الإخوان وطالبان.. صراع أم مناصرة؟! – فيلم وثائقي
العلاقة بين الإخوان وأفغانستان بدأت مبكرة جدا فى عمر الجماعة الأم، ولعب “قسم الاتصال” بالعالم الإسلامي والبلاد العربية الذي أسسه حسن البنا عام 1944، دوراً مهماً في استمالة الشباب الأفغانى الوافد للدراسة في جامعة الأزهر.
برز من هؤلاء الشبان قيادات الجهاد الأفغانى – فيما بعد – أمثال برهان الدين رباني، وعبد رب الرسول سياف، ومحمد خان نيازي، وقلب الدين حكمتيار.
ونشر هؤلاء وغيرهم المنهجية الفكرية للإخوان بين طلاب الجامعات الأفغانية، حيث أسسوا حركة “الشباب المسلم” و”جمعية خدام الفرقان” و”الجمعية الإسلامية”.
ودفع هذا السلطات الأفغانية المتعاقبة إلى متابعتهم وملاحقتهم أمنياً.
وخلال الحرب الأفغانية السوفيتية التي استمرت ١٠ سنوات (1979 – 1989) كانت جماعة الإخوان الداعم الأساسي والمموّل الرئيسي لجبهات المقاتلين الأفغان
وتحت مظلة الولايات المتحدة الأمريكية، عمل الإخوان “السلاح السري” في حرب الظل ضد الاتحاد السوفيتي وفقاً لكتاب “النوم مع الشيطان”، لضابط الاستخبارات الأمريكية، روبرت باير، المسؤول عن عمليات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
وكشف ضابط الـ (CIA) فى كتابه تفاصيل توظيف مخابرات بلاده للجماعة في القيام بأعمال قذرة في كل من اليمن وأفغانستان.
وأشرفت الجماعة على مشهد الجهاد الأفغاني مباشرةً كما ذكر عبدالمنعم أبو الفتوح فى مذكراته المعنونة بـ “شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية في مصر”
وكلّفت الجماعة كمال السّنانيري، زوج شقيقة سيد قطب، بإدارة ملف الحرب الأفغانية، ومن بعده الدّكتور أحمد الملط، وعبد المنعم أبو الفتوح، وكمال الهلباوي، ومناع القطان، خلال فترة المرشد الرابع للجماعة، حامد أبو النصر
وكان للإخواني الفلسطيني عبد الله عزام دور بالغ في تأسيس مكتب “خدمات المجاهدين العرب” في بيشاور عام 1984، بالتعاون مع “معسكر مأسدة الأنصار”، و”بيت الأنصار” 1984، اللذين أسسهما بن لادن.
وكانت تلك المكوّنات المسلحة النواة الأولى لتنظيم القاعدة.
وظهرت ”طالبان” التي دخلت في منافسة شرسة مع الإخوان نهاية التسعينيات من القرن الماضي وجاء سقوطها عام 2001، بمثابة بداية جديدة ملهمة للإخوان في إعادة تموضعهم التنظيمي في العمق الأفغاني كبديل لـ”طالبان”.
وفى يونيو عام 2002، أسست 30 قيادة إخوانية بدعم حكومى “الجمعية الأفغانية للإصلاح والتنمية الاجتماعية”، كيانا يمثل الإخوان في أفغانستان وضمّت 35 فرعاً.
ووضعت “الجمعية” في مقدمة أهدافها التأثير في الطبقات الاجتماعية المتعددة، بما يحقق للجماعة نشر أفكارها، وعقيدتها
وهيمنت الجماعة على المؤسسات السيادية الأفغانية، وفي مقدمتها جهاز المخابرات المركزية، الذي ظل تحت سيطرتها لفترة طويلة
وكونت جمعية “الإصلاح الأفغانية”، شبكة من المدارس التابعة لها، وعدد من معاهد تعليم الفتيات، و8 مدارس لتدريس العلوم الشرعية، و7 معاهد متخصصة في تأهيل المعلمين.
كما أسست كيانات إعلامية تنشر وتدافع عن توجهاتها وأفكارها، وأطلقت عام 2008، أول فضائية أفغانية، تحت اسم “الإصلاح”، وإذاعة “صوت الإصلاح”، إلى جانب إصدار المجلات والصحف والمواقع الإلكترونية
وأنشأ إخوان أفغانستان “جمعية المساعدات الإنسانية”، المنظمة التى توسعت في إنشاء المستشفيات والعيادات الطبية، كنوع من تحقيق استراتيجية “الدولة البديلة” فى بلد فقير
ويمتلك الإخوان عدد من المؤسسات الاقتصادية الكبيرة، فى أفغانستان فضلاً عن حصول الجماعة على دعم مالي من قيادات التنظيم الدولي
وبعد عودة طالبان لصدارة المشهد والحكم هل يدخل التنظيم فى صراع مع الجماعة.. أم يتعاونان لإقامة الإمارة الإسلامية وتثبيت أركانها؟