أحمد عاطف آدم يكتب: فرائس وذئاب فيسبوكية (٥)
الاتفاق كان بيننا أن ترسل هي رسالة نصية تؤكد خلالها أن الجو مُهيأ لاستقبال اتصالي، وأقوم أنا بمهاتفتها عندما يكون الوقت مناسبًا عندي.
وحسب الاتفاق بدأت أتأكد من استقلال زوجتي لأول قطار أحلام سعيدة بعد أدائها لصلاة الفجر ثم اتصلت بصديقتي.
كنت في قمة السعادة بأول مكالمة كالمراهق الذي يلهث وراء محبوبته بعد أن أدى “مارك” دوره في توصيلنا بواسطة “فيسبوكه” العجيب، وأكملنا نحن طريقنا بوسيلة اتصالية أخرى، وعبرت لها عن لهفتي ومدي تشوقي وشغفي للحديث الأول بيننا، وإعجابي الشديد بشخصها وأنوثتها ودفء مشاعرها، التي لا تقارن مع زوجتي النائمة بالغرفة المجاورة.
“ن” هي الأخرى بدت سعيدة للغاية، وظهر هذا في نبرة صوتها ومبادرتها بالفضفضة وإلقاء كل همومها في أحضاني.
أخبرتني بأن زوجها يعمل مهندسًا، عرفته وتزوجته على طريقة “الصالونات” بواسطة ابنة خالها.
كانت فترة خطوبتهما قصيرة لم تمنحها الفرصة الكافية للتعرف عليه بشكل أفضل في ظل تعجيل أسرته لإتمام إجراءات الزواج والذي تم سريعًا،
طبيعتها تختلف عنه بعشقها للرومانسية والكلام الحلو، ولعلك تتفق معي يا صديقي فى أن هذه هي طبيعة كل النساء، عكس الرجال أمثالي الذين لا تشغلهم تلك الأمور، وإن شغلتهم يكون من أجل الوصول لمآرب أخرى.
عرفتنى أن زوجها الذي يعمل بشركة كبيرة ويغيب عنها عدة أيام ثم يعود لعش الزوجية بشكل روتيني، يعطيها كل حقوقها بما فيها الترفيه والتنزه، لكنها تقول إنَّه يفتقد للتجول بغزله في أنوثتها، ولو امتلك تلك الميزة مع وسامته لما زحزحه أحد من قلبها.
أما أنا فحدث ولا حرج، بغض عن النظر عن الجمال الغائب عن قسمات وجهي إلا أنني “جواهرجي” متخصص في شغل قلوب النساء.
سألتها سؤالًا أردتُ به معرفة المزيد من التفاصيل عن تركيبتها التي لازلتُ أتعرف عليها وهو: “لماذا لم تطلبي منه تغيير نمط حياته معكِ وصبغها بالرومانسية وأجواء الحب؟”.
فقالت: واجهته بعد مرور عام من زواجنا وإنجابي لطفلي الأول الذي أصبح طالبًا بالمرحلة الثانوية الآن، وكانت إجابته عبارة عن قبلة علي جبيني وجملة واحدة: “يا حبيبتي أي كلام مش هيقدر يعبر عن قيمتك في قلبي ربنا يخليكِ لينا” ثم اشترى لي خاتمًا من ذهب وقدمه لي.
وأضافت بأنه سرعان ما عاد للجلوس أمام جهاز “اللاب توب” الخاص بعمله لإنهاء بعض رسوماته وانشغل عنها.. وأنا على الفور أكدتُ لها بأنه متبلد المشاعر يستحق أن تملَّ منه ونصحتها بأن تعامله بالمثل وتتجاهله.
هنا استوقفتُ صديقي التاجر قائلًا: هل كل من يستخدمون مواقع التواصل شياطين مثلك يا صديقي؟!.
لماذا نصحتها بأن تتجاهل زوجها الذي لم يقصر في حق من حقوقها الزوجية كما ذكرت هي؟!، وأنت شخصيًا اعترفت في حديث سابق بتجاهلك لزوجتك عندما استيقظتْ لتصلي الفجر وعرضتْ عليك إحضار كوبًا من الشاي بالحليب لك، ورفضت تناولها منها دون النظر حتي لوجهها،، أكمل يا صديقي وماذا بعد.
وللحديث بقية