“أبو الغيط” يحذر من تداعيات الحرب الإسرائيلية على الاستثمار بالمنطقة العربية
كتبت: مونيكا عياد
أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية على أهميه الترويج لفرص الاستثمار في المنطقة العربية، داعيا إلى تعزيز الاستثمار العربي في شركات الذكاء الاصطناعي ودعم حاضنات الشركات الرقمية الناشئة ووضع سياسات عربية لبناء القدرات وتطوير التشريعات في هذا الشأن،و دفع البحث والتطوير على نحو يمكّن العالم العربي من مواكبة هذه الثورة الكبرى التي توشك أن تغير الاقتصاد العالمي جذريا وبشكل شامل.
جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح أعمال الدورة (13) لملتقى الاستثمار السنوي الذي يقام برعاية الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، وأضاف أبو الغيط ان الملتقى حظي بدعم كبير من القيادة الإماراتية منذ إطلاقه ، مما كان له اثر في زيادة عدد المشاركين فيه، إذ ارتفع عدد الدول المشاركة في فعالياته من 40 في عام 2011 إلى 175 دولة خلال هذه الدورة.
وحذر أبو الغيط من تداعيات الحرب الإسرائيلية على الاستثمار في المنطقة العربية، قائلا :” ان تلك الحرب قد خلّفت تبعات إقليمية بالغة السلبية والخطورة ، حيث تراجعت حركة السياحة في دول الجوار واستُهدِفت سلاسل الإمداد العالمية، وتأثرت عوائد الممرات البحرية مثل قناة السويس، واضطربت أسعار الطاقة بما ينعكس سلباً على أسعار الغذاء والسلع الأساسية”.
ووجه الأمين العام حديثة للدول المشاركة قائلا :” انكم هنا للبحث عن فرص جديدة للشراكة، أو لمناقشة سبل تحسين مناخ الاستثمار وإزالة العوائق التي تحول دون تطوير المشروعات القائمة وإطلاق أخرى جديدة، ولكنني أدرك أيضا اهتمامكم الشديد بموضوع الاستقرار وتأثيره على بيئة الأعمال”.
لافتا ان الاستقرار هو شرط الاستثمار، و العامل الأهم لتحقيق نمو قابل للاستدامة والاستمر، في حين نري جميعا شدة وخطورة الأزمات التي مرت بها المنطقة العربية مؤخرا، والتي حالت دون استقطابها لرؤوس الأموال الكافية بالرغم من الجهود التي بذلتها الدول والفرص الهائلة التي تتوفر فيها، موضحا ان الظروف تتشابك وتتزامن فيها أزمات عالمية مع اضطرابات مزمنة داخل بعض دول المنطقة، أثرت بشكل سلبي على فرص النمو وعطّلت مسيرة التنمية الشاملة في بعض ربوعها.
وأكد الأمين العام ان الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة ، يؤثر بشكل واضح على الاستثمار وريادة الأعمال ، إذ استهدفت الحرب الغاشمة البشر والحجر في فلسطين بلا أي اعتبار أخلاقي أو اعتبار لقانون الحرب، لافتا ان تلك الحرب أضافت عبئا ثقيلا على الاقتصاد الفلسطيني، بسبب استهداف إسرائيل المتعمد لكل الاستثمارات والبنى التحتية والانجازات التي تحققت، سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة، سعيا منها إلى كسر الصمود الفلسطيني عبر ممارسة أقسى صور العقاب الجماعي التي عرفها القرن الحادي والعشرين، داعيا المشاركين إلى زيادة حجم المساعدات العاجلة لتخفيف الظروف الانسانية المأساوية .
وعن الجانب المشرق ، قال ابو الغيط :” لكن الصورة ليست قاتمة في كل جوانبها ، فبالرغم من التحديات المتعاظمة نما الناتج المحلي العربي الاجمالي في عام 2023 ليبلغ 3.5 ترليون دولار، وقد توقع صندوق النقد الدولي بأن يتحسن أداء الاقتصادات العربية لينمو بمعدل 3.6 بالمئة في عام 2024 مدفوعا بنمو الدول النفطية وبطبيعة الحال يبقى ذلك مرهونا بانعكاسات الحرب على غزة “.
وفي سياق آخر، أكد أبو الغيط ان الذكاء الاصطناعي يلعب دور قوي في مجال الاستثمارات خلال الفترة المقبلة، إذ يتيح إمكانيات هائلة لدراسة الأسواق على نحو أعمق وأكثر تجردا وموضوعية مسلحا بالبيانات الضخمة والقدرات الحاسوبية المتصاعدة باستمرار، وتقديم استشارات دقيقة بشأن تطورات الأسواق على المديين المتوسط والطويل، لافتا ان كبرى الشركات الرقمية خصصت مبالغ طائلة لتطوير قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي إدراكا منها بعوائده المحتملة وأهميته في المستقبل القريب.