د. ناجح إبراهيم يكتب: الحب اللامحدود .. أصل الدعوة إلي الله

بيان

كتب د.ناجح إبراهيم مقالا بعنوان: “الحب اللامحدود .. أصل الدعوة إلي الله” وتم نشره في جريدة الوطن، ومنه هذه الكلمات التى اختارها لقراء “بيان:
– الداعية لا يكره أحداً ، لا يكره الكافر ولكنه يكره كفره، ولا يكره الفاسق ولكن يكره فسقه ، ولا يكره الظالم ولكنه يكره ظلمه ، ولا يكره الملحد ولكنه يكره إلحاده وجحوده لربه ومولاه الحق سبحانه.
– ولو كره الداعية الكافر والظالم والعاصي والفاسق والملحد لما دعاهم لترك ما هم عليه واللحاق بركب الإيمان والطاعة.
– ولو كره الرسول”صلي الله عليه وسلم”عمر بن الخطاب إبان شركه وكفره ما دعاه إلي الإسلام، وما دعا له بالهداية وما سمعنا قولته الشهيرة: “اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين “، لقد رأى فيه رجولة وشهامة وقوة وفكراً وعقلاً فأراد أن يوجهه لخدمة الإسلام، فاستجاب الله لدعائه.
– ولو كره الرسول”صلي الله عليه وسلم” خالد بن الوليد ما دعاه إلي الإسلام بعد أن كان سبباً في هزيمة المسلمين في أحد حينما كان قائداً لفرسان المشركين، ” أي قواتهم المدرعة ” ولكن الرسول “صلي الله عليه وسلم” أرسل رسالة رائعة لخالد يستميله فيها للإسلام ويرغبه فيها ، وقد ذكر حجة الإسلام الغزالي مثل هذا المعني ” أنك تكره كفر الكافر ولا تكره شخصه”.
– ونحن اليوم نتحدث عن تعامل الداعية مع العصاة نود أن يستحضر الدعاة أن الهداية ليست بعيدة عن أحد .. وأن الرجل قد يمسى وهو من أهل النار فيصبح وهو من أهل الجنة والعكس كما ورد في الحديث الشريف، وقد يتحول أشد الناس عداوة للدين والإسلام إلي هداه وقد يصبحوا من أئمة الهدي .
– فهذا عمر بن الخطاب يهدد بقتل الرسول ويقول عنه بعض الصحابة: “لن يسلم ابن الخطاب حتي يسلم حمار الخطاب” مستبعداً هدايته ورشده ، فإذا به يصبح من أئمة الإسلام وأحد وزراء الرسول “صلي الله عليه وسلم” ثم أعظم حكام الأرض والخليفة الراشد الثاني المشهور بالعدل والتواضع ، وما بين حالته الأولي والثانية عدة أشهر.
– وهذا خالد بن الوليد الذي قاد المشركين للنصر في أحد وكان عنيداً جداً يوم صلح الحديبية إذا به يتحول بين عشية وضحاها إلي سيف الله المسلول وأعظم قائد عسكري في تاريخ الإسلام كله .
– وهذا عكرمة بن أبي جهل الفارس المغوار الذي ظل يكره الإسلام ورسوله ويحاربهما لسنوات طويلة يصبح من أعظم قادة الإسلام وقائد إحدى الجيوش التي أرسلها الصديق لمحاربة الردة .. وهذا أبو سفيان زعيم قريش يتحول مع ابنه وزوجته إلي الإسلام , ويقيم بنو أمية الخلافة الأموية التي امتدت قروناً .
– فعلي الدعاة ألا يغتروا بطاعتهم أو يحتقروا عاصياً لمعصيته أو مذنباً لذنبه وأن يحمدوا الله علي الهداية والعافية،وأن يدركوا أن الهداية هبة ربانية ونعمة إلهية قبل كل شيء ، وعلي الدعاة أن يعيشوا مع قوله تعالي: ” وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ “.

اقرأ أيضا للكاتب:

زر الذهاب إلى الأعلى