“الأيكونوميست”: جواسيس فلاديمير بوتن يخططون لفوضى عالمية
كتب: أشرف التهامي
قالت صحيفة “الأيكونوميست The Economist” البريطانية، نقلا عن كين ماكالوم، رئيس جهاز الأمن الداخلي والاستخبارات البريطانية: إن “روسيا تنفذ خطة ثورية للتخريب والحرق والاغتيال”.
وأضاف ماكالوم في تصريح ناري ومثير للجدل حول التهديد الذي تمثله روسيا هي وجهاز استخباراتها العسكرية: “لقد شهدنا إحراقاً متعمداً، وتخريباً وما هو أكثر من ذلك، أي تصرفات خطيرة تتم بطيش زائد، إذ إن المديرية الرئيسية لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية تواصل مهمتها الدائمة المتمثلة بإحلال الخراب والفوضى في شوارع بريطانيا وأوروبا”.
الغزو الروسي لأكرانيا
وواصلت الصحيفة فى تقريرها تؤكد أن الغزو الروسي لأوكرانيا ترافق مع تصعيد للعدوان والتخريب والتدخل في بقاع شتى من العالم، وخص “ماكالوم ” بالذكر هنا الزيادة الكبيرة الحاصلة في نسبة التخريب الذي ألحقته روسيا بأوروبا، إذ في شهر سبتمبر الماضي، صرح عن ذلك الفريق البحري نيلز أندرياس ستينسونز رئيس جهاز المخابرات النرويجي، فقال: “لقد تغير مستوى الخطر، فأصبحنا نشهد تخريباً متعمداً يحدث في أوروبا اليوم”.
فيما تحدث عن ذلك بصراحة ووضوح أكبر السير ريتشارد مور، رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني، فقال: “بصراحة، أصبحت أجهزة الاستخبارات الروسية أشد وحشية”.
وفى التالى النص الكامل للتقرير:
أفريقيا.. وأشياء أخرى
أجبرت القوات الرديفة التابعة للكرملين منافسيها الغربيين على الخروج من عدة دول أفريقية، أما القراصنة الروس، فقد حاولوا شل بولندا على الصعيد السياسي والعسكري والاقتصادي بحسب ما أعلنته الأجهزة الأمنية البولندية.
في حين أخذ من يروجون لدعاية الكرملين يضخون معلومات مضللة في مختلف أنحاء العالم، كما وضعت القوات المسلحة الروسية يدها على زناد السلاح النووي، ولطالما كانت السياسة الخارجية الروسية غارقة في الفوضى، ولكنها على ما يبدو أصبحت تهدف إلى تحقيق أشياء أخرى، “بحسب مالكوم”.
في صيف 2024
ولنبدأ بالصيف الذي بدأ فيه التخريب المتعمد، إذ في أبريل من هذا العام، اعتقلت ألمانيا روسيين حاصلين على الجنسية الألمانية بتهمة التخطيط لتنفيذ هجمات على مقار للجيش الأميركي وغيرها من الأهداف وذلك لصالح جهاز المخابرات الروسي.
وفي الشهر نفسه، ألقت بولندا القبض على رجل كان يخطط لنقل معلومات حول مطار رزيسزو لجهاز المخابرات الروسي، بما أن هذا المطار يعتبر مركزاً لشحنات الأسلحة التي تصل إلى أوكرانيا.
كما دانت بريطانيا عدة رجال بسبب هجوم قاموا من خلاله بإحراق متعمد لشركة توفر خدمات لوجستية تعود ملكيتها لشخصيات أوكرانية بما أن هذه الشركة موجودة في لندن، ووجهت لهؤلاء الرجال تهمة مساعدة مجموعة فاغنر للمرتزقة التي أصبحت تخضع اليوم لسيطرة جهاز المخابرات الروسي.
وفي شهر يونيو الماضي، ألقت فرنسا القبض على مواطن أوكراني يحمل الجنسية الروسية إثر إصابته عند محاولته تصنيع قنبلة في غرفته بالفندق الذي يقيم به في باريس.
وفي شهر يوليو، تبين بأن روسيا خططت لقتل آرمين بابيرغر وهو مدير أكبر شركة أسلحة بألمانيا.
وفي التاسع مع سبتمبر الماضي، أغلقت حركة الملاحة الجوية في مطار آرلندا بمدينة ستوكهولم لمدة زادت عن ساعتين بعد أن شوهدت مسيّرتان وهما تحلقان فوق مدرج المطار، وعن ذلك يقول ناطق رسمي باسم جهاز الشرطة: “نعتقد بأن هذا التصرف متعمد”، في حين حذر مسؤولون أميركيون من السفن الروسية لأنها تجري استطلاعات حول الكابلات الموجودة تحت الماء.
الإثارة والتحريض
وحتى في المواضع التي لم تلجأ فيها روسيا للعنف، رأيناها وهي تسعى لتكون أداة لإثارة المشكلات بطرق أخرى، فلقد ألقت دول البلطيق القبض على عدد من الأشخاص بتهمة التحريض الذي ترعاه روسيا.
وذكر مسؤولون في الاستخبارات الفرنسية بأن روسيا مسؤولة عن التوابيت التي لفت بالعلم الفرنسي وكتب عليها “جنود فرنسيون في أوكرانيا” والتي دفنت عند برج إيفل بباريس خلال شهر يونيو الماضي، بيد أن الهدف من معظم تلك الأعمال هو تأجيج المعارضة ضد تقديم المساعدات لأوكرانيا، في حين كان الهدف من العمليات الأخرى وبكل بساطة هو تعميق الخلافات على اختلاف أنواعها في المجتمع، حتى لو لم تكن لتلك الخلافات أي صلة تربطها بالحرب.
ولذلك تقول فرنسا بأن روسيا هي من خطط لرسم 250 نجمة داوود على جدران باريس في شهر نوفمبرالماضي، وذلك سعياً منها لتأجيج حالة معاداة السامية، والتي تصاعدت نبرتها منذ بدء النزاع بين حماس وإسرائيل.
العمليات السيبرانية الروسية
غير أن معظم أنشطة روسيا تمت في العالم الافتراضي، إذ في شهر أبريل، تلاعب قراصنة تابعون لجهاز المخابرات الروسي بأجهزة تحكم في محطات مياه موجودة في أميركا وبولندا.
وفي شهر سبتمبر الماضي، نشرت أميركا وبريطانيا وأوكرانيا وغيرها من الدول تفاصيل عمليات هجوم سيبراني شنتها الوحدة 29155 التابعة للمخابرات الروسية، وقد اشتهرت تلك الوحدة بعد الاغتيالات التي نفذتها في أوروبا، وكان من بينها المحاولة الفاشلة لتسميم سيرغي سكريبال وهو ضابط سابق لدى المخابرات الروسية.
ولم يكن الهدف من العمليات السيبرانية التي نفذها وما يزال ينفذها جهاز المخابرات الروسي منذ عام 2020 على أقل تقدير هو التجسس فحسب، بل أيضاً كان هدفها التشهير وتشويه السمعة عبر سرقة المعلومات وتسريبها، إلى جانب التخريب الممنهج والمتعمد عبر تدمير البيانات وذلك بحسب ما أعلنته أميركا وحلفاؤها.
خارج إطار أوروبا
أما خارج إطار أوروبا، فقد ظهر ضباط المخابرات الروس إلى جانب الحوثيين في اليمن الذين أخذوا يهاجمون السفن في البحر الأحمر، بحجة إبداء تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، ولذلك، وبما أن روسيا غضبت بسبب تزويد أميركا لأوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، كادت روسيا أن تمد الحوثيين بالأسلحة في شهر يوليو الماضي بحسب ما ذكره مسؤولون أميركيون عبر أثير قناة سي إن إن، إلا أن روسيا عدلت عن الفكرة في اللحظة الأخيرة بعد معارضة شديدة من المملكة العربية السعودية.
ولكن استعداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاستبعاد الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية وفرض عزلة عليه بعد أن تحول هذا الرجل إلى الحاكم الفعلي للمملكة وبقي بوتين يحاول التقرب منه لسنوات، ما هو إلا مؤشر عن التهام الحروب التي تشنها روسيا لسياستها الخارجية الأوسع.
تعلق على ذلك فيونا هيل التي عملت في السابق لدى مجلس الأمن القومي الأميركي، فتقول: “يحاول بوتين ضربنا في كل مكان” وتقارن هذه الإستراتيجية بأحداث فيلم حائز على جائزة أوسكار وهو فيلم: (Everything Everywhere All at Once) أي في كل شيء وفي كل مكان ودفعة واحدة.
