في حوار خاص لـ”بيان”..مدير عام معبد أبو سمبل: السويسري “يوهان لودفيغ” أول من اكتشف المعبد.. وعشرون عامًا مدة بناءه
حوار: إسلام فليفل
يُعد معبد أبو سمبل بمحافظة أسوان، واحدا من أشهر المعابد الأثرية في مصر، حيث ترجع أهمية معبد أبو سمبل الكبير إلى ارتباطه بظاهرة تعامد الشمس على وجه تمثال الفرعون رمسيس الثاني مرتين في السنة، توافق الأولى 22 أكتوبر والثانية 22 فبراير من كل عام.
يهمك.. عادات المصري القديم.. حكاية تراثية لن تنتهي
“بيان” حاورت الدكتور خالد شوقي، مدير عام معبد أبو سمبل، ليكشف لنا تفاصيل عن المعبد بدايةً من نشأته في عصر رمسيس الثاني، وصولا للعصر الحديث الذي نعيش فيه الآن.
في البداية.. كيف تم اكتشاف معبد أبو سنبل؟
تم اكتشاف المعبدين الكبير والصغير من قبل المستكشف السويسري “يوهان لودفيغ” في عام 1813أثناء سفره إلى النوبة، إلا أنه لم يستطع الوصول لهما بسبب الرمال التي كانت تغطيهما، إلى أن جاء العالم “بيلزوني” وهو زميل يوهان عام 1817م واستطاع أن يظهر المعبد.
كيف وقع الاختيار على مكان معبد أبو سنبل من قبل رمسيس الثانى؟
بنى رمسيس الثانى المعبد في هذا المكان بالتحديد، لموقعة المقدس بالنسبة إلى المصريين القدماء، ولموقعة في أقصى جنوب مصر لمواجهة أعدائه، ولمساعدته على وضع نفسه جنبًا إلى جنب مع الآلهة.
حدثنا عن النقوش داخل المعبد؟
يحتوى المعبد على نقوش قادش، وهي مجموعة متنوعة من النقوش الهيروغليفية المصرية التي تصف معركة قادش الشهيرة التي قادها رمسيس الثاني ضد الحيثيين، وتقدم الأدلة المجمعة في شكل نصوص ونقوش جدارية أفضل وصف موثق لمعركة في كل تاريخ العالم القديم.
مم يتكون مُجمع معابد أبو سمبل؟
يحتوي مُجمع أبو سمبل بشكل رئيسي على معبدين رئيسيين، المعبد الكبير الذي يبلغ ارتفاعه 30 مترًا طوله 35مترًا، يمثل أربعة مقاعد ضخمة عند مدخل الملك رمسيس الثاني على عرشه، كما يحتوي على عدد من المسارات والغرف، ويمكن العثور على نصوص مكتوبة على الجدران عن انتصارات رمسيس الثاني العسكرية، وحياته الشخصية جنبًا إلى جنب مع صور الآلهة المصرية القديمة، والمعبد الصغير تم بناؤه للملكة المصرية نفرتاري، الزوجة المفضلة لرمسيس الثاني، ويقع على بعد 150 مترا من المعبد الكبير، ويحتوي على جبهة تضم أربعة كولوسي كبيرة جالسة، اثنين من رمسيس الثاني واثنين من نفرتاري، وجدران هذا المعبد تعرض صور رمسيس ونفرتاري بينما كانا يصليان للآلهة.
وكم استغرق بناء المعبد الكبير؟
استغرق بناء المعبد الكبير في أبو سمبل حوالي عشرين عامًا، المعروف أيضًا بمعبد ومسيس الثاني، وكان مُكرسًا للآلهة أمون، رع، فضلًا عن الملك رمسيس الثاني نفسه، ويعتبر أروع وأجمل المعابد الت تم تشييدها خلال عهد رمسيس الثاني، وواحد من أجمل المعابد في مصر.
ماذا عن الطراز المعماري للمعبد الكبير؟
تميزت معابد أبو سمبل بطريقة بنائها، حيث تم نحتها في الجبل، وهذا ما يجعلها منفردة عن باقي المعابد الأخرى، ومدخل المعبد الكبير يحتوي على أربعة تماثيل ضخمة على واجهته، طول الواحد 20مترًا، كل تمثال يمثل رمسيس الثاني جالسًا على العرش، وواجهة المعبد الرئيسية مزينة بالهيروغليفية التي تحيي ذكرى النصر العظيم لرمسيس الثاني ف معركة قادش، ثم صالة الأعمدة الكبرى والتي تضم التماثيل الجوزيرية، بالإضافة إلى 8 غرف جانبية لتخزين القرابين التي تقدم للمعبود، وأخيرًا قدس الأقداس.
