صورة ساحرة.. رائد فضاء يوثق شفقًا أخضر خلف مركبة فضاء روسية
وكالات
في لحظة من اللحظات النادرة التي تجمع بين جمال الطبيعة وتعقيد التكنولوجيا، قام رائد الفضاء الأمريكي ماثيو دومينيك بالتقاط صورة مدهشة تجمع بين شفق قطبي أخضر ومركبة فضاء روسية من طراز سويوز، وذلك أثناء مهمته على متن محطة الفضاء الدولية.
اقرأ أيضا.. هل تقوم روسيا بتسليح الفضاء؟.. الغرب يشعر بالقلق
هذه الصورة، التي أصبحت محط أنظار عشاق الفضاء والعلوم، تعكس التفاعل المذهل بين الجسيمات الشمسية والغلاف الجوي للأرض، في مشهد يخطف الأنفاس.
توثيق لحظة فريدة
خلال البعثة 71 في عام 2024، وبينما كانت محطة الفضاء الدولية تدور حول الأرض على ارتفاع شاهق، استطاع دومينيك توثيق هذه اللحظة النادرة.
الصورة التي التقطها تُظهر مركبة سويوز الروسية مضاءة بأشعة الشمس الصباحية، بينما يتوهج خلفها شفق قطبي أخضر مذهل.
ولم تقتصر الصورة على جمال المنظر فحسب، بل إنها تعكس أيضًا دقة وحرفية دومينيك في التصوير، حيث استخدم إعدادات كاميرا محددة بدقة لالتقاط التفاصيل الدقيقة للشفق والمركبة الفضائية.
الشفق القطبي الأخضر: تفاعل بين الشمس والأرض
الشفق القطبي الأخضر الذي يظهر في الخلفية هو نتيجة تفاعل معقد بين الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس والغلاف الجوي للأرض.
هذه الجسيمات تصطدم بذرات الأكسجين في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى تحفيزها وإصدار توهج أخضر يميز الشفق القطبي.
هذا التفاعل، الذي يحدث على ارتفاعات تصل إلى مئات الكيلومترات فوق سطح الأرض، يُعد من الظواهر الطبيعية الأكثر سحرًا وإثارة للإعجاب.
إعدادات تصوير دقيقة
لم تكن هذه الصورة مجرد لقطة عشوائية؛ فقد قام دومينيك بضبط الكاميرا بدقة للحصول على النتيجة المثلى، باستخدام إعدادات معينة (1/4 ثانية، f1.4، 50 مم، ISO 6400)، تمكن من توثيق مركبة سويوز الفضائية دون أن يطغى ضوءها على الشفق القطبي الرقيق.
هذه العناية بالتفاصيل تظهر مدى اهتمام دومينيك بنقل جمال هذه اللحظات بطريقة تحفظ توازن العناصر الطبيعية والصناعية في الصورة.
دومينيك: فنان التصوير الفضائي
ماثيو دومينيك، الذي كان أحد أعضاء مهمة سبيس إكس كرو-8، التي وصلت إلى محطة الفضاء الدولية في مارس 2024، لم يكن مجرد رائد فضاء تقليدي؛ بل تميز بمهاراته الاستثنائية في التصوير الفوتوغرافي.
خلال مهمته التي استمرت ستة أشهر، قام دومينيك بالتقاط ما يزيد عن 200,000 صورة، وثق من خلالها كل شيء من المركبات الفضائية إلى الظواهر الطبيعية مثل النيازك والشفق القطبي.
صوره ليست مجرد توثيق بصري؛ بل تخدم أغراضًا علمية، من بينها مراقبة الأرض وصيانة محطة الفضاء الدولية، بالإضافة إلى تقديم نظرة غير تقليدية على الفضاء الخارجي.