لماذا لا تستطيع إسرائيل وقف بث قناة الجزيرة.. تقرير عبرى
كتب: أشرف التهامي
نشرت سمدار بيري محررة الشؤون العربية في صحيفة “يديعوت إحرونوت” الإسرائيلية تقريرا تفند فيه الخلاف بين الكيان الاسرائيلي وقناة الجزيرة القطرية بعنوان: “إذا نفذت إسرائيل تهديدها بإغلاق قناة الجزيرة، فإنها ستنضم إلى مجموعة مشكوك فيها من الدول، بما في ذلك الأردن والمغرب والبحرين، إلى جانب الإمارات العربية المتحدة وإيران والعراق التي تقف على الحياد؛ الخبر السيئ هو أن هذا غير ممكن حقًا”
بدأت سميدار تحليلها باقتباس للرئيس الراحل محمد حسني مبارك حول قناة الجزيرة والذي سخر فيه منها فقالت سميدار”لقد نمت قناة الجزيرة بشكل كبير منذ أن لخص الرئيس المصري الراحل حسني مبارك زيارته إلى مقر الشبكة القطرية بسخرية.
قال مازحا: “صغير مثل علبة الثقاب ويصدر صوت مدفع”. واليوم، توسعت المكاتب، وأصبح المدخل يخضع لحراسة مشددة مثل القاعدة العسكرية.
واستعرضت مراحل التقدم الاعلامي لقناة الجزيرة قائلة” مع التقدم التكنولوجي والميزانية المتزايدة على مر السنين، أصبحت الجزيرة أول قناة عربية تعرض شخصيات إسرائيلية يسارية ويمينية في برامجها الإخبارية. وحتى أساليب البث تغيرت:
تبث قناة الجزيرة باللغة الإنجليزية محتوى ذي صلة، في حين توظف القناة العربية الأكثر شعبية تغطية مزعجة واستفزازية فيما يتعلق بإسرائيل.
كيف تعمل قناة الجزيرة في إسرائيل
وتتحدث سميدار عن علاقتها بقناة الجزيرة ورئيس مكتب الجزيرة في اسرائيل فتقول: “ويتعين على المرء أن يفهم كيف تعمل قناة الجزيرة في إسرائيل: رئيس المكتب المخضرم وليد العمري (وهو صديق شخصي لي)، يعمل من رام الله والقدس.
وتقع مكاتب القناة في استوديوهات القدس، مثل معظم الشبكات الأجنبية… لا يمكن قول كلمة سيئة واحدة عن العمري، وهو من مواليد قرية صندلة بالقرب من العفولة.. إنه ذكي ومهني ومتمرس في إسرائيل ودقيق في تقديم التقارير الموضوعية.
ويعمل أعضاء فريقه أيضًا بنفس الروح. ومنذ فترة طويلة، تم منحهم تصاريح دخول لحضور فعاليات صحفية إسرائيلية، وفي بعض الأحيان، يتواصلون معي ومع زملائي في تل أبيب للتحقق من التفاصيل أو توضيح التقارير أو الحصول على معلومات الاتصال بالمسؤولين الإسرائيليين.”
جذور المشكلة تكمن في قلب القناة في الدوحة
وكشفت سميدار عما تعرفه عن قناة الجزيرة وسياستها الاعلامية من خلال قربها برئيس مكتب الجزيرة العمري فتقول “حتى قبل عامين، كان كبار الصحفيين يديرون القناة. أما اليوم، فتسيطر على الإمبراطورية الإعلامية عائلة قريبة من الحاكم، وتدير البث وفق تعليمات القصر.”
وأردفت سميدار قائلة “إذا نفذت إسرائيل تهديدها بإغلاق قناة الجزيرة، فإنها ستنضم إلى مجموعة المشكوك فيها من الدول التي تضم كل ( مصر والأردن والمغرب والبحرين، إلى جانب الإمارات العربية المتحدة وإيران والعراق التي تقف على الحياد.(
ومع ذلك، فإن الأخبار السيئة هي أن هذا ليس ممكنا حقا.
وتبرر سميدار قبول اسرائيل باستمرار بث قناة الجزيرة من اسرائيل متزرعة “الجزيرة لا تستسلم وتستمر حيلها للبث، فهي ترتيب مقابلة مع أشخاص من إحدى “البلدان المحرمة”، من خلال التواصل معهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبثها مباشرة. الجودة جيدة جدًا، ولم أقابل شخصية كبيرة رفضت الظهور. حتى لو واجهوا تداعيات من السلطات بسبب التحايل على الحظر.”
أس الخلاف بين الجزيرة واسرائيل
وتختلق سميدار سبباً من وجهة نظرها قد يكون وجيهاً لحدوث خلاف بين الكيان الاسرائيلي والقناة المشبوهة فتقول”ما قصم ظهر البعير على الأرجح مع قناة الجزيرة هو “التقرير” الذي ظهر من غزة منذ وقت ليس ببعيد، والذي يزعم أن جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتدوا جنسياً على امرأة فلسطينية.
من الصعب وصف حجم الصدمة والنكران والغضب المبرر الذي عم فروع الجزيرة كافة، واستغرق الأمر ثلاثة أو أربعة أيام حتى نشر ياسر أبو هلالة، المدير السابق، على موقع X نفى هذا الادعاء، واعترف بأن ذلك لم يحدث أبدًا، واعترف بأنه كان خطأً دون أن يعتذر.
ولكن الضرر الذي حدث أن انتشرت القصة كالنار في الهشيم في كل زاوية من شوارع العالم العربي، حتى أنها وصلت إليّ في مؤتمر في أوروبا حضرته مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، ثم تطورت إلى “قصة اغتصاب”.
سارعنا إلى النفي، وحين لم نتلق اعتذاراً من الطرف الآخر، بل كانوا يقولون لنا “القصة حتى بثت على قناة الجزيرة”. خرجنا في فزع.”
محاولات اسرائيل المزعومة لغلق القناة
كما تحدثت سيميدار عن محاولات الكيان الاسرائيلي الفاشلة كما تدعي لغلق مكتب قناة الجزيرة في اسرائيل فتقول”حاولت إسرائيل إغلاق قناة الجزيرة ثلاث مرات في العقد الماضي. ما يثير القلق هذه المرة هو رد فعل واشنطن. كبار المسؤولين الأمريكيين “مندهشون” ويقدمون شكاوى ضد إسرائيل بشأن هذا الإعلان.
من ناحية، نحن دولة ديمقراطية تقدر حرية التعبير، ومن ناحية أخرى، نرغب في إغلاق قناة الجزيرة وقناة المنار التابعة لحزب الله، والتي تنشط أيضًا في أراضينا.”
الخبر السيئ
وتنهي سميدار تحليلها بتأكيد عدم امكانية وقف قناة الجزيرة عن البث من إسرائيل قائلة: “لا يمكننا إسقاط قناة الجزيرة التي تبث عبر الأقمار الصناعية.
وسوف يبثون من رام الله، ولا توجد طريقة أيضًا لوقف صحفيي القناة الذين يحملون أوراق اعتماد إسرائيلية.
والخيار الوحيد هو الحد من حركتهم، لكن الشرطة وحدها هي التي يمكنها القيام بذلك.
وتنتهى إلى القول: “أتوقع أن تظل قناة الجزيرة مصدر إزعاج.”