بين الأمل واليأس: وثائقى يرصد قصص شباب سودانيين في قلب الثورة والحرب | شاهد

كتبت: هدى الفقى

يقدم الفيلم الوثائقي “السودان تذكرنا” ، (Sudan, Remember Us) رحلة مؤثرة في أعماق الثورة السودانية، من خلال عيون شبابها الذين حملوا أحلام التغيير على أكتافهم.

“السودان تذكرنا” يأخذ المشاهد في رحلة عميقة إلى قلب الثورة السودانية. من خلال عدسة المخرجة هند مدب، نتعرف على قصص شباب تحملوا أعباء التغيير على أكتافهم. فبعد عقود من الدكتاتورية، أطلقت شرارة الأمل شابًا سودانيًا يتوق إلى الحرية والكرامة، لكن هذا الأمل سرعان ما اصطدم بوحشية الحرب.

ويأتى الفيلم على خلفية الاحتراب الأهلى الداخلى فى البلد العربى الشقيق الذى تشير أحدث تقديرات لضحايا النزاع فيه  إلى أن عددهم وصل إلى “150 ألفا” وفقا لوكالة فرانس برس، هذا غير نزوح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو لجأوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك في 2023، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة.

مهمة صعبة

 مخرجة الفيلم، هند مدب، خاضت من خلاله مهمة صعبة، حيث سعت لسرد قصة 4 سنوات محورية في تاريخ السودان من خلال وجوه وشهادات مجموعة من الشباب، حيث تمت خلال هذه السنوات الأربعة الإطاحة بدكتاتورية استمرت 30 عاما عبر ثورة شعبية، لكن تم اختطاف تلك الثورة من قبل البعض.

ويبدأ الفيلم برسائل صوتية لمدب مع الشهود خلال الأيام التي تلت اندلاع الحرب بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) في أبريل عام 2023.

ورغم أن تلك الأصوات لم تكن مألوفة لدى الجمهور، فقد نقلت مشاعر اليأس والأمل بوضوح

وبعد مرور ما يقرب من 18 شهرا من استمرار الحرب في السودان جعل تلك اللحظات أكثر إيلاما، رغم أن الفيلم لا يركز على النزاع الحالي. بل يعود إلى عام 2019، عندما كان التغيير يبدو ممكنا.

خيوط السرد

اختارت مخرجة الفيلم ثلاثة خيوط سردية لتقديم القصة. فعوضا عن عرض كل موضوع بشكل منفصل، تقوم بتقديمها جماعيا، حيث يتم تجميع قصصهم حسب الموضوع، حيث برزت الثورة كحدث ثقافي وفني، حيث كان الشعر والفن جزءا رئيسيا من الاحتجاجات، مع تسليط الضوء على البُعد النسوي للثورة، مع كون معظم قادتها من النساء الشابات اللاتي سعين لتحطيم قيود المجتمع الأبوي، وأخيرا يعرض الفيلم كيف تحولت المحادثات حول الأحلام الفردية المتواضعة إلى مطالب علنية صاخبة من خلال المشاركة والتضامن.

الرسالة

  ومن خلال الرسالة التى يحملها الفيلم، يتضح أن الأصوات التي ارتفعت من أجل سودان أفضل، تستمر في حمل حلم الغد الأفضل، مما يعكس القوة الحقيقية للفيلم كقصة عن المثابرة الجماعية التي لا يمكن كسرها، بحسب وصف “فارييتي”.

وفي وقت يواجه فيه السودان أزمات الحرب والمجاعة ونزوح الملايين، يقدم الفيلم رمزًا للأمل في المستقبل، “ليمسك به الناس حتى تمر هذه الكارثة”

شاهد الفيديو التشويقى للفيلم

طالع المزيد:

زر الذهاب إلى الأعلى