كتب – علي سيد

شارك الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، في الاجتماع الوزاري الذي عُقد في العاصمة الإسبانية مدريد، لبحث تطورات القضية الفلسطينية وتفعيل الجهود الرامية إلى تنفيذ حل الدولتين.

اقرأ أيضا.. 18 ألف طفل فى غزة أيتام وبلا حماية.. إحصائية أممية

الاجتماع، الذي ضم العديد من الدول الأوروبية، ناقش أبرز المستجدات على الساحة الفلسطينية والتحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي.

إشادة بالاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية

في كلمته خلال الاجتماع، أعرب الدكتور بدر عبد العاطي عن تقدير مصر لخطوات عدد من الدول الأوروبية، مثل إسبانيا، النرويج، إيرلندا وسلوفينيا، التي اعترفت مؤخراً بالدولة الفلسطينية. وأكد الوزير أن هذه الخطوة تُعتبر دعماً فعلياً لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وفي مقدمتها الحق في تقرير المصير.

وتأتي هذه الخطوات كجزء من الجهود الدولية لدعم تحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة، ما يشكل ضغطاً على إسرائيل للالتزام بالقرارات الدولية والقانون الدولي.

الوضع الإنساني الكارثي في غزة

خلال الاجتماع، ألقى وزير الخارجية المصري الضوء على الوضع الإنساني الكارثي الذي يعاني منه سكان قطاع غزة نتيجة الحصار الإسرائيلي والانتهاكات المستمرة.

وأكد أن الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، بما في ذلك استهداف المدنيين، تعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، داعياً المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في هذا السياق.

وأشار الوزير إلى أن إسرائيل تستخدم الحصار والجوع كسلاح للضغط على الفلسطينيين، ورفضها فتح المعابر بشكل كامل لضمان تدفق المساعدات الإنسانية.

كما شدد على أن هذه السياسة الإسرائيلية تهدف إلى تقويض جهود الوساطة الرامية لإعادة السلطة الفلسطينية الشرعية إلى غزة، وتعزيز الانقسام الفلسطيني الداخلي.

رفض مصر للتواجد الإسرائيلي في محور فيلادلفيا

ومن النقاط البارزة التي تناولها الدكتور عبد العاطي خلال الاجتماع، تأكيد مصر على رفضها التام للتواجد العسكري الإسرائيلي في محور فيلادلفيا، الذي يفصل بين الحدود المصرية والفلسطينية عند معبر رفح.

وأوضح أن هذا التواجد يهدف إلى منع السلطة الفلسطينية من استعادة السيطرة على قطاع غزة، ويعوق بشكل كبير جهود الوساطة التي تقودها مصر بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.

كما أعرب الوزير عن قلق مصر من تأثير التواجد الإسرائيلي على تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مؤكداً أن استمرار إسرائيل في هذه الممارسات يعرقل الجهود الدولية ويزيد من معاناة سكان غزة.

وأشار إلى أن مصر تدعو دائماً إلى ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني وفتح المعابر الحدودية لضمان دخول المساعدات بشكل آمن وسريع.

دعوة لتفعيل حل الدولتين

في سياق حديثه، أكد وزير الخارجية المصري على أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو تطبيق حل الدولتين، الذي يستند إلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وأشار إلى أن الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية وعضويتها الكاملة في الأمم المتحدة يُعدان خطوات رئيسية لتحقيق هذا الهدف.

كما شدد على أن هذا الاعتراف هو حق للشعب الفلسطيني وواجب على المجتمع الدولي الذي يجب أن يضطلع بدوره في إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل.

جهود مصر المستمرة في دعم القضية الفلسطينية

من جهته، أكد السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية والهجرة، أن مصر ستواصل دورها الفاعل في دعم القضية الفلسطينية على كافة المستويات.

وأوضح أن مصر كانت ولا تزال من أبرز الداعمين للحقوق الفلسطينية، سواء عبر التحركات الدبلوماسية على الساحة الدولية أو من خلال الجهود المبذولة في الميدان لضمان تدفق المساعدات الإنسانية وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية.

كما أشار السفير إلى أن مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تواصل التنسيق مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية لضمان استقرار الوضع في الأراضي الفلسطينية، ودفع عجلة المفاوضات المتوقفة منذ سنوات.

وأكد أن مصر ستظل شريكاً أساسياً في جميع الجهود الهادفة إلى تحقيق حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.

المجتمع الدولي ومطالب مصر

وفي ختام كلمته، دعا الدكتور بدر عبد العاطي المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات جدية وفورية لوقف العدوان الإسرائيلي وضمان احترام القانون الدولي.

كما شدد على ضرورة العمل المشترك لضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع ودون عوائق إلى قطاع غزة، مشيراً إلى أن هذه المساعدات تمثل شريان الحياة لسكان القطاع المحاصر.

وأكد أن تحقيق السلام في المنطقة لا يمكن أن يتم دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وأن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية سيؤدي إلى المزيد من التصعيد وزيادة التوترات في المنطقة.

لذا، فإن مصر تطالب بضرورة التحرك الفعّال من قبل المجتمع الدولي لفرض حل الدولتين وضمان حقوق الشعب الفلسطيني.