صفوت سليم يكتب: الفيتو .. رسالة الأمريكان لـ”العرب”
على حُطام المنازل وفي الخيام ينتظر الشعب الفلسطيني، أن تنتهي الحرب البشعة مع الكيان الصهيوني.. تلك الحرب الهمجية التي راح ضحيتها خير الرجال ممن يدافعون عن الأرض.. رجالٌ أشداء لا يقبلون الضَّيم، ويرفضون بكل حزمٍ مغادرة أراضيهم لكيانٍ محتلٍ يتغذى على الإبادة الجماعية، ومتعطشًا لدماء شعبٍ أبيٍ، ضرب أروع الأمثلة في التمسك بأرضه وعدم التفريط.
وعلى الرغم من وجود أحاديث تلوح في الأفق عن مفاوضات جارية لدعم وقف إطلاق النار في غزة، برعاية أمريكية “عراب الدمار في المنطقة” إلا أن الإرادة الحقيقية لوقف حرب الإبادة في غزة، ليست موجودة، لأن راعي المفاوضات “أمريكا” هو الحارس الخائن لمصالح الشعب الفلسطيني.. لماذا أقول ذلك لأننا على مدار الأشهر الماضية لم نرَ سوى كلام كــ”ضرب النار في فرح العمدة”، والمحصلة صفر كبير، وفي كل مرة نعود لنقطة البداية.
الولايات المتحدة الأمريكية، شيطانٌ أكبر لم يدعم سوى الخراب والدمار على مر التاريخ.. تُحدثنا عن الاستقرار في العالم وبسط الأمن والأمان، ومن الأبواب الخلفية تدعم إدخال الدول في مستنقعات الفوضى الخلاقة، وتتحالف مع أعداء العرب كافة، لجلعهم دائمًا في مواطن ضعف لرضاء الكيان الصهيوني الغاشم.. فهل علم العرب قدرهم في عيون الأمريكان، عقب شيطنة مجلس الأمن عند التصويت على أي قرار يصب في صالح الشعب الفلسطيني.. والأمثلة كثيرة ولا مجال لذكرها الآن.
فبعد مرور 200 يومٍ على حرب الإبادة في غزة، ما زالت واشنطن ساعية في تعطيل مسار التهدئة وحصول الشعب الفلسطيني على جزء بسيط من حقوقه، فقد استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية، حق النقض الفيتو ضد مشروع قرار جزائري يوصي الجمعية العامة بقبول فلسطين عضوًا في الأمم المتحدة!.. أمر عجيب فكيف تتحدثون عن حل للدولتين وترفضون خطوة واحدة على طريق ما تتحدثون به في الفضاء الإعلامي!.
نحن أمام مسرحية هابطة برعاية أمريكية، وجميع ما يحدث على الساحة الفلسطينية يُدار بالريموت كنترول من البيت الأبيض، وعبر الاتفاق على التطهير العرقي في الداخل الفلسطيني، يخرجون علينا نحن “العرب” ليحدثونا عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، ازدواجية في المعايير، ودعم واضح للكيان الصهيوني، فهل يستفيق العرب وينظرون لمصالحهم.. متى الخروج عن عباءة الأمريكان؟!، لأن الأمور باتت واضحة.
يجب أن يكون هناك حضور عربي مختلف لرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني، خاصة أن هناك مخاوف دولية وإقليمية من تصاعد الصراع في المرحلة المقبلة في خضم اعتزام إسرائيل اجتياح مدينة رفح جنوبي القطاع.. وهو ما يعني أننا أمام حلقة جديدة أكثر دموية من مسلسل الكيان والأمريكان، والذي يمني قادتهم من خلاله الخلاص من القضية الفلسطينية، وتمكين الكيان الصهيوني من الأرض.. وهي أحلام صبيانية.
وأستطيع القول إن الحرب الصهيونية في غزة، لم ولن تحقق أهدافها حتى وإن ظلت حتى قيام الساعة، لأن عقيدة الأشقاء في فلسطين إما انتزاع الأرض أو الاستشهاد… شعبٌ يحارب بصدرٍ عارٍ على مدار أكثر من سبع عقودٍ، هل يظن الكيان وداعموه أن يُفرَّط في الأرض، هذا من جانب أما الآخر، المعروف أن الحروب يُرهَن نجاحها بتحقيق نتائج على الأرض، فرغم الدمار أخفق الكيان في القضاء على المقاومة، واستعادة الرهائن، فهل حدث ذلك؟.. إذًا هذه حرب فاشلة بامتياز.
الخلاصة أمريكا ليست جادة في حل القضية الفلسطينية، وغير مؤتمنة على المفاوضات، ولو انتظرنا منها خيرًا نكون بشكل واضح نضحك على أنفسنا، لأنها تفتقد لمعايير النزاهة عند الحديث عن حقوق الشعب الفلسطيني، وتنضم بشكل واضح لمصالح الكيان.. يا سادة كيف لدولة عظمى تتحدث عن حل دولتين، وفي كل مرة تستخدم “الفيتو” أمام أي قرار يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني؟!.