مباحثات رفيعة المستوى بين رئيس الوزراء ورئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني الصيني

كتب – علي سيد

في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والصين، عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، اجتماعاً مهماً مع تشاو له جي، رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، وذلك في العاصمة الصينية بكين.

اقرأ أيضا.. الخارجية المصرية تؤكد رفضها لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي

جاء هذا اللقاء على هامش زيارة مدبولي للمشاركة في منتدى التعاون الصيني-الأفريقي “فوكاك”، الذي يقام في الفترة من 4 إلى 6 سبتمبر 2024.

ترحيب وتقدير للعلاقات المتنامية

استُهل اللقاء بترحيب حار من تشاو له جي برئيس الوزراء المصري والوفد المرافق له، مُعرباً عن سعادته بتجديد الثقة في مدبولي وتوليه منصب رئيس الوزراء المصري مجدداً.

كما أشاد بالعلاقات الاستراتيجية العميقة التي تربط بين مصر والصين، مُشيراً إلى الذكرى العاشرة للشراكة الاستراتيجية بين البلدين وما تحقق خلالها من إنجازات كبيرة.

مصر والصين: رؤية مشتركة نحو المستقبل

أعرب مدبولي عن تقديره للحفاوة البالغة التي استُقبل بها الوفد المصري من القيادة الصينية، مؤكداً على حرص القيادة المصرية، ممثلةً في الرئيس عبدالفتاح السيسي، على المشاركة الفعالة في الفعاليات الدولية الكبرى التي تستضيفها الصين.

وأشار إلى أهمية المنتدى الصيني-الأفريقي الذي يعقد في وقت يتطلب تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات العالمية الراهنة.

كما تناول مدبولي الزيارة الناجحة التي قام بها الرئيس السيسي إلى الصين في مايو 2024، والتي أسفرت عن تفاهمات مهمة مع الرئيس الصيني شي جينبينج، شملت مشروعات تعاون مشترك تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، بما يعود بالفائدة على الشعبين الصديقين.

التعاون البرلماني وأهمية التواصل المستمر

أبرز مدبولي خلال الاجتماع أهمية تعزيز التعاون البرلماني بين مصر والصين كركيزة أساسية للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين.

وأشاد بزيارة رئيس مجلس النواب المصري، المستشار الدكتور حنفي جبالي، للصين مؤخراً للمشاركة في الدورة السادسة للبرلمانيين من الدول النامية، التي تأتي في إطار الاحتفال بمرور 40 عاماً على انضمام الصين للاتحاد البرلماني الدولي.

مصر والصين: شراكة استراتيجية في التنمية والبناء

أكد مدبولي على أن مصر ترى في الصين نموذجاً يحتذى به في مجالات البناء والتنمية العمرانية، مشيراً إلى أن الصين تعتبر شريكاً استراتيجياً لمصر في مواجهة الأزمات الدولية الراهنة.

وأعرب عن دعم الحكومة المصرية للشركات الصينية العاملة في مصر، مؤكداً على حرصه الشخصي على متابعة مشروعاتها وتذليل العقبات أمامها، مما يعكس التزام مصر بتعزيز التعاون الاقتصادي مع الصين.

وحدة الصين في مجلس الوزراء: تعزيز للتعاون المشترك

كشف مدبولي عن إنشاء وحدة الصين بمجلس الوزراء المصري تحت إشراف المهندسة راندة المنشاوي، مساعد أول رئيس الوزراء، وذلك لمتابعة المشروعات الصينية في مصر، مما يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة المصرية للتعاون مع الصين في مختلف المجالات.

وأشار إلى أن مصر تمثل فرصة استثمارية واعدة للشركات الصينية، خاصةً في مجال التصدير إلى الأسواق الأفريقية، موضحاً أنه يعتزم لقاء عدد من الشركات الصينية خلال زيارته لبحث فرص التعاون في القطاعات ذات الأولوية مثل صناعة السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة.

دعم متبادل للمواقف الدولية

على الصعيد الدولي، أكد مدبولي على توافق مصر والصين حول ضرورة التسوية السلمية للأزمات الدولية عبر الحوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، معرباً عن دعم مصر لمبدأ “الصين الواحدة”ـ كما أبدى تطلع مصر لتعزيز التعاون مع الصين ضمن التجمعات الدولية، لاسيما في إطار مجموعة “البريكس”.

تطورات القضية الفلسطينية: التزام مشترك بالسلام

لم يغب عن اللقاء التطرق للقضية الفلسطينية، حيث أكد مدبولي موقف مصر الثابت في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى الجهود المصرية المستمرة لوقف إطلاق النار في غزة وتقديم المساعدات الإنسانية.

من جانبه، أشار تشاو له جي إلى دور الصين في تعزيز الحوار بين الفصائل الفلسطينية، مؤكداً على أهمية التوصل إلى حل عادل وشامل يحقق السلام في المنطقة.

آفاق مستقبلية للتعاون المصري-الصيني

في ختام اللقاء، جدد رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني تأكيده على دعم بكين لمصر في تنفيذ خططها التنموية، مشيراً إلى تقديم منحة صينية بقيمة 100 مليون يوان لتنفيذ مشروعات تنموية مشتركة.

كما أعرب عن حرص الصين على تعزيز تعاونها مع مصر في مختلف المجالات، خاصة في قطاع البنية التحتية.

أضاف “له جي” أن الصين ترى في مصر شريكاً استراتيجياً في تنفيذ مشاريع التنمية المستدامة، مؤكداً على ضرورة تعزيز التعاون المشترك في مواجهة التحديات العالمية، بما يصب في مصلحة البلدين ويعزز من مكانتهما على الساحة الدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى