محمد أنور يكتب: لعنة الفراعنة تختبئ تحت رداء السادات

بيان

تتقمص أو تختبئ لعنة الفراعنة تحت رداء الرئيس الراحل أنور السادات أو بين لفات غليونه البريطاني، ويستحق الرئيس السادات في هذا المجال النصف المتبقي على حسابه من جائزة نوبل للسلام.
ما من زعيم أو رئيس أجنبى زار مصر في عهد الرئيس السادات وكرر عليه الرئيس السادات عبارة صديقى فلان، إلا وخسر منصبه، أو هاجر إلى العالم الآخر.
ولحضارتكم أذكر بعض من ضحايا الرئيس السادات.. زاره الرئيس نيكسون في ربيع 1974 فخرجت جموع الشعب المصري تهتف ( شرفت يابابا نيكسون يابتوع الووترجيت، عملولك هيصه وزفة) إلى آخر الأغنية الشعبية للشيخ امام، وبعد ستين يوما على لقاء نيكسون بالسادات، اسقط الرجل من رئاسة أمريكا، وشرفت حياته على الانتهاء لولا تقدم الطب في بلاده.
ومن بعد نيكسون جاء جيرالد فورد، فبارك له الرئيس السادات في الحال مهنئا ومقلدا أياه وسام: صديقي جيرالد.. فقصر عمره في رئاسة أمريكا ثم سقط باحترام أمام خصمه الديمقراطي جيمى كارتر عام 1976 ، ومعه حلت اللعنة السادتيه على أعز الاصدقاء، هنرى كيسنجر وزير خارجية نيكسون.

وفورد والذي زار مصر أكثر من ثلاثين مرة، حتى اقترحت بعض صحف القاهرة إسناد منصب حكومى للدكتور اليهودى في إحدى مؤسسات مصر.

وبعد سقوط الضحايا الثلاث الأول جاءت مرحلة كامب ديفيد وما تبعها من زيارة الرئيس المصري إلى القدس المحتلة ثلاتة من زعماء بنى إسرائيل الذين صافحهم السادات بعد أن هبط سلم الطائرة، صاروا في خبر كان وهم: جولدا مائير التى ماتت بعد شهرين من ذلك اللقاء المؤثر، وموشى دايان أصيب بالسرطان وايجال يادين انتقل إلى العالم الأخر.
وفى الجانب الأمريكى ترك سايروس فانس وزير الخارجية الأمريكي منصبه وعاد إلى ممارسة المحاماة، وسجل جيمى كارتر هزيمة انتخابية لم تسجلها بورصة أمريكا.. ثم جاء دور الصديق مناحيم بيجين الذي خسر منصبه كرئيس للحكومة.

ولا تقتصر لعنة السادات الفرعونية على أصدقائه الغربيين، بل يسرى مفعولها كذلك على رجالات المعسكر الشرقي.. فالشخصيات الروسية الأربع التي زارت مصر وتفاوضت مع الرئيس المصري السادات، لم يكن مصيرها بأفضل من نيكسون وكيسنجر وكارتر.

الجنرال جريشكو وزير الدفاع الروسي الذي كان يزور القاهرة كثيرا، قبل إلغاء المعاهدة وطرد خبرائه وضباطه، كذلك نيكولاى بودجورنى الذي حضر إلى مصر ووقّع مع السادات معاهدة الصداقة والتعاون صيف 1972، أعفى من منصبه وحذف اسمه من سجل الاحياء، أما الاثنان الباقيان في لائحة الضحايا في المعسكر الروسي فهما الكسى كوسيجين الذي مات أيضا، والآخر أندريه جروميكو وزير الخارجية الذي عداه السادات وأصيب بجلطة في القلب.
رحم الله الرئيس المصري محمد أنور السادات.

اقرأ أيضا للكاتب:

زر الذهاب إلى الأعلى