بسمة المنزلاوي تكتب: الفرصة في هبوط البورصة
بيان
الهبوط الذي شهدته البورصة في الفترة الماضية، والذي جاء بعد إعلان قرار التعويم في بداية الشهر الجارى، هذا التراجع سببه الرئيسي هو خروج المضاربين من السوق، والذي تسبب في خسائر تجاوزت الـ 95 مليار جنيه في أسبوع واحد.
ودائمًا هروب أو خروج المضاربين من البورصة هو الفرصة للمستثمرين الحقيقيين لدخول السوق.
وهذه فترة “ساخنة جدًا” وفرصة لكل المهتمين والمتابعين لسوق الأوراق المالية (البورصة)، فالبورصة تعتبر أداة مهمة من أدوات الاستثمار، والتي يلجأ إليها الكثيرون في محاولة لتحقيق الأرباح وزيادة قيمة مدخراتهم، خاصة في أوقات عدم الاستقرار وارتفاع معدلات التضخم.
ولقد شهدت السوق تغيرات كبيرة في الفترة السابقة بسبب التغير في أسعار العملة، والذي أدى بدوره إلى صعود الأسعار في البورصة، ولكن هل كانت هذه الزيادة زيادة حقيقية؟ وهل كان هذا الصعود، صعودًا في القيمة الحقيقية للأسهم؟ الإجابة هي لا.
ولذلك، كان من الطبيعي أن تشهد البورصة تصحيحًا مصاحبًا لقرار التعويم لتعود الأسهم إلى قيمتها العادلة.
ويجب أن نفرق هنا بين الاستثمار والمضاربة، فالمستثمر دائمًا ما يكون هدفه الاستثمار طويل الأجل وتحقيق الأرباح على المدى الطويل، في حين أن المضارب تكون استراتيجيته المكسب السريع ولا يخطط للاحتفاظ بالأوراق المالية لفترة طويلة، وإنما هدفه تحقيق الربح السريع بالشراء والبيع مرة أخرى مع الاستفادة من فرق السعر في أوقات الصعود والهبوط.
وللأسف، فإن المضاربين يكون لهم تأثير سلبي جدًا على السوق، لأنهم قد يدفعون سعر الأسهم إلى الصعود لقيمة أكبر من قيمتها الحقيقية ليعاودوا بيعها مرة أخرى ويحصدون أرباحًا سريعة.
وقد نرصد في البورصة صعود سعر سهم بنسبة 60% مثلًا بسبب المضاربة عليه، فهل من المنطقي أن القيمة الحقيقية للسهم أو للشركة قد زادت بكل هذه النسبة في أيام؟ بالطبع لا.
والمتابع الجيد للسوق يمكنه التفريق بين الزيادة الحقيقية وبين الزيادة الوهمية، التي يتوقع أن تتراجع مرة أخرى مع أول حركة تصحيحية.
ولذلك، لا يجب أن تسود حالة الفزع بسبب التراجع في السوق، وأكرر أنه دائمًا ما يكون خروج المضاربين فرصة للمستثمرين الحقيقيين لدخول السوق، فلا يوجد هبوط مستمر، وإنما هي فترة قبل أن يعود للصعود مرة أخرى.
وللإجابة عن السؤال المتداول بين الناس: هل رفع الفائدة البنكية هو السبب في التراجع؟ نقول الآتى:
قد يكون له تأثير طفيف، ولكن ليس تأثيرًا قويًا، لأن الفائدة الحقيقية لا تزال سالبة مع ارتفاع معدل التضخم، ولكن خروج المضاربين والتذبذب الذي شهدته أسعار العملة في الشهور الأخيرة هو السبب الحقيقي.
وبعد التصحيح، يعود السوق للصعود مرة أخرى، فالبورصة هي أداة للاستثمار المتوسط وطويل الأجل، وليست للمضاربة وتحقيق الربح السريع.