قصة بنات قرية برشا حين رفعن أعينهن للسماء فحصدن جائزة

كتبت: رنا أحمد سالم
إنجاز تاريخي سجله الفيلم المصرى “رفعت عيني للسماء” الذى حصد جائزة العين الذهبية في مهرجان كان السينمائى كأفضل فيلم تسجيلي في الدورة السابعة و السبعين، ليُسطر إنجازاً تاريخياً غير مسبوق كأول فيلم مصري يحظى بهذا التكريم العريق.

ولم يقتصر إبداع الشرق على هذا الإنجاز فقط، بل شهد المهرجان تكريم العديد من المبدعين من مختلف أنحاء المنطقة، مما أضفى رونقاً خاصاً على هذه الدورة الاستثنائية، التى أكدت أن السينما العربية قادرة على المنافسة على أعلى المستويات العالمية، فقد حظيت العديد من الأفلام العربية بإعجاب النقاد والجمهور على حدٍ سواء، ونالت جوائز وتكريمات مرموقة.

رحلة إبداع ملهمة

رفعت عيني للسماء، عمل فنى يطرح قضايا إنسانية عميقة بأسلوب فريد ومؤثر، فى رحلة إبداع ملهمة، ترصد وتسجل جانبا من سيرة قرية “برشا” التى تقع فى صعيد مصر (محافظة المنيا)، وكيف تحولت من قرية فقيرة إلى واحة خضراء بفضل جهود أهلها وإصرارهم.

 رفعت عينى للسما
رفعت عينى للسما

الإنتاج والجوائز

الفيلم من إنتاج مصري أجنبي ومن إخراج ندى رياض، وأيمن الأمير حيث تم تصوير الفيلم بمدينة المنيا وقد إستغرق العمل على الفيلم مدة أربعة سنوات ليتسنى له الظهور إلى النور، واستغرق تلك المدة لتنتقل ممثلات الفيلم بها من مرحلة المراهقة إلى مرحلة أن يصبحوا فتيات كاملات النضج.

ترشح الفيلم لجائزة العين الذهبية بمهرجان كان السينمائي الدولي ضمن ٢٢ فيلما تسجيليا، تم عرضها في كافة أقسام وبرامج المهرجان ؛ من بينها أعمال لمخرجين كبار مثل أوليفر ستون، ورون هوارد، وكلير سيمون، لكن الفيلم ظفر بحفاوة استقبال في عرضه الأول بمسابقة أسبوع النقاد بفعاليات المهرجان في حضور المخرجين، وفريق العمل، وبطلات الفيلم من فريق “بانوراما برشا”.

كما حصل الفيلم على إشادات نقدية محلية و عالمية، وعربية حيث تداولت الحديث عنه كبريات الصحف العالمية، ومنها اللوموند الفرنسية، و فرايتي و سكرين دايلي، الأمريكيتين.

أحلام

أبطال الفيلم هم أنفسهم عضوات فريق “مسرح بانوراما” برشا، المكون من: ماجدة مسعود، وهايدي سامح، ومونيكا يوسف ومارينا سمير، ومريم نصار، وليديا هارون، ويوستينا سمير، والأخيرة هى مؤسسة الفريق.

هن مجموعة من الفتيات يقررن تأسيس فرقة مسرحية حيث يتم عرض مسرحياتهن المستوحاة من الفلكلور الشعبي الصعيدي بشوارع قريتهن البسيطة، وذلك لتسليط الضوء على القضايا التى تثير قلقهن، وضيقهن كالزواج المبكر، والعنف الأسري و تعليم الفتيات، بينما هن يمتلكن أحلاماً قد تبلغ بها أذرعهن عنان السماء.

ويمضى الشريط السينمائى يشرح ويبسط فى قالب إنسانى تلك الأحلام و الطموحات الكبيرة التي لدى تلك الفتيات كما يوضح صلتهن بالمجتمع الذي يعيشون بين جنباته ويعكس الصراع بين تلك الأحلام أحلامهن، والمجتمع طارحا إشكالية هل لابد أن ينسلخن عن مجتمعهن الصغير من أجل تحقيق تلك الأحلام؟ والانضمام للمجتمع الأكبر؟!.. هذا هو الجزء الأصعب من التحدي بالنسبة للفتيات، وهذا الصراع فى تفاعلاته الصادقة غير المصطنعة، هو الذى نال تأثر الجميع، من المشاهد حتى وحى أعضاء لجنة التحكيم بالمهرجان، خلال عرضه الأول.

تحد أخر

إضافة إلى ما سيق عرض الفيلم لتحدي آخر، موضوعه هو كيف للفتيات (أبطال العمل) أن يتحررن من مجتمعهن الذكوري المحاط بهن للنجاح في عالمهن، والقضاء على مشاكلهن للصبو إلى أهدافهن.. علماً بأن الفيلم قد تناول قضايا حقيقية تنتمي إلى الممثلات اللائي قمن بالأدوار سواء من خبراتهن الشخصية أو عن طريق قضايا تعرضن لهن صديقاتهن و زميلاتهن بالمدرسة في الصعيد مما أضفى على الفيلم بريقاً واقعياً.

وقالت ندى رياض مخرجة الفيلم، فى تصريحات صحفية إن عن أول ماخطر في بالها عندما عرفت أن الفيلم تم اختياره في مهرجان كان فكرت في ضرورة سفر الفتيات أبطال العمل معها لأن وجودهن ضروري، ولأن المهرجان له بريق خاص.

وأضافت المخرجة أن هذه كانت المرة الأولى التي يسافر فيها الفتيات لفرنسا، لذلك حرصن على استكشاف المهرجان والمدينة، ولم يقتصر دورهن على هذا الأمر بل قمن بعمل عروض شارع، والجمهور احتفل بهن وأصبح لهم عروض شعبية هناك.

شاهد العرض التشويقى للفيلم

ختاما

ومن فرنسا نعود إلى صعيد مصر، حيث لابد أن نذكر أن قرية “البرشا” في محافظة المنيا، قد استضافت فريق عمل الفيلم على مدار أعوام عدة ليكتمل ذلك العمل التسجيلي الرائع إلى أن ظهر للنور و حصد الجائزة الرفيعة، ونال هذا النجاح .

طالع المزيد:

–  الإسترليني .. فيلم جديد لمحمد هنيدي

زر الذهاب إلى الأعلى