أوروبا على خطى الولايات المتحدة في حظر “تيك توك”

رسالة إيطاليا: إكرامى هاشم

 

باتت المنصة الاجتماعية المعروفة باسم “تيك توك” محط جدل مجتمعي في كثير من بلدان العالم، وذلك بعد الشهرة الواسعة التي حققها التطبيق وانتشاره السريع حتى أنه احتل المرتبة الأولى بين تنزيلات التطبيقات المجانية على متاجر التطبيقات الرقمية في دول العالم المختلفة.

وتشير الإحصائيات إلى أن عدد مرات تثبيت التطبيق وصل إلى ما يقارب 3.5 مليار مرة من قبل مستخدميه، وقارب عدد مستخدمي التطبيق نحو نصف مليار مستخدم.

ويعد التطبيق أكثر تطبيقات وسائل التواصل مرونة وسهولة في الاستخدام وأقلها قيودًا من ناحية ما يتم عرضه من محتوى على شاشته، وهو الأمر الذي جذب إليه فئة الشباب والمراهقين حتى باتوا يقضون عليه ساعات طويلة، وهو الأمر الذي بدأ ينذر بأثار نفسية واجتماعية.

وبدأت العديد من الحكومات في الانتباه لتلك الآثار وخطورتها على الصحة النفسية للمراهقين في بلدانهم، ومن ثم اتخذت تلك الحكومات خطوات نحو حظر التطبيق في بلدانهم، مثل: إندونيسيا وبنجلاديش وأستراليا وإنجلترا.

ثم تلتها الولايات المتحدة، التي بدأت حملتها ضد التطبيق أثناء فترة حكم الرئيس السابق “دونالد ترامب”، الذي اتهم التطبيق بالتجسس لصالح الصين عن طريق سرقة بيانات مستخدميه.

وشهد هذا القرار جدلاً كبيرًا لسنوات داخل الولايات المتحدة حتى تم التصديق عليه من قبل الرئيس الحالي “بايدن”.

وعلى نفس خطى الولايات المتحدة، هددت المفوضية الأوروبية هذا الأسبوع بتعليق بعض وظائف التطبيق في دول الاتحاد الأوروبي.

وطلبت المفوضية الأوروبية بالفعل من الشركة الصينية تقديم تقرير بحلول 18 أبريل حول تقييم المخاطر لـ “TikTok Lite” وعن الإجراءات المتخذة للتخفيف من تأثيره.

ومع ذلك، لم تقدم TikTok مستندات حتى 3 مايو لتقديم تفاصيل إضافية، ومع عدم وجود أي رد خلال المواعيد النهائية المحددة، فإن المنصة تخاطر بالتعرض لعقوبات شديدة.

وتخشى المفوضية الأوروبية من أن “برنامج الأنشطة والمكافآت” الذي تروج له TikTok Lite – والذي يسمح للمستخدمين بكسب النقاط عن طريق القيام بأنشطة معينة على الشبكة الاجتماعية المملوكة لشركة ByteDance الصينية مثل مشاهدة مقاطع الفيديو، والإعجاب بالمحتوى، ومتابعة المبدعين، ودعوة الأصدقاء للتسجيل – تم إطلاقه “دون تقييم جدي مسبق للمخاطر التي تنطوي عليها، ولا سيما تلك المتعلقة بتأثير تبعية المنصة، ودون اتخاذ تدابير فعالة لتخفيف المخاطر”.

وحذرت المفوضية الأوروبية من أن المخاطر “مقلقة بشكل خاص بالنسبة للأطفال، بالنظر إلى الغياب المشتبه به لآليات فعالة للتحقق من العمر على تيك توك”، وهي فجوة كانت بالفعل موضوع أول إجراء رسمي ضد الشبكة الاجتماعية الصينية.

و ستجري بروكسل الآن تحقيقها المتعمق كمسألة ذات أولوية. إذا ثبت ذلك، فإن فشل المنصة في الامتثال سيشكل انتهاكًا للمادتين 34 و35 من قانون الخدمات الرقمية. وفي مواجهة المخاطر المحتملة، أعلنت بروكسل عزمها تعليق برنامج مكافآت TikTok Lite في الاتحاد الأوروبي، في انتظار تقييم سلامته.

فهل ستشهد الأيام المقبلة حظرًا للتطبيق الأكثر شهرة وانتشارًا في دول الاتحاد الأوروبي أم ستعيد الشركة المالكة للتطبيق ترتيب أوراقها من أجل المحافظة على ملايين المستخدمين من الأوروبيين؟

طالع المزيد:

صورة علي الصفحة الرسمية لوزير إيطالى تثير غضب المسلمين.. وناشط يطلق حملة لمقاضاته وإقالته

زر الذهاب إلى الأعلى