“وادى الشيح”: إنجاز مصري يُثمر عن مليون طن قمح في قلب التحديات
كتب – علي سيد
يُجسّد مشروع “وادى الشيح” بمحافظة أسيوط نموذجًا فريدًا للتعاون المثمر بين الدولة المصرية والقطاع الخاص في مجال الزراعة المكشوفة، ليُساهم في تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح.
اقرأ أيضا.. الزراعة تُحقق إنجازًا جديدًا: إضافة أكثر من 350 ألف فدان للأراضي المستصلحة
ويُعدّ هذا المشروع الضخم نتاج جهودٍ دؤوبةٍ استمرت لأكثر من 30 عامًا، حيث تمّ تحويل أرضٍ قاحلةٍ تعاني من الملوحة إلى واحةٍ زراعيةٍ مُثمرةٍ تُنتج أكثر من مليون طن قمح سنويًا.
يُؤكّد المهندس محمد جمال غريب، رئيس مجلس إدارة شركة “مودرن فارمنج” للاستثمار الزراعي، أنّ “وادى الشيح” هو “حكاية بدأت من الصفر”، حيث واجهت الشركة صعوباتٍ جمةً في تنفيذ المشروع، بدءًا من طبيعة الأرض غير المستوية وارتفاع نسبة الملوحة، وصولًا إلى نقص البنية التحتية.
ولكنّ بفضل الإرادة والعزيمة، وبالتعاون مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، تمّ التغلب على هذه التحديات باستخدام أحدث تقنيات الزراعة الرقمية وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي.
وتمثّل هذه التقنيات استخدام طائرات المسح الطيفي لتحديد احتياجات التربة بدقة، وتركيب أنظمة ريٍّ محوريةٍ صناعة مصريةٍ لترشيد استهلاك المياه، وتنفيذ معالجاتٍ كيماويةٍ وطبيعيةٍ لتحسين خصائص التربة.
وقد أثمرت هذه الجهود عن إنجازٍ هائلٍ تمثّل في تجهيز 10 آلاف فدانٍ للزراعة، وإزالة 73 مليون متر مكعبٍ من الحجارة، ونقل 25 مليون متر مكعبٍ من التربة، وإنشاء بنية تحتيةٍ متكاملةٍ تشمل شبكة طرقٍ بطول 85 كيلومترًا، وترعًا بطول 3 كيلومترات، وخطوط مياهٍ بطول 126 كيلومترًا، وأحواضًا لتخزين المياه بطاقةٍ تصل إلى مليون متر مكعبٍ، وشبكة كهرباءٍ بطول 120 كيلومترًا.
ولم تقتصر إنجازات “وادى الشيح” على تحويل الصحراء إلى أرضٍ زراعيةٍ فحسب، بل ساهمت أيضًا في خلق فرص عملٍ جديدةٍ لأهالي المنطقة، ودعم الاقتصاد المصري بشكلٍ عام.
وتُمثّل هذه التجربة الرائدة نموذجًا يُحتذى به في مجال التعاون بين القطاعين العام والخاص لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الأمن الغذائي في مصر.