أثيوبيا تحت الوحل والطين: كارثة الفيضانات وتأثيرها على سد النهضة | صور 

كنب: على طه

 أوضح د. عباس شراقى أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، أن المنطقة المسماة “جوفا” التي شهدت الانهيارات الأرضية فى أثيوبيا، بعيدة عن سد النهضة الإثيوبي الكبير، ولها خصائص جيولوجية مختلفة.

سد النهضة
سد النهضة

مؤكدا أنه على عكس موقع سد النهضة، تفتقر جوفا إلى الطبقات الرسوبية وتتكون بدلاً من ذلك من صخور نارية ومتحولة شديدة التعرض للعوامل الجوية والمتكسرة، وأن هذه المنطقة أكثر عرضة للفيضانات وتآكل التربة.

وأضاف شراقى فى تصريحات صحفية، أن موسم الأمطار في إثيوبيا يبدأ في شهر يونيو ويشتد في يوليو وأغسطس وسبتمبر، مشيرا إلى أن مستويات هطول الأمطار الحالية أعلى من المتوسط ​​في أجزاء كثيرة من إثيوبيا والسودان، وتسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت، في حدوث انهيارات أرضية في المناطق الجبلية.

طبيعة المنطقة الجبلية

تقع منطقة جوفا، حيث حدثت أسوأ الانهيارات الأرضية، في منطقة الأخدود الإثيوبي، وتتميز هذه المنطقة بوجود طبقات أرضية مائلة نتيجة النشاط الزلزالي وتعرضها للتعرية.
وتؤدي هذه العوامل إلى تشرب هذه الطبقات كميات كبيرة من مياه الأمطار، مما يزيد من وزنها ويجعلها عرضة للانهيار، وتزداد خطورة الانهيارات الأرضية.

وقد وصل عدد القتلى في إثيوبيا جراء هذه الانهيارات الأرضية إلى أكثر من 229 شخصًا حتى الآن، ولا يزال العشرات في عداد المفقودين، وتتواصل جهود الإنقاذ للعثور على الناجين المحاصرين تحت الطين والتربة الموحلة.

ارتفاع مستويات هطول الأمطار

وأشار شراقى إلى أنه من المتوقع أن ترتفع مستويات هطول الأمطار الحالية والمتوقعة في إثيوبيا والسودان خلال الأشهر المقبلة، ناصحا السكان في معظم أنحاء السودان، باستثناء منطقة الحدود الشمالية مع مصر، بالاستعداد للفيضانات والسيول المحتملة.

وجدير بالذكر أن الأمطار الغزيرة تهطل على إثيوبيا منذ شهر يونيو الماضي، مما أدى إلى حدوث الفيضانات والانزلاقات الأرضية المروعة، التى خلفت مئات القتلى والمفقودين، وتثير هذه الكارثة الطبيعية تساؤلات حول أسبابها، خاصة في هذا الوقت من العام.

يُرجع الخبراء حدوث هذه الكارثة إلى عدة عوامل: ازدياد حدة موسم الأمطار، حيث يشهد موسم الأمطار في إثيوبيا ذروته حاليًا، مع توقعات بارتفاع معدلات هطول الأمطار خلال الشهرين المقبلين.
وتشير الإحصائيات إلى أن معدل هطول الأمطار الحالي، يفوق المتوسط في العديد من المناطق الإثيوبية والسودانية.

التغيرات المناخية

كما يُرجح أن تلعب التغيرات المناخية دورًا في ازدياد حدة موسم الأمطار، وتواتر الكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات والانهيارات الأرضية.

وفى هذا الصدد يُشار إلى أن إثيوبيا تعاني من مشكلة مزمنة تتمثل في انجراف التربة،حيث تحتل المرتبة الأولى عالميًا في هذا المجال، ويرجع ذلك إلى التوسع العمراني غير المُخطط، وإزالة الغابات وتدمير التوازن البيئي، واستخدام أساليب زراعية غير مستدامة تؤدي إلى تآكل التربة وفقدان خصوبتها، إضافة إلى الرعي الجائر للماشية الذى يؤدي إلى تدمير الغطاء النباتي، وتعرية التربة.

طالع المزيد:

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى