تقرير إسرائيلي عن صاروخ “فلسطين 2” الذي أطلقه الحوثيون تجاه إسرائيل 

كتب: أشرف التهامي

يوم الاثنين (16 سبتمبر)، نشر الحوثيون مقطع فيديو  ييكشف عن الصاروخ الذي قالوا إنهم أطلقوه باتجاه وسط إسرائيل صباح الأحد (15 سبتمبر).

وبعد الإطلاق، صرح المتحدث باسم الحوثيين أن الصاروخ قطع مسافة 2040 كيلومترًا قبل أن يصل إلى إسرائيل.
وفي الفيديو، المشار إليه عرض الحوثيون صاروخًا باسم “فلسطين 2″، مؤكدين أنه مصنوع في اليمن.

ووفقًا للحوثيين، فإن هذا صاروخ فرط صوتي يعمل بالوقود الصلب على مرحلتين ويبلغ مداه 2150 كيلومترًا، وقادر على الوصول إلى سرعة 16 ماخ. كما أكدوا أن الصاروخ قادر على المناورة بمثل هذه السرعات ويتميز بخصائص التخفي التي تهدف إلى التغلب على أكثر أنظمة الدفاع الجوي تقدمًا في العالم.
وفى تفاصيل أخرى بشأن الموضوع نقدم فى التالى التقرير الذي نشر أمس على الموقع الرسمي لمركز ألما البحثي “للدراسات الأمنية و العسكرية والإستخبارية الإسرائيلي والمعني بمتابعة ومراقبة محور المقاومة ودول الطوق والقوات الإيرانية ووكلائها خاصة قوات حزب الله اللبناني على الحدود المتاخمة لإسرائيل” والذي جاء فيه حرفياً:

نص التقرير:

بناء على الصور والفيديوهات المتوفرة، وعلى افتراض أن الصاروخ الذي ظهر في الفيديو الذي نشره الحوثيون هو الصاروخ الذي أطلق باتجاه إسرائيل، فيبدو أن الحوثيين استخدموا مرة أخرى صاروخ خيبر شيخان الإيراني أو نسخة معينة منه.
وللتذكير، سبق للحوثيين أن عرضوا مثل هذه الصواريخ مرتين ــ مرة تحت اسم “حاتم” ومرة ​​ثانية تحت اسم “فلسطين”. ويبدو الآن أنه يُقدَّم باسم “فلسطين 2”.

صاروخ خيبر شيخان

هو صاروخ باليستي متوسط ​​المدى، قدمته إيران في عام 2022. هذا الصاروخ جزء من عائلة صواريخ فتح، التي طورتها إيران كجزء من جهود النظام لإنتاج صواريخ باليستية تعمل بالوقود الصلب.
يبلغ المدى المعلن لصاروخ خيبر شيخان حوالي 1450 كيلومترًا، ويحمل رأسًا حربيًا يزن 500 كجم.
وفقًا لإيران، تم تجهيز الصاروخ بمركبة مناورة منفصلة مع أنظمة توجيه وملاحة متقدمة، مما يتيح تصحيح المسار والدقة العالية. كما تهدف القدرة على المناورة إلى السماح بمسار طيران متغير، مما يجعل اعتراضه بواسطة أنظمة الدفاع الجوي أكثر صعوبة.
ويبدو أن إيران قدمت نسخة أخرى من الصاروخ خلال عام 2023 (ربما تحت اسم خيبر شكان 2).
ويُرى التغيير المرئي الرئيسي في الرأس الحربي، الذي أصبح الآن أكثر استطالة ومخروطية الشكل مقارنة بالنسخة السابقة، التي كانت ذات شكل مخروطي ثلاثي.
وتزعم مصادر مختلفة في إيران أن الرأس الحربي مصنوع من مواد متقدمة ومركبة وأخف وزناً. وتوفر هذه التعديلات مقاومة أفضل للحرارة، وقدرات مناورة محسنة، ومدى ممتد (بسبب تقليل الوزن(.
ومن التكهنات التي ظهرت بشأن هذا التغيير أنه قد يكون محاولة لدمج الرأس الحربي لصاروخ فتح 1 الأسرع من الصوت، أو أجزاء معينة منه، من أجل اختبار أدائه. ولم يؤكد أي مصدر رسمي ذلك حتى الآن.
ويشير الفيديو الذي نشره الحوثيون إلى أن صاروخ “فلسطين” يشبه أكثر نسخة خيبر شكان 2023. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن الفيديو لم يُظهر الجزء الخلفي والمحرك للصاروخ، وربما تم ذلك عمداً.

تم تقديم صاروخ خيبر شيكان في عام 2023. التغييرات التي أجريت على الرأس الحربي مرئية
تم تقديم صاروخ خيبر شيكان في عام 2023. التغييرات التي أجريت على الرأس الحربي مرئية

تشير المعلومات المتاحة، وكذلك تصريحات جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى أن خيبر شيكان لا يتمتع بقدرات مناورة أو سرعات استثنائية، وأن أنظمة الدفاع الإسرائيلية قادرة على اعتراضه.
بالإضافة إلى ذلك، من المحتمل أنه ليس أسرع من الصوت بالمعنى التقليدي للكلمة. ويدعم ذلك أيضًا وقت طيران الصاروخ، والذي ذكر كل من الحوثيين وجيش االاحتلال الإسرائيلي أنه 11.5 دقيقة. لم يتم نشر أي معلومات حول ما إذا كان الصاروخ قد أجرى مناورات جعلت الاعتراض أكثر صعوبة.
ومن الجدير بالذكر أيضًا أن هناك تشابهًا خارجيًا كبيرًا بين خيبر شيكان في تكوينه الجديد وصاروخ فاتح 1، الذي قدمته إيران على أنه صاروخ فرط صوتي متقدم.
تبلغ المسافة بين وسط إسرائيل والمناطق الشمالية من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون حوالي 1800 كيلومتر. وحتى لو “تقريب” الحوثيون المدى المبلغ عنه، فإنه لا يزال أبعد بكثير من 1450 كيلومتر المعلن عنها لخيبر شيخان.
هناك عدة احتمالات لكيفية وصول صاروخ الحوثيين إلى هذه المسافة (على افتراض أنه كان بالفعل نفس الصاروخ وأنه تم إطلاقه من اليمن).
أحد الاحتمالات هو خفض كبير في وزن الرأس الحربي إلى الحد الأدنى الضروري للطيران (MET)، ربما مع إضافة وقود إضافي. ومع ذلك، فإن مثل هذا التخفيض من شأنه أن يقلل بشكل كبير من القدرة التدميرية للصاروخ وقد يتسبب أيضًا في عدم استقرار الطيران. احتمال آخر هو أن إيران أدخلت تحسينات مختلفة على الصاروخ، والتي لم يتم الكشف عنها بعد، وقد ساهمت هذه التحسينات في زيادة المدى. الخيار الثالث هو تغيير في ملف طيران الصاروخ.
هناك قضية مهمة أخرى جديرة بالملاحظة وهي دقة الصاروخ. في حين لم يكشف الحوثيون عن الهدف الذي استهدفه الصاروخ، صرح المتحدث العسكري باسمهم أنه كان هدفًا عسكريًا.
ورغم أنه ليس من الواضح تماما في أي مرحلة ومكان حدث الاعتراض الجزئي الأولي، يبدو أنه يمكن تقدير دقة الصاروخ بحذر على أنها لم تكن عالية.

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى