صفوت سليم يكتب: نعم.. هؤلاء يستحقون
لم يختلف اثنان على قدرة المصريين في تحمل الشدائد والوقوف بجوار الدولة، عند الخطر المحدق، إنه الرهان الرابح دائمًا في أوقات الأزمات، ولعل ثورة 30 يونيو المجيدة خير دليل، حينما هرع المصريون للشوارع لاستعادة الدولة من براثن الطغمة المأجورة التي كادت أن تبتلع البلاد وتعيدنا إلى العصور الحجرية.. عندما بلغ التردي حدًا لايطاق وباتت الدولة على أعتاب حرب أهلية تبتلع الأخضر واليابس، إنه السواد الأعظم الذي نجح المصريين بحنكتهم في الافتكاك منه.. حقًا دائمًا المواطن على أهبة الاستعداد حينما يستشعر الخطر على الدولة.
ومنذ ذلك التوقيت للثورة، وتحمل المواطنين الكثير بغية بناء الدولة العصرية الحديثة، تلك الدولة التي تسع الجميع ولا مجالًا لإقصاء أحدًا منها، فالجميع شريك في عملية البناء والتنمية، بعيدًا عمن تلوثت أيديهم بدماء المصريين، لذا عرفانًا لأعظم شعب يتحمل في الوجود، يجب على صناع القرار السماع للمطالب التي يرفعونها لعيش حياة كريمة، وعدم مد الأيادي عند “الحوجة” فالجميع دون استثناء مكبل بالالتزمات ومتطلبات الأسرة، وينام يحلم بالمصاريف وكيفية تدبير مؤنة الشهر، أو بشكلٍ دقيقٍ حتى لا يحيد الوصف، تدبير مصاريف اليوم.
خلال الأيام الماضية، دخل المواطنون في صراعٍ ضارٍ، عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن تشكيل الحكومة الجديدة، والآمال المعلقة عليها، والانتقال إلى مرحلة أرحب، وحدوث انفراجة جديدة، تمكننا من جني ثمار التحمل، وليس مقصودًا بكلامي أن الوقوف بجوار الدولة، يقابله تحميل الدولة ما لا تطيق في توفر الخدمات ولكن “نظرة للغلابة” .. هؤلاء يستحقون أن نحل مشاكلهم والتي أثقلتهم همًا، ونوفير حياة كريمة لهم.. إنهم بركة مصر، ووقودها حينما تتشتد الأزمات، يكفي أن يرفع أحدهم يداه إلى السماء ويقول يارب.
الناس يريدون الحصول على حياة كريمة فقط، وصانع القرار يعلم جيدًا أن الشعب المصري، قادرًا على تحمل الأزمات ويقف دائمًا جنديًا في وقت الأزمات للدفاع عن الأرض، ولا يستطيع أن يحيد عن ذلك، وهو الانتماء للوطن، ومعرفة معنى أن يكون لديك وطن مستقر في منطقة تموج بالأزمات والحروب، وأزيز الصواريخ الذي يزين سماء دول الجوار، ومع أزمة انقطاع الكهرباء ظهر المعدن الحقيقي للمواطنين، وتداركوا أن هناك أزمة تعمل الدولة على حلها، وخرج علينا رئيس مجلس الوزراء شارحًا التفاصيل كافة عن الأزمة، ونأمل أن تحل الأزمة قبل الموعد المحدد في الأسبوع الثالث من شهر يوليو، تزامنًا مع ارتفاع درجة الحرارة.
نتمنى من الحكومة الجديدة أن تضع رؤية كاملة، لحل جميع القضايا التي ترهق المواطنين، وعلى رأسها ارتفاع الأسعار في الأسواق، والعمل على تهيئة المناخ لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، والتي بدورها توفر المكون الدولاري وتعطي الدولة دفعة قوية في إطلاق المبادرات التي من شأنها تخفيف ظروف الحياة على المواطنين، وتدعم الفئات الأولى بالرعاية، ونشهد زيادة جديدة في المرتبات والمعاشات، تزامنًا مع غول الغلاء الذي يجري في الشوارع ويمزق جيوب المصريين.