وزير الخارجية: مياه النيل مسألة وجودية بالنسبة لمصر

كتب – سيد حسن

أكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، في تصريحات صحفية أن التصعيد المستمر في منطقة الشرق الأوسط يرتبط بشكل جوهري بالقضية الفلسطينية.

اقرأ أيضا.. وزير الخارجية يجتمع في واشنطن مع المبعوث الأمريكي للبنان

وأوضح أن الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يُعد الحل الأهم والأكثر فعالية لخفض مستوى التوترات والتصعيد في المنطقة.

جاءت هذه التصريحات خلال مقابلة أجراها الوزير مع قناة “القاهرة الإخبارية”، حيث سلط الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه القضية الفلسطينية في استقرار أو اضطراب المنطقة، مشدداً على أن أي تهدئة لا يمكن أن تتحقق دون تحقيق تقدم ملموس نحو حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية.

غزة والتصعيد الإقليمي

أوضح وزير الخارجية أن الوضع في غزة هو الأكثر إلحاحاً في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن التصعيد هناك يشكل تهديداً مباشراً لأمن المنطقة بأسرها.

وأكد أن مصر تبذل جهوداً دبلوماسية مكثفة للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، موضحاً أن هذه المساعي تهدف إلى تحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة.

وفي هذا السياق، أشار الوزير إلى أن القاهرة لعبت دوراً مهماً في مفاوضات وقف إطلاق النار السابقة، وأنها تواصل العمل مع الشركاء الدوليين لضمان الحفاظ على هذه التهدئة والعمل على الوصول إلى حلول دائمة.

كما أكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يحظى بإشادة دولية واسعة لدوره في تهدئة الأوضاع خلال جولات العنف الأخيرة.

موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية

وأكد بدر عبد العاطي أن موقف مصر من القضية الفلسطينية ثابت ولا يتغير، حيث تدعم مصر بقوة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في إقامة دولة مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. وشدد على أن مصر ترى في هذا الحل الطريق الوحيد لتحقيق سلام دائم وشامل في المنطقة.

وأشار إلى أن أي محاولات لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي دون احترام هذه الحقوق لن تؤدي إلا إلى زيادة التوتر والتصعيد.

وأوضح أن مصر تعمل على تعزيز التعاون مع الأطراف الدولية والإقليمية لدفع عملية السلام إلى الأمام، وتحقيق تقدم حقيقي نحو تحقيق هذا الهدف.

قضايا أخرى: وحدة الصومال ومسألة مياه النيل

وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية الأخرى، أشار وزير الخارجية إلى أن مصر ترفض بشكل قاطع أي سياسات أو إجراءات أحادية تهدد وحدة الصومال واستقراره.

وأكد أن مصر تقف إلى جانب الشعب الصومالي في مواجهة أي محاولات لزعزعة استقرار البلاد، وأنها تدعو إلى الحوار والتفاهم بين جميع الأطراف لتحقيق السلام والتنمية في الصومال.

وفي حديثه عن قضية مياه النيل، أكد عبد العاطي أن هذه القضية تعد مسألة وجودية بالنسبة لمصر، مشيراً إلى أن أي مساس بحصة مصر من مياه النيل يمثل تهديداً مباشراً لحياة الملايين من المصريين.

وأوضح أن مصر ترفض أي إجراءات أحادية من جانب إثيوبيا فيما يتعلق بملف سد النهضة، داعياً إلى التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يضمن حقوق جميع الدول المشاطئة في مياه النيل.

العلاقات المصرية الأمريكية

وفي سياق متصل، تحدث وزير الخارجية عن العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة، مؤكداً أن العلاقات بين البلدين تشهد استقراراً وتعاوناً في العديد من المجالات الحيوية.

وأشار إلى أن مصر تُعد شريكاً استراتيجياً للولايات المتحدة في المنطقة، وأن هناك تقديراً متبادلاً بين البلدين على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية.

وأكد عبد العاطي أنه خلال زيارته للولايات المتحدة، أجرى محادثات مع أعضاء الكونغرس الأمريكي، حيث تم مناقشة العديد من القضايا الثنائية والإقليمية.

وأشاد أعضاء الكونغرس بدور الرئيس السيسي في دعم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق بمساهمته الكبيرة في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.

دور مصر الإقليمي والدولي

وشدد الوزير على أن مصر تسعى دائماً للعب دور محوري في تعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة، وأنها تواصل العمل مع الشركاء الدوليين والإقليميين للتوصل إلى حلول سلمية للنزاعات الإقليمية.

وأكد أن مصر ستظل داعمة للشعب الفلسطيني ولن تتخلى عن دورها في دعم حقوقه المشروعة.

كما أشار إلى أن مصر ملتزمة بتعزيز التعاون مع جميع الدول الإفريقية، وخاصة دول حوض النيل، لتحقيق التنمية المستدامة وضمان حقوقها في الموارد المائية المشتركة.

ودعا الوزير إلى ضرورة احترام القانون الدولي والالتزام بمبادئ التعاون العادل بين الدول.

ختام التصريحات

في ختام تصريحاته، أكد الدكتور بدر عبد العاطي أن مصر ستواصل بذل الجهود الحثيثة على المستوى الإقليمي والدولي لحل النزاعات وتخفيف حدة التوترات، مشدداً على أن الحلول السلمية والحوار هي الطريق الأمثل لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأعرب عن أمله في أن يتم التوصل إلى اتفاقيات عادلة وشاملة تلبي تطلعات الشعوب وتحفظ حقوقهم.

زر الذهاب إلى الأعلى