المصرية، وإحدى الآلهة الأساسية المتعلقة بخلق الكون، وهى واحدة من تسع آلهة معروفين فى التاريخ بتاسوع هليوبوليس، وكانوا يعبدون فى هليوبوليس “عين الشمس” حالياً، وهى أخت “جب”، إله الأرض، وإبنة شو إله الهواء، وحفيدة إله الشمس أتوم، وطبقاً للمعتقد المصرى، تزوجت نوت من أخيها جب وأنجبا إيزيس وأوزوريس.
نوت فى الدين المصرى، غالباً ما تصور على أنها امرأة مرجعية بالنجوم، تغطى الأرض بجسدها من شرقها إلى غربها، وأحياناً بهيئة بقرة أو شجرة، من ألقابها، مغطية السماء، وتلك التى تحمى أو تلك التى تحمى ألف روح.
من المميز فى حكاية نوت أن الدين المصرى فريد من نوعه فى جنس آلهة الأرض والسماء، ففى معظم الثقافات فى المناطق التى يوجد فيها أمطار تجسد السماء على أنها مركز وأن المطر مصدر الحياة والخصوبة، إلا أن الأمطار فى مصر لا تلعب أى دور فى الخصوبة، وذلك بسبب أن كل المياه الموجودة على الأرض مصدرها الأساسى هو نهر النيل، كآلهة السماء، ابتلعت نوت الشمس فى السماء وولدت مرة أخرى فى الصباح.
كان لنوت طبقاً للديانة المصرية القديمة دور كبير فى إعادة إحياء الموتى، لذلك كانت ترسم داخل التوابيت لتحمى المتوفى وترافقة فى رحلته إلى العالم الآخر، لذلك تواجدت فكرة إعادة البعث والميلاد لدى المصرى القديم فى عهد تقديس الإلهة نوت، وهى رغبة المتوفى أن يصبح على جسدة الإلهة نوت.
من جانبه قال محمد صقر، الباحث فى التراث المصرى، إنه على الرغم من الأهمية التى تمثلها نوت بالنسبة للديانة المصرية القديمة، إلا أن رسمتها لا توجد إلا فى ثلاثة أماكن فقط، معبد ندرة فى قنا، ويضم رسمة تظهر فيها الإلهة نوت وهى تلد الشمس، وعلى مقبرة فى البر الغربى فى الأقصر، أمام معبد حتشبسوت، وعلى غطاء تابوت فى معهد اللوفر فى فرنسا.
زر الذهاب إلى الأعلى