تقرير اسرائيلي: الكارثة التى تم إنقاذ مستوطنات الشمال منها بالإجلاء
كتب: أشرف التهامي
في ظل الصراع الدائر على الحدود الشمالية، عادت مسألة عودة سكان شمال إسرائيل إلى المجتمعات الحدودية التي تم إخلاؤها إلى الظهور في الأسابيع الأخيرة.
ويرى بعض من الخبراء الإسرائيليين أنه كان من الخطأ إخلاء هذه العشرات من القرى والبلدات ومدينة كريات شمونة، مشيرين إلى أن حزب الله يهاجم فقط الأهداف العسكرية والمناطق غير المأهولة، ويؤكدون أن الإخلاء أعطى حزب الله الحرية لمهاجمة هذه المناطق، حتى أصبحت خالية تماماً من المدنيين.
ويرى مركز ألما البحثي للدراسات الامنية والعسكرية والاستخبارية الاسرائيلي أن إعادة إسكان هذه المناطق من شأنه أن يردع حزب الله عن المزيد من العدوان.
ومع ذلك، فإن هذا المنظور يتجاهل حقيقة أساسية، وهى أنه منذ بداية الحرب، وحتى قبل إخلاء المستوطنات الاسرائيلية، كان حزب الله يطلق مقذوفات وطائرات بدون طيار باتجاه منطقة الحدود الشمالية بأكملها، بما في ذلك المستوطنات المأهولة.
وبالنسبة لحزب الله، يرى المركز البحثي أن وضع المجتمع المستهدف لا يؤثر على استراتيجيته العملياتية.
فلقد امتنع حزب الله إلى حد كبير عن توسيع نطاق هجماته إلى ما هو أبعد من دائرة نصف قطرها 5 كيلومترات من الحدود، ولكن كل ما يوجد داخل تلك المنطقة يمكن مهاجمته. وقد أدى ذلك إلى تهجير 43 مجتمعًا إسرائيليًا، وتحويل 61,000 مواطن إسرائيلي إلى نازحين داخليًا بين عشية وضحاها.
يأتى هذا بحسب التقرير الذي نشره المركز البحثي أول أمس على موقعه الرسمي، ويضيف “التقرير” أنه على الرغم من عمليات الإجلاء، يواصل حزب الله استهداف المناطق المدنية القريبة من الحدود، حيث أصيبت بعض المنازل على السياج الحدودي من جراء قصف حزب الله.
كما يزعم التقرير، أن الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمنازل هي إشارة إلى الكارثة المحتملة التي كان من الممكن أن تحدث لو لم يتم إجلاء الأسرة.
كما زعم أصابة صاروخ آخر حقلاً زراعيًا مجاورًا، مما تسبب في أضرار جسيمة.
ويذكر التقرير بأنه وفي هجوم مميت منفصل، أطلق حزب الله صواريخ مضادة للدبابات على مارجاليوت في 4 مارس.
وأدى الهجوم إلى مقتل نيبين ماكسويل، وهو مواطن هندي يبلغ من العمر 31 عامًا يعمل في الحقل، وإصابة تسعة آخرين.
وتطرق التقرير إلى امتداد الأضرار الى المناطق الزراعية التي لحقت بعمال الحدود الشمالية إلى ما هو أبعد من التدمير المادي، حتى أنه أثرعلى الماشية.
ونوه التقرير الى أن هجمات حزب الله تضر بمعدلات المواليد ومتوسط العمر المتوقع. علاوة على ذلك، منذ بدء الحرب، اضطر العديد من العمال الزراعيين الأجانب العودة إلى بلدانهم الأصلية.
بالنسبة للمجتمعات القريبة من السياج الحدودي.
فإن الوقت اللازم للوصول إلى المنطقة الآمنة عند سماع صفارة الإنذار هو مجرد ثوانٍ، وغالبًا ما يكون غير كافٍ للحماية من الصواريخ القادمة. وبالإضافة إلى الافتقار إلى الحماية المناسبة والتعرض لخطر إطلاق الصواريخ في أي وقت، حيث يواجه المزارعون الذين يبقون في المنطقة لرعاية محاصيلهم ومواشيهم أيضًا تهديدًا غير مكتشف من الصواريخ المضادة للدبابات، والتي يمكن أن تضرب دون سابق إنذار.
وذكر التقرير أنه في 14 (يناير)، بعد إخلاء المجتمعات المحلية، ضرب صاروخ مضاد للدبابات لحزب الله منزلاً في كفار يوفال، مما أسفر عن مقتل امرأة إسرائيلية، ميرا أيالون، 76 عامًا، وابنها باراك، 45 عامًا.
من الصعب فهم الواقع الحالي، حيث لا يستطيع سكان الشمال العودة إلى منازلهم.
أكد التقرير أنه كان لعملية الإخلاء عواقب وخيمة ليس فقط على السكان -حيث اقتلعت كبار السن، وتشتيت المجتمعات في جميع أنحاء البلاد، وإجبار الأطفال على التكيف مع البيئات الجديدة -ولكن أيضًا على الزراعة، حيث لم يتم حصاد المحاصيل والمباني الزراعية المدمرة.
على مستوى الردع المعرفي الوطني والإقليمي
علاوة على ذلك، تسببت عمليات الإخلاء بأضرار على مستوى الردع المعرفي الوطني والإقليمي، مما منح حزب الله نصراً استراتيجياً من خلال إنشاء “منطقة أمنية” داخل الأراضي الإسرائيلية. ومع ذلك، يرى التقريرأن الاعتقاد بأن حزب الله سيوقف إطلاق النار بمجرد عودة المجتمعات إلى منازلهم بالقرب من الحدود الشمالية هو اعتقاد خاطئ بشكل أساسي. ليس لدى حزب الله أي مخاوف بشأن إيذاء المدنيين الإسرائيليين وليس لديه أي نية لوقف الصراع.