إذ في أفريقيا مثلاً، استعانت روسيا بالمرتزقة لتستبعد النفوذ الفرنسي والروسي عقب الانقلابات التي وقعت في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، فقد وصل نحو مئة مستشار من فيلق أفريقيا الذي خلف مجموعة فاغنر إلى النيجر في شهر أبريل الفائت، وهذا ما أرغم أميركا على إغلاق آخر قاعدة مهمة لها في تلك البلاد.
التدخل الروسي في أميركا
يتخذ التدخل الروسي في أميركا شكلاً مختلفاً، إذ في شهر مايو الماضي، وصفت آرفيل هاينز وهي مديرة جهاز الاستخبارات القومي في أميركا روسيا بأنها: “أنشط تهديد خارجي للانتخابات في بلدنا” وهذا التهديد يأتي قبل التهديد الصيني أو الإيراني. إذ هنا لا يقتصر الأمر على محاولة رسم شكل السياسة الأميركية في أوكرانيا، ولهذا تقول هاينز: “على الأرجح تعتبر موسكو تلك العملية وسيلة لتمزيق الولايات المتحدة بوصفها أهم خصم لها، وهذا ما يمكن روسيا من تقديم نفسها على أنها قوة عظمى”.
وفي شهر يوليو الماضي، أعلنت أجهزة المخابرات الأميركية بأنها اكتشفت بأن “روسيا أصبحت تستهدف فئات سكانية محددة من الناخبين، فتروج لسرديات تثير حالة الانقسام، وتسيء لسمعة سياسيين بعينهم”.
بيد أن تلك المساعي ما تزال بسيطة وغير مؤثرة، لكنها منتشرة على نطاق واسع ومكثفة وتشتمل على وسائل مبتكرة في بعض الأحيان، ففي شهر سبتمبر، اتهمت وزارة العدل الأميركية موظفين اثنين لدى قناة روسيا اليوم التابعة للكرملين يقومان بنشر منتظم لأفكار القيادة الروسية ونظريات المؤامرة الغريبة، بدفع مبلغ قدره عشرة ملايين دولار لشركة إعلامية مجهولة موجودة في ولاية تينيسي الأميركي، وهذه الشركة التي يعتقد بأنها شركة “تينيت ميديا “، نشرت قرابة ألفي فيديو عبر تيك توك وإنستغرام ومنصة إكس ويوتيوب، غير أن المعلقين الذين دفعت لهم الشركة أنكروا ضلوعهم بأي إساءة أو ظلم، وزعموا بأنهم ضحية لهذا المخطط.
كما ضبطت وزارة العدل الأميركية 32 نطاقاً يتحكم به الكرملين عبر الإنترنت وقد جرى تصميم تلك النطاقات لتحاكي المواقع الإخبارية المرخصة قانونياً.
في مجال التقانة والتكنولوجيا
أما ناشروا الدعاية الروسية فلهم باع كبير في مجال التقانة والتكنولوجيا، إذ تقوم شبكة CopyCop للمواقع الموجودة على الإنترنت باختيار المقالات الإخبارية لتستعين بعد ذلك بتشات جي بي تي لإعادة صياغة تلك المقالات، وهكذا جرى تعديل أكثر من 90 مقالة كتبت بالفرنسية بواسطة التعليمة: “يرجى إعادة كتابة هذه المقالة مع تبني موقف مثير للجدل ومناهض لسياسات إدارة ماكرون الليبرالية وذلك لصالح المواطنين الفرنسيين من الطبقة العاملة”.
وفي مقالة أخرى أعيدت صياغتها، عثر على دليل لوجود تعليمات من هذا القبيل جاء فيها: “هذه المقالة.. تسلط الضوء على النبرة التهكمية تجاه الحكومة الأميركية وحلف شمال الأطلسي والسياسيين الأميركيين”.
ثم إن حملات التضليل الإعلامي الروسية ليست بجديدة، وفقاً لاعترافات سيرغي رادتشينكو، وهو مؤرخ متخصص بالسياسة الخارجية الروسية، إذ استشهد هذا الرجل بحوادث مثل مذكرة ” تاكانا ” وهي عبارة عن وثيقة مزورة ظهرت أيام الاتحاد السوفييتي وتم الاعتماد عليها بغرض تشويه سمعة اليابان في عام 1927.
الحروب بالوكالة والاغتيالات
وينطبق التوصيف نفسه على الحروب بالوكالة والاغتيالات، فقد دخلت القوات السوفييتية في الحرب التي دارت باليمن بعد أن تنكرت بزي الجيش المصري، وذلك في مطلع ستينيات القرن الماضي حسبما ذكر ذلك المؤرخ.
أما من تعاقبوا على لجنة أمن الدولة الروسية فقد اغتالوا شخصيات كثيرة خارج روسيا، ابتداء من ليون تروتسكي وصولاً إلى الجاسوس السابق ألكساندر ليتفينينكو.
روسيا و حالة “تفضيل تروتسكي على لينين”
بيد أن الجديد في كل ذلك برأي المؤرخ رادتشينكو هو: “أنه في الوقت الذي كانت العمليات الخاصة تدعم السياسة الخارجية في السابق، أصبحت العمليات الخاصة اليوم تمثل السياسة الخارجية”، إذ قبل عشر سنوات تعاون الكرملين مع أميركا وأوروبا ضد إيران وضد البرنامج النووي لكوريا الشمالية، بيد أن هذا التعاون أصبح ضرباً من الأوهام اليوم، ولهذا يقول رادتشينكو: “يبدو وكأن الروس لم تعد لديهم أي مصلحة بالاحتفاظ بأي شيء ضمن النظام العالمي الذي ظهر بعد الحرب”، ولذلك أضحت هذه الحقبة تذكره بسياسة العدمية على المستوى الخارجي التي تبناها ماو خلال فترة الثورة الثقافية التي شهدتها الصين أكثر مما تذكره بحالة التفكير الذي تبناه الاتحاد السوفييتي خلال الحرب الباردة التي تخللتها فترات من البراغماتية والحذر، وتلخص هيل الوضع بقولها: “إنها حالة تفضيل تروتسكي على لينين”.
تبنى بوتين هذه الأفكار، إذ قال في أواخر عام 2022: “أضحينا في أخطر عقد وأكثر عقد لا يمكن تنبؤ ما الذي سيحصل خلاله، وفي الوقت ذاته، أراه أهم عقد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وتحضرني هنا مقولة كلاسيكية ترى في ذلك حالة ثورية” واستشهد هنا بما قاله فلاديمير لينين عام 1913، وهذا الاعتقاد الذي يرى بأن النظام العالمي الذي ظهر بعد الحرب فاسد وبحاجة لإعادة صياغة حتى ولو بالقوة إن اضطر الأمر، يجعل روسيا تشترك مع الصين بقضية واحدة أيضاً، إذ قال الرئيس الصيني شي جين بينغ لبوتين في موسكو خلال العام الماضي: “نشهد اليوم تغيرات لم نشهد لها نظيراً طوال السنوات المئة الماضية، وإننا نحن من يقود هذه التغيرات سوية”.
“إضعاف خصوم روسيا”
وفي تطمين بارد، ورد في استراتيجية السياسة الخارجية الروسية التي نشرت في عام 2023، بأنها “لا تعتبر نفسها عدوة للغرب.. وليست لديها نوايا سيئة”، ولكن في ملحق سري حصلت عليه صحيفة واشنطن بوست من خلال وكالة استخبارات أوروبية يتبين لنا عكس ذلك، إذ تقترح الاستراتيجية تبني نهج احتواء شامل إزاء “تحالف من الدول غير الصديقة” التي تقودها أميركا، ويشتمل هذا النهج على “حملة إعلامية هجومية” إلى جانب عمليات أخرى تتم ضمن المجالات: “العسكرية-السياسية، التجارية-الاقتصادية، والإعلامية-النفسية”، والهدف النهائي منها حسبما ورد في الوثيقة هو: “إضعاف خصوم روسيا”.
وهذا لا يعني أنه لا يمكن لأحد أن يقف في وجه روسيا، لأنها مجرد شريك صغير بالنسبة للصين، كما أن النفوذ الروسي قد انحسر في بعض الدول مثل سوريا، إذ لم تعد تدعم وكلاءها على الدوام، فقد قتل العشرات من مقاتلي فاغنر في كمين نصبه ثوار في بمالي بمساعدة من أوكرانيا في شهر يوليو الماضي.
هل يمكن تعطيل عمليات التخريب الروسية المتعمدة؟
وبرأي السير ريتشارد يمكن تعطيل عمليات التخريب الروسية المتعمدة وذلك من خلال: “عمليات أمنية واستخبارية قديمة الطراز والأسلوب” تعمل على التعرف على هوية ضباط المخابرات والعناصر الإجرامية التي تقف خلف تلك العمليات.
بما أن اعتماد روسيا على المجرمين في تنفيذ تلك العمليات قد زاد، ويعود