عاطف عبد الغنى يكتب: ما بين 23 يوليو و 30 يونيو
بيان
خط موصـــول بين 23 يوليــــو 1952، و 30 يونيو 2013، والمشترك بين التاريخين هو ثورة المصريين ، ورفضهم للظلم وما يحتويه من فساد وتمييز وخيانة وطنية.
في التاريخ الأول خرج مجموعة من ضباط الجيش في حركة إصلاحية تسعي إلي تطهير صفوفهم من الخونة والعملاء والفاسدين، وسرعان ما انضمت باقي أطياف الشعب لأبنائها من رجال الجيش ، وتحولت الحركة إلي ثورة شعبية تكافح حكما أجنبيا ملكيا فاسدا تمثل في سلالة محمد علي الألباني، وتعمل بشكل حقيقي علي طرد المستعمر الإنجليزي من البلاد، وترد للمصريين المعدمين والفقراء والأجراء وأقنان الأرض، ثروات بلادهم المغتصبة من الأجانب والأمراء والباشوات والبكوات الذين لم يزد عددهم علي 5% من تعداد المصريين تمرغوا في النعيم وخلفوا وراءهم 95% يتمرغون في طين الفقر، ولمن يرد الاستزادة فليعد للتاريخ الحقيقي لهذه الحقبة، وليس للتاريخ الذي تنثره وتنشره لجان الإخوان علي مواقع التواصل..
وفي التاريخ الثاني 30 يونيو 2013 خرج المصريون يعلنون رفضهم لحكم تنظيم الإخوان، ولا يستطيع أحد أن يماري في هذا، أو ينكر مشهدا لم نبتعد عنه بأكثر من 11 عاما.
أما الخط الموصول بين التاريخين، فهو حرب الإخوان الممتد علي طوال التاريخ بين الحدثين، وصراع الجماعة الذي لم ينقطع لاستلاب الحكم، وخطفه عنوة قفزا علي إرادة المصريين، وحربهم ( الإخوان ) ضد السلطة القائمة التي ارتضاها أغلبية المصريين الكاسحة في الثورتين، وباركوها وساندوها، ظنا منهم ( الإخوان ) أن هذه السلطة هي العدو الذي اختطف الحكم، ومنعهم إياه.
وفي الحالة الأولي اختزلوا السلطة في شخص الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر ، ومؤسسات الدولة والحكم وأبرزها الجيش، وفي الثانية توجهوا بالعداء للرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، وأيضا مؤسسات الدولة.
ولم يسع تنظيم الإخوان للسلطة والحكم مع ثورة يوليو 1952، ولكن سعيه سبق هذا التاريخ بسنوات، وما كان تنظيمهم المسلح قبل هذا التاريخ إلا لتكوين عصابة مسلحة تتخلص من خصوم الجماعة باغتيالهم ماديا، وخلق جناح عسكري للتنظيم يدين بالولاء للجماعة وليس الدولة، ويحارب سلطات الأخيرة.
والملاحظة المهمة قبل أن نغادر هذه الزاوية هي: هل ذكرنا الدين في كل ما سبق؟.. الإجابة: لم نذكره بالمعني الحرفي، لكن هذا ليس معناه أن الله سبحانه غائب عن هذه الأحداث، ولك أن تعود إلي سلوك الجماعة وأفكارها وتزنها بميزان الدين وتحكم عليها بنفسك إن كانت ظالمة أو مظلومة، ( أؤكد بميزان دين الله القويم وليس بميزان أوهامهم وأساطيرهم التي يمررونها لفارغي العقل وعميان القلب ).