حدثنا عن معجرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني؟
تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني هو الحدث الأشهر في أبو سمبل، ويعد مقصد السياح الأهم عندما يزورون المعبد، وهي ظاهرة استثنائية تحدث مرتين في السنة، حيث تصطف أشعة الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني للاحتفال بعيد ميلاده في أحد الأيام وتتوجه في اليوم الآخر، وخترق الأشعة مسافة 55 مترًا في عنمق المعبد للتعامد على قدس الأقداس حيث يوجد تمثال رمسيس الثاني والآلهة المجاورة له باستثناء إله العالم السلفي بتاح، وظهور الشمس عليه يعني نهاية العالم، وهذا يعتبر إعجازًا في حد ذاته.
في أي وقت من العام بالتحديد تحدث الظاهرة؟
مرتين كل عام، الأولي في 22 من شهر فبراير في يوم توليه العرش، والأخرى في ذكرى ميلاده الموافق 22 من شهر أكتوبر وتستمر لمدة 20 دقيقية.
وأيهما أكثف من ناحية الزوار؟
معظم السائحين من الدول الأوروبية، لذا يعد شهر أغسطس هو الأكثف من ناحية الزوار، نظرًا لكونة شهر الأجازات في أوروبا.
كيف يتم الاستعداد لهذه الظاهرة؟
يتم التجهيز من خلال إقامة نوعين من الترميم للمعبد، الأول ترميم “إكلينيكي” بتنظيف الأتربة والفضلات، والنوع الثاني هو الترميم الميكانيكي الذي يعتمد على المياه المقطرة والكحول الإثيلي.
لماذا تم نقل المعبد من مكانه القديم؟
نجا أبو سمبل خلال العصور القديمة، فقط ليكون مهددا من التقدم الحديث، ولأن الموقع كان سيغرق قريبًا بسبب ارتفاع منسوب مياه النيل بعد بناء السد العالي، وتقرر نقل المعابد بيم عامي 1964و1967م، وتم تنفيذ المشروع الضخم حيث تم تفكيك كل المعابد ونقلها 65مترًا إلى أعلى هضبة المنحدرات التي جلست تحتها مرة واحدة وإعادة بناء 210مترًا إلى الشمال الغربي من موقعها الأصلي.
كيف تم تحريك المعابد؟
ظهرت ثلاثة مقترحات من ثلاث دول مختلفة، الأول مقترح فرنسي والثاني إيطالي وأخيرًا المقترح المصر للدكتور أحمد عثمان، وذلك من خلال تفريغ المعبدين وفصلهما من الجبل وهو أنسب وأرخص مقترح، ولذلك نستطيع القول، إن فكرة نقل المعبدين فكرة مصرية صميمة ولكن التمويل من دول العالم.
كم استغرق تحريك المعبد ؟
استغرق الأمر ما يقرب من خمس سنوات لإنهاء عملية النقل، نظرً لأنه كان عملًا هائلًا، وشمل تقطيع المعابد إلى قطع يتراوح ونها بين 3إلى 20 طنًا وإعادة تجميعها بدقة كما كانت في الموقع القديم.
هل واجهتكم مشاكل أثناء تحريكه؟
بعد نقل المعبدين وتركيبهما ظهر الككل فارغًا، لنحتهما في الجبل لذلك تم بناء قبة خرسانية تحيط بالمعبدين لوضع الجبارة عليها، وتُعد هذه القبة الخرسانية الأكبر في العالم وقطرها 66مترا، وارتفاعها من المركز 22مترا.
هل يحتوى المعبد على أي أنشطة أخرى؟
يحتوى المعبد على متحف للزوار توجد به لوحات كاملة لشرح عملية نقل المعبد، بالإضافة إلى عرض بالصوت والصورة يشرح فيها فكرة المعبد.
ماذا عن باقي العروض التي يقدمها المعبد؟
يعد مشروع الصوت والضوء في أبو سمبل من أفضل المشروعات في مصر لأنه يعرض مساحة الجبل بالكامل يوميًا من الساعة السادسة وحتى الساعة السابعة مساءً بثماني لغات كي يلبي احتاجات السائحين من حول العالم.