تسويق صهيونى للضربة.. “الوعد الحق” أول هجوم مباشر لإيران على إسرائيل

كتب: أشرف التهامي

صباح الرابع عشر من أبريل الساعة (1.04)، شنت إيران هجومًا واسع النطاق ضد إسرائيل، شمل إطلاق أكثر من 300 صاروخ باليستي وصواريخ كروز وطائرات بدون طيار.

ووفقا لإيران، جاءت الضربة ردا على تفجير القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل، والذي أسفر عن مقتل مسؤولين إيرانيين رئيسيين، بما في ذلك محمد رضا زاهدي، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان.

وكان لتوقيت الهجوم، الذي جاء بعد أيام من التهديدات والتحذيرات، بالإضافة إلى التوثيق الفوري للهجوم، تأثير نفسي كبير، حيث جاء لينهي مرحلة الصبر الاستراتيجي التي كانت تنتهجها إيران حيال الكيان الصهيوني، والاعلان صراحة بانتهاء تلك المرحلة التي كانت مبعث استياء أنصار إيران ومحور المقاومة بالكامل.

وأعلنت إيران نجاح الضربة قبل أن تبدأ.

وتم إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي ليلاً، وكذلك الدول المجاورة مصر والأردن ولبنان والعراق. وتم تداول مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر صواريخ تم إطلاقها من إيران وأسرابا من الطائرات بدون طيار تحلق فوق العراق في طريقها إلى إسرائيل.

وقبل الهجوم الإيراني شكك الكثير من المراقبين والمتابعين وبعض المحللين المراقبين والمعنيين بالصراع الإيراني الإسرائيلي في قيام إيران بالهجوم، وأثناء الهجوم وبعد إعلان إيران بانتهاء الهجوم شكك أيضا هؤلاء في جدية الهجوم وفي نتائجه حيث اعتبروا هؤلاء المشككين أن الهجوم لا يعدو كونه مسرحية تمت بالاتفاق بين إيران وإسرائيل عن طريق الولايات المتحدة الامريكية.

كما صرح الكيان الصهيوني بفشل الهجوم الإيراني كونه لم يصب أي خسائر عسكرية تذكر ولم ينتج عنه أي إصابات بحجم الهجوم الإيراني.

وقام مركز ألما البحثي الإسرائيلي للدراسات الأمنية والعسكرية والاستخبارية المعني بمراقبة ومتابعة محور المقاومة ودول الطوق وخاصة إيران وحزب الله اللبناني وتحركات كل منهما على الحدود الإسرائيلية بنشر تقرير عملياتي يفند الهجوم.

وقمنا بترجمة التقرير ونشره فى التالى – عبر موقعنا “بيان” – ليس من باب الدعاية لوجهة نظر الكيان الصهيوني، ولكن لتوضيح الذهنية الإسرائيلية في رؤيتها للهجوم وكيف يبني عليه ولمعرفة ” هل وصلت الرسالة الإيرانية من الهجوم الى مراكز القرار والقيادة الإسرائيلية؟”.

ولكن بالنسبة لمن يختلف على وسائل التواصل الاجتماعي من الأنصار والمؤيدين للضربة ولإيران نرى أنه أياً كانت النتائج وحيثيات الهجوم من حيث الإعلان عنه مسبقاً واحتياط الكيان الصهيوني المؤقت لذلك الهجوم، فلابد أن نحتسب لإيران أنها أنهت مرحلة الصبر الاستراتيجي وأنه بداية لردع الكيان الإسرائيلي بشكل مباشر ولابد لإيران ومحور المقاومة وأنصار القضية الفلسطينية استثمار هذا الهجوم لنصرة الشعب الفلسطيني ورد الاعتداءات المتكررة على سيادة واراضي الدولة السورية، وإليكم التقرير.

نص التقرير:

شاهد الفيديو:

 

المرة الأولى في تاريخ الصراع الإسرائيلي الإيراني

وهذه هي المرة الأولى في تاريخ الصراع الإسرائيلي الإيراني التي تهاجم فيها إيران إسرائيل بشكل مباشر ومن أراضيها. حتى الآن، لم تهاجم إيران إسرائيل إلا بشكل غير مباشر، من خلال وكلاء في اليمن والعراق وحزب الله اللبناني، لإبعاد الصراع عن أراضيها. يعد هذا تحولًا استراتيجيًا في الحرب الإيرانية، لردع إسرائيل عن تنفيذ المزيد من عمليات تصفية كبار المسؤولين الإيرانيين مع إنشاء معادلة يؤدي فيها استهداف كبار المسؤولين الإيرانيين إلى رد فعل كبير من إيران.
كيف كان الهجوم الإيراني؟
وبحسب بيان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أطلقت إيران ما يقرب من 300 ذخيرة مختلفة على إسرائيل، بما في ذلك حوالي 170 طائرة بدون طيار، وأكثر من 30 صاروخ كروز، و120 صاروخًا باليستيًا. تم اعتراض 99% من التهديدات. ولم تدخل أي طائرات بدون طيار أو صواريخ كروز الأراضي الإسرائيلية. وتسلل عدد قليل من الصواريخ الباليستية إلى الأراضي الإسرائيلية، فيما تم اعتراض الباقي. أصابت عدة صواريخ قاعدة نيفاتيم الجوية، مما ألحق أضرارا طفيفة بالبنية التحتية. وبحسب مصادر إيرانية فإن هذه هي القاعدة التي أقلعت منها الطائرات التي هاجمت قنصلية دمشق. وفي وقت لاحق، أصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي وثائق تظهر جاهزية القاعدة العملياتية. علاوة على ذلك، أفادت التقارير أن طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات أصيبت بجروح خطيرة في النقب جراء شظايا صاروخ اعتراضي.
شاهد الفيديو :

 دور المقاومة الاسلامية من خارج إيران

وبالتزامن مع الهجوم الإيراني، تم تنفيذ عدة عمليات إطلاق من العراق واليمن. ولم يخترق أي منها الأراضي الإسرائيلية. بالإضافة إلى ذلك، نفذ حزب الله هجومًا ليلاً بإطلاق عشرات صواريخ غراد على قواعد عسكرية في هضبة الجولان، بعضها، كما ادعى، كان جزءًا من النظام الجوي للجيش الإسرائيلي.
تم هذا الصباح نشر توثيق لأجزاء الصواريخ التي تم اعتراضها في العراق والأردن وسوريا. وفقًا للتقارير الإيرانية، نشر الحرس الثوري الإيراني صواريخ أرض-أرض خرمشهر / خيبر شيكان وعماد، وطائرات بدون طيار شاهد-136 و238، بالإضافة إلى صواريخ كروز.

                                                                                   حطام صاروخ “خورمشهر”

“خورمشهر” هو صاروخ باليستي يعمل بالوقود السائل ويستند إلى صاروخ كوريا الشمالية HS10/BM-25، الذي اشترته إيران. ويبلغ مدى الصاروخ، الذي ظهر لأول مرة في عام 2017، 2000 كيلومتر ويمكنه حمل رأس حربي يزن 1800 كجم. ووفقا للحرس الثوري الإيراني، فإن لديه أنظمة توجيه نهائية. ومع ذلك، ولأن الصاروخ الذي يرتكز عليه “خرمشهر” يبلغ مداه الأقصى 4000 كيلومتر، فقد شكك المحللون الغربيون في المدى الحقيقي للنموذج الإيراني، زاعمين أنه أكبر من المعلن عنه.
تعديلات صاروخ “خورمشهر” الباليستي الايراني
خلال عام 2023، قدمت إيران نسخة متقدمة من خرمشهر تعرف باسم خرمشهر 4 أو خيبر شيكان. كانت التغييرات الرئيسية التي تم إدخالها في هذا الإصدار هي الدفع بالوقود الصلب، وأوقات النشر والإطلاق القصيرة، وجسم الطائرة الذي يخترق المناورة، ونظام التوجيه والملاحة المحسن الذي يسمح بتصحيحات المسار والدقة العالية. وبحسب التقديرات الغربية، إذا قررت إيران تسليح الصاروخ برأس حربي أصغر، فإن مداه الأقصى سيزيد إلى 3000 كيلومتر.
صاروخ العماد الباليستي الايراني
وصاروخ العماد، الذي استخدمته إيران أيضًا، هو صاروخ باليستي متوسط المدى أحادي المرحلة يصل مداه الأقصى إلى 2000 كيلومتر ورأس حربي يزن 750 كجم. وهو يعتمد على صاروخ شهاب 3 ويمتلك مركبة إعادة دخول بدقة أفضل.

صاروخ خيبر شيكان
صاروخ خيبر شيكان

الطائرات المسيرة شاهد-136  الايرانية

يبلغ مدى الطائرات المسيرة شاهد-136 2000 كيلومتر، مما يسمح لها بالإطلاق من الأراضي الإيرانية وضرب أهداف في إسرائيل. تبلغ سرعتها القصوى 185 كم/ساعة، ويبلغ أقصى ارتفاع للطيران 5 كم، ويمكنها حمل حوالي 40 كجم من المتفجرات.

الطائرات المسيرة شاهد-238 الايرانية

شاهد 238 هو نسخة أخرى من هذه الطائرة بدون طيار. يتميز هذا الإصدار بمحرك نفاث قادر على الطيران بسرعات تصل إلى 500 كم/ساعة وقدرة حمل أسلحة أكبر.

صواريخ كروز من نوع سومار

ونعتقد أن صواريخ كروز إذا انطلقت من إيران هي من نوع سومار. ويقدر مدى هذه الصواريخ بـ 2000 كيلومتر ويمكن إطلاقها من إيران إلى إسرائيل. كما قامت إيران بتسليم صواريخ من هذا النوع إلى ميليشيات الحوثي في اليمن (المعروفة باسم فيلق القدس).
صاروخ هويزة الإيراني
يشتمل نوع سومار أيضًا على صاروخ هويزة، الذي تم تقديمه في عام 2019، والذي يبلغ مداه المعلن عنه 1300 كيلومتر وهو نسخة أكثر تطورًا من صاروخ سومار.
صاروخ بافيه وصاروخ باوا الإيراني
بالإضافة إلى صاروخ بافيه الإيراني، الذي تم الكشف عنه في عام 2023. ووفقًا للبيانات الإيرانية، فقد تم إطلاق صاروخ باوا يصل مداه الأقصى إلى 1600 كيلومتر، ويزن الرأس الحربي ما بين 150 إلى 200 كجم.

استراتيجية السرب

استخدمت إيران استراتيجية السرب طوال الهجوم. وهذه إحدى الاستراتيجيات الرئيسية للتكتيكات العسكرية الإيرانية، وهدفها هو الضغط على أنظمة الدفاع والكشف للعدو. ومع ذلك، في هذه الحالة، أدى الدعم الكبير من عدد من الدول، أبرزها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والأردن، إلى تعزيز قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلية ونظام الدفاع متعدد الطبقات. وقد مكّن هذا المزيج من القوات إسرائيل من تلقي تحذيرات في المراحل الأولى من الضربة، واعتراض معظم التهديدات، وفشل الهجوم الإيراني بعيدًا عن حدودها بشكل شبه كامل. وبحسب ما جاء في التقرير، فقد تم اعتراض 99% من التهديدات، ومعظمها لم يصل حتى إلى الأراضي الإسرائيلية.

الهجوم الإيراني أكثر من مجرد رد

الهجوم الإيراني هو:
1- أكثر من مجرد رد.
2- إنذار ومحاولة لإقامة معادلة جديدة في الصراع مع إسرائيل.
وبحسب ادعاءات قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي ورئيس أركان الجيش الإيراني محمد حسين باقري، فقد شكلت إيران معادلة جديدة مع إسرائيل. ولن يتم بعد الآن تصفية كبار القادة الإيرانيين دون رد من الأراضي الإيرانية. كما أن حقيقة أن إيران لم تقم بتنشيط حزب الله كجزء من هجومها أمر مهم ومفيد حول الطبيعة المحسوبة لتفعيل وكلاء النظام الإيراني.
تم الإعلان عن الهجوم، الذي أطلق عليه اسم “الوعد الحق”، باعتباره انتصارًا لإيران، وتعمل جهود الدعاية النفسية الإيرانية جاهدة لنشر فكرة أن هجومهم كان فعالاً. سوف يطالبون دائمًا بالنصر، بغض النظر عن النتيجة.
وانتقل الإيرانيون الآن إلى المرحلة التالية، حيث يهددون إسرائيل إذا تجرأت على الرد. وكجزء من التهديدات، تم عرض ملصق في ساحة فلسطين بطهران، يحذر من الانتقام الإسرائيلي.

ساحة فلسطين في طهران
ساحة فلسطين في طهران

طالع المزيد:

زر الذهاب إلى الأعلى