عاطف عبد الغني يكتب: “تين شوكى”

بيان
إذا كنت تعاني من أي مشاعر اكتئاب أو تفكر في إيذاء نفسك اطلب المساعدة من متخصص في الصحة النفسية علي الفور.. هذه الثقافة ليست لدي المصريين، فلا تزال أغلبيتنا تري في اللجوء إلي الدعم النفسي، بأي صورة من الصور عيبًا يصل أحيانا إلي حد “العار”، الذي يلحق بصاحبه ويصبح وصمة في حياته، وطلاب الثانوية العامة ، الذين يتخلصون من حياتهم بسبب الإخفاق، سواء بالرسوب أو عدم تحقيق المجموع المطلوب، هم أبرز الأمثلة علي جهل أسرهم المريع، وتقاعس هذه الأسر عن تقديم الدعم النفسي بشكل مباشر أو غير مباشر لأبنائها.

15 حالة انتحار خلال العامين الأخيرين، بسبب ” نتيجة الثانوية العامة “، رقم مرعب، وكانت حالة أو حالتين تكفيان لأن يتوقف المجتمع ويبحث عن الأسباب التي تدفع مراهق أو مراهقة علي أعتاب الشباب في الإقدام علي “الانتحار”.

لكن 12 حالة العام الماضي، و3 حالات هذا العام، هذا غير حالات بالتأكيد تم إنقاذها أو فشل أصحابها في تحقق هذه الجريمة الشنيعة.. كانت حالة أو حالتان “تكفيان ويزيد، في لفت نظر المسئولين في كل القطاعات، والمؤسسات المسئولة في الدولة، عن الشباب، التعليم ، الثقافة، الدين، التضامن الاجتماعي ، مؤسسة الأسرة قبل الجميع، لتدارك انزلاق المجتمع إلي هذه الظاهرة “المريعة” التي تطعن زهرة شباب أبنائنا.

من ضمن “الحالات” التي توقفت عندها حالة انتحار الطالب “بلال”، الذي ألقي بنفسه من الطابق السادس، ليس لأنه رسب، ولكن لأنه حصل علي مجموع 61%، هذا المجموع الذي لم يلبي طموحات أبيه الذي يبدو أنه مارس عليه ضغوط نفسية كبيرة دفعته لأن يقدم علي الهروب بالموت من غضب الأب.

“بلال” كان مريضا بالسرطان وشفي منه حسبما تذكر الأخبار المتواترة عن الواقعة، لكن هذا لم يشفع له عند والده قبل ظهور النتيجة، وهدده الأخير أنه في حال عدم حصوله علي نتيجة جيدة سوف يعاقبه وهو ما دفع الفتي لمعاقبة نفسه ليهرب من عقاب الأب، فراح يعاقب الأسرة التي لم ترحمه، والمجتمع الذي جعل من ” الثانوية العامة ” شبحًا يطارد الأسر التي يطفح عائلها دم قلبه ليوفر لذويه الثمن المادي لشراء شهادة ربما لا تعني بعد ذلك في مستقبل الشباب، الكثير حتي ولو التحق الأبناء بكليات القمة، مثل “الهندسة” التي كرمّت جامعة سوهاج قبل أيام أحد خريجيها (كلية هندسة سوهاج) الشبان الذي يعمل بائع “سريح” يبيع “التين الشوكي” علي “عربة يد”.

اقرأ أيضا للكاتب:

زر الذهاب إلى الأعلى