مقتل العشرات بغارات إسرائيلية على دمشق وحلب وهجوم بمسيرات لإرهابي إدلب
كتب: أشرف التهامي
نفّذ العدو الإسرائيلي سلسلة من الغارات على ريف حلب شمال سوريا بالإشتراك مع التنظيمات الإرهابية التي نفّذت هجومًا مماثلًا بالطائرات المسيّرة.
وبحسب مصادر عسكرية سورية فإن العدوان الإسرائيلي على حلب تم عبر الأجواء الأردنية ومن ثم التسلل من فوق قاعدة التنف الأميركية نحو عمق البادية السورية منطقة أثريا بتغطية أميركية.
في ساعة مبكرة من صباح الجمعة 29-3-2024 استهدفت الضربات الصاروخية الإسرائيلية مدينة حلب، أدت إلى مقتل 38 مدنياً وعسكرياً. وتسببت أيضاً في مقتل خمسة من مقاتلي حزب الله بحسب وكالة رويترز عن مصدران أمنيان.
كما استهدفت إسرائيل الخميس 28 آ-3-2024 مبنى لقوات الحرس الثوري الإيراني على أطراف بلدة السيدة زينب بريف دمشق.
ماذا حدث في دمشق؟
وقالت مصادر خاصة لصوت العاصمة المعارض للدولة السورية ومقره دمشق، إنّ إسرائيل استهدفت بغارة جوية مبنى تستخدمه القوات الإيرانية لعقد اجتماعات على أطراف السيدة زينب من جهة مطار دمشق الدولي.
وأوضحت المصادر أنّ القصف الإسرائيلي جاء بعد ساعتين من عقد اجتماع ضم قياديين من قوات الحرس الثوري وحزب الله وضباط في الجيش العربي السوري وآخرين عراقيين في الحشد الشعبي، دون ورود معلومات عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات الإيرانية حتى لحظة إعداد الخبر.
كما أظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي انهيار المبنى المستهدف بشكلٍ كامل مع وقود أضرار في بعض السيارات المركونة جانب المبنى.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع السورية إنّه “حوالي الساعة 50 : 17 مساء اليوم شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً أحد المباني السكنية في ريف دمشق”.
وأضافت أنّ “العدوان أسفر عن إصابة مدنيين اثنين بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية”، على حد قولها.
وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” المعارض للدولة السورية والمرتبط بالمخابرات البريطانية و(مقره لندن)، أن خمسة مسلحين سوريين عاملين مع “حزب الله” أصيبوا باستهداف إسرائيلي للمقر الذي كانوا يحرسونه، في منطقة البحدلية قرب السيدة زينب، بمحافظة ريف دمشق.
ولم تتبن إسرائيل الاستهدافات حتى إعداد هذه المادة، في حين اكتفت وسائل إعلام إسرائيلية بالنقل عن وسائل إعلام سورية محلية.
حيث نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست“، عن موقع “صوت العاصمة” المحلي، أن الاستهداف الإسرائيلي سبقه بساعتين اجتماع لقادة من “الحرس الثوري الإيراني” وحزب الله”، والجيش السوري” وقوات الحشد الشعبي” المدعومة من إيران، في المبنى المستهدف.
هذا وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية في 28 فبراير الماضي غارات جوية استهدفت خلالها موقعين تابعين للقوات الإيرانية تستخدمهما لتخزين الأسلحة والذخائر في بلدة السيدة زينب بريف دمشق، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بينهم عناصر في الجيش العربي السوري وآخرين من القواتات الإيرانية.
ماذا حدث في مدينة حلب وريفها؟
استهدفت غارات إسرائيلية مواقع في محيط دمشق وحلب، وبينما تحدث العربي السوري عن مقتل مدنيين، فإن المواقع المستهدفة تشهد نشاطًا عسكريًا وسط معلومات عن مقتل عشرات العناصر.
ففي وقت لاحق فجر اليوم، نقلت “سانا” عن مصدر عسكري أنه حوالي الساعة 1:45 شنت إسرائيل غارة من اتجاه أثريا جنوب شرق حلب، مستهدفة عددًا من النقاط في ريف حلب.
وأضافت أن” العدوان الإسرائيلي” أسفر عن مقتل وجرح عدد من المدنيين والعسكريين ووقوع خسائر مادية بالممتلكات العامة والخاصة.
وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” المعارض للدولة السورية والمرتبط بالمخابرات البريطانية و(مقره لندن) أن ما لا يقل أن 36 عنصرًا من قوات الجيش العربي السوري قتلوا، بينما أصيب العشرات بجراح متفاوتة بعضها إصابات خطيرة.
وأوضح المرصد أن الضربات استهدفت مستودعًا للأسلحة تابعًا لـ”حزب الله” اللبناني”، في منطقة جبرين قرب مطار حلب الدولي، ومعامل الدفاع في السفيرة، وكفرجوم غربي حلب.
هجوم بالمسيرات للإرهابيين من جهة غرب إدلب
كما ذكر مرصد SAM لرصد الطيران الاستخباري الإسرائيلي أن التنظيمات الإرهابية (الذراع الإسرائيلية العسكرية على الأراضي السورية) المتواجدة في الريف الشمالي لمدينة حلب وإدلب حاولت الاعتداء بالمسيرات من جهة غرب حلب بالتزامن مع الهجوم الصاروخي للعدو الإسرائيلي من جهة شرق حلب.
هذا ونشرت صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية على موقعها الالكتروني تقريراً اليوم بعنوان :” أنباء عن مقتل 38 شخصا قرب حلب في هجوم ألقي باللوم فيه على إسرائيل” وكان كالتالي:
” ورد أن الهجوم استهدف مقر حزب الله ومستودعات أسلحة الميليشيات الموالية لإيران بالقرب من المطار؛ عدد القتلى غير مسبوق، ويشمل عسكريين ومدنيين؛ شاهد الانفجارات الهائلة بعد الهجوم.
أفادت وسائل إعلام سورية ليل الخميس والجمعة أن إسرائيل هاجمت منطقة مدينة حلب شمال غرب البلاد. وبحسب مسؤولين أمنيين أجانب بحسب وكالة رويترز للأنباء، فإن عدد القتلى غير مسبوق ويبلغ 38 شخصًا على الأقل، إلى جانب عشرات الجرحى في الهجوم الذي استهدف مقر حزب الله ومستودعات أسلحة للميليشيات الموالية لإيران بالقرب من مطار حلب الدولي. وبحسب رويترز، فإن خمسة من القتلى هم من عناصر حزب الله.
وزعمت وزارة الدفاع السورية أن إسرائيل هاجمت عدة نقاط في ريف حلب. وبحسب الوزارة، فقد تم تنفيذ الهجوم الإسرائيلي بالتزامن مع هجوم بطائرات مسيرة نفذته منظمات إرهابية محلية، وأدى إلى مقتل وجرح عدد من المدنيين والعسكريين، بالإضافة إلى أضرار مادية.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو منظمة معارضة لنظام الأسد تعمل من لندن، أنه تم تفعيل أنظمة الدفاع الجوي السورية لكن الصواريخ وصلت إلى وجهتها.
وبحسب مصادر مؤسسة العربي الجديد الإخبارية القطرية، فإن الهجوم في سوريا تم بصواريخ تحمل مواد متفجرة استهدفت مبنى كان يستخدم كمقر لحزب الله في المنطقة الشرقية من مطار حلب، حيث يوجد أيضاً مستودعات أسلحة تابعة للميليشيات الموالية لإيران. وبحسب المصادر فإن أحد صواريخ الدفاع الجوي السوري سقط قرب إحدى القرى القريبة من جبرين وأدى إلى نشوب حريق. ولم يتضح بعد ما إذا كان بعض الضحايا أصيبوا بسقوط الصاروخ السوري.
وفي وقت سابق، أفاد موقع “كل حبيرة” الإخباري التابع للمعارضة السورية، أن الهجوم استهدف أيضًا مصانع في منطقة السفيرة قرب حلب. وأفادت قناة “الحدث” السعودية، عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، بوقوع ثلاثة انفجارات في منطقة المطار. وذكرت شبكة الميادين اللبنانية التابعة لحزب الله، أنه تم تفعيل أنظمة الدفاع الجوي في المنطقة.
ولم تؤكد إسرائيل أو تنف تورطها في الهجوم.
وقبل نحو 10 أيام، اتهمت وزارة الدفاع السورية إسرائيل بمهاجمة مواقع عسكرية في منطقة دمشق. وادعت الوزارة أنه تم اعتراض عدة صواريخ في سماء العاصمة، وعدم وقوع إصابات في الهجوم.
وفي بداية الشهر، نسب هجوم غير عادي في شمال غرب سوريا إلى إسرائيل، زعم على إثره مقتل مستشار الحرس الثوري الإيراني في سوريا، رضا زارع. وبحسب التقارير فقد قُتل مع عنصرين آخرين من حزب الله غير السوريين.”
رسالة لإيران
وزارة الدفاع بالحكومة السورية قالت، في 26 من مارس الحالي، إن الولايات المتحدة الأمريكية قصفت بلدات وقرى ومواقع عسكرية بمحافظة دير الزور مخلفة ثمانية قتلى بينهم مدني، وأكثر من 30 جريحًا.
من جانبها، نفت الولايات المتحدة الأمريكية لعنب بلدي المعارض للدولة السورية، مسؤوليتها عن الهجوم الذي طال مواقع حيوية لقوات موالية لإيران في محافظة دير الزور شرقي سوريا.
بينما اعتبر مركز “ألما” الإسرائيلي للأبحاث و الدراسات الامنية والعسكرية والاستخبارية، أن القصف الذي تعرضت له دير الزور، قبل أيام، رسالة إسرائيلية لإيران، وأن الهجوم نفذته إسرائيل، وكان “نادرًا نسبيًا من حيث الحجم” إذ طال حوالي عشرة مقار تابعة لـ”الحرس الثوري الإيراني” في مدن البوكمال والصالحية والميادين ودير الزور.
ونقل عن مصادر لم يسمِّها أن سلاح الجو الإسرائيلي استهدف مخازن أسلحة ومقرًا ومنزلًا في دير الزور، حيث كان يجتمع كبار مسؤولي “الحرس الثوري” والقواات الشيعية.
الحصيلة الأولية للقصف الإسرائيلي على مواقع قرب مطار حلب الدولي، قتل ما لا يقل عن 36 عنصراً من قوات الجيش العربي السوري وأصيب العشرات بجراح متفاوتة بعضها إصابات خطيرة مما يرجح ارتفاع حصيلة القتلى، نتيجة الضربات الجوية الإسرائيلية بعد منتصف ليل الخميس – الجمعة، التي طالت مستودعاً للأسلحة تابعاً لحزب الله اللبناني في منطقة جبرين قرب مطار حلب الدولي، كما استهدف القصف الإسرائيلي معامل الدفاع في السفيرة، ودوت انفجارات في منطقة كفرجوم غرب حلب، بينما انطلقت صواريخ الدفاع الجوي التابع للجيش العربي السوري لمحاولة التصدي للصواريخ الإسرائيلية وإفشال الهجوم، إلا أن الصواريخ وصلت إلى أهدافها، وهرعت سيارات الإسعاف مع فرق الإطفاء إلى مكان الاستهدافات لنقل الجرحى وإخماد الحرائق، وسط ضرب طوق أمني مشدد، دون تسجيل إصابة لمطار حلب الدولي.
وتعد هذه الحصيلة من القتلى من قوات الجيش العربي السوري هي الأعلى خلال الضربات الإسرائيلية السابقة التي طالت مناطق سورية.
وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض منذ مطلع العام 2024، 26 مرة قامت خلالها إسرائيل باستهداف الأراضي السورية، 18 منها جوية و 8 برية، أسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير نحو 51 هدفاً ما بين ومستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات.
وتسببت تلك الضربات بمقتل 79 من العسكريين بالإضافة لإصابة 21 آخرين منهم بجراح متفاوتة، والقتلى هم:
– 9 من الجنسية الإيرانية من الحرس الثوري
– 12 من حزب الله اللبناني
– 3 من الجنسية العراقية
– 10 من القوات التابعة لإيران من الجنسية السورية
– 9 من القوات التابعة لإيران من جنسية غير سورية
– 36 من قوات الجيش العربي السوري.
بالإضافة لاستشهاد 9 مدنيين بينهم سيدة بالاستهدافات الإسرائيلية
فيما توزعت الاستهدافات على الشكل التالي:
12 لدمشق وريفها.
7 لدرعا.
3 على حمص.
2 على القنيطرة.
1 طرطوس.
1 على حلب.
ويشير المرصد السوري المعارض إلى أن إسرائيل قد تستهدف بالمرة الواحدة أكثر من محافظة وهو ما يوضح تباين عدد المرات مع عدد الاستهدافات.
طالع المزيد:
– مسؤول إسرائيلي يؤكد ضرب «أهداف مهمة» في سوريا