الحديدة اليمنية تحترق.. إسرائيل تستعد لانتقام الحوثيين
كتب: أشرف التهامي
أفادت وسائل إعلام عربية أن 80 شخصا على الأقل أصيبوا أو استشهدوا في غارة إسرائيلية على ميناء الحديدة الحيوي باليمن، ويخطط المسؤولون الإسرائيليون لشن هجوم مضاد قوي في حالة محاولة الانتقام.
أفادت وسائل إعلام عربية في وقت متأخر من اليوم السبت أن الهجوم الإسرائيلي على مدينة الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون قد أدى فعليًا إلى توقف الميناء البحري المهم عن العمل، مما تسبب في سقوط عشرات الجرحى والضحايا. وأوضحت السلطات الإسرائيلية أن الميناء المستهدف يمثل “مصدرًا اقتصاديًا مهمًا لجماعة الحوثي”، بسبب مرور البضائع والأسلحة عبره، فضلاً عن البنية التحتية للطاقة التي تم استهدافها أيضًا.
وذكرت شبكة الميادين اللبنانية أن عدد المصابين يبلغ 80 على الأقل، بعضهم يعاني من حروق بالغة ناجمة عن الحريق الذي اندلع بعد الانفجارات الهائلة. وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي هذا المساء أن هذا هو أبعد هدف هاجمته القوات الجوية الإسرائيلية على الإطلاق، على بعد 1800 كيلومتر من البلاد.
لقطات بعد الغارة في اليمن
وبحسب أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية لا يستخدم ميناء الحديدة للأنشطة العسكرية فحسب، بل يستخدم أيضًا لتسليم البضائع المدنية، بما في ذلك المساعدات الإنسانية لليمن والمناطق التي تعاني من المجاعة والتي يسيطر عليها الحوثيون. ولكن من الناحية العملية، يستخدمها الحوثيون أيضًا لأغراض عسكرية، والمدينة نفسها بمثابة خط إمداد رئيسي للأسلحة الإيرانية التي تصل إلى البلاد.
كما أصابت الغارة محطة لتوليد الكهرباء ومنشآت نفطية، مما تسبب في حالة من الذعر على نطاق واسع في صنعاء والحديدة، وهو ما انعكس في طوابير طويلة أمام محطات الوقود بعد الهجوم. وقال متحدثون رسميون باسم الحوثيين إن الهجوم الإسرائيلي سيتم الرد عليه وأنهم “لن يتوقفوا عن دعم قطاع غزة”.
ولا تقلل إسرائيل من شأن تهديدات الحوثيين، حيث قال المسؤولون الإسرائيليون إنهم يحسبون رداً محتملاً من اليمن، وبالتالي يستعدون لتوجيه “ضربة أقوى” للحوثيين في مثل هذا الحدث.
كيف يستعد الكيان الإسرائيلي لانتقام الحوثيين؟
وفي الوقت نفسه، تم تعزيز أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية ، وعقدت وزارة المواصلات الإسرائيلية اجتماعًا غير عادي لتقييم الوضع بقيادة وزيرة المواصلات ميري ريجيف وكبار المسؤولين من قطاعات السكك الحديدية والموانئ والطيران استعدادًا لهجوم حوثي محتمل على البنية التحتية المدنية.
هذا وتستعد إسرائيل أيضاً لمعركة على الجبهة الدبلوماسية. وأصدر وزير الخارجية إسرائيل كاتس تعليماته إلى السفراء الإسرائيليين في جميع أنحاء العالم “بالمطالبة بزيادة العقوبات على إيران، وتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، وتحويل المساعدات الدولية من ميناء الحديدة إلى ميناء عدن”.
كما طلب من السفراء دعم طلب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 22 يوليو ، إلى جانب الجلسة المقررة مسبقًا في 23 يوليو. كما صدرت تعليمات للسفراء بالمطالبة بإدانة أنشطة الحوثيين. إلى جانب دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وأدانت وزارة الخارجية الإيرانية الغارات على ميناء الحديدة، قائلة إن “الشعب اليمني يدفع ثمن دعمه الشجاع للنساء والأطفال الفلسطينيين”. كما حذروا من مزيد من التصعيد في الشرق الأوسط، قائلين إن “إسرائيل وداعميها، بما في ذلك الولايات المتحدة، يتحملون المسؤولية عن العواقب الخطيرة لهذا الهجوم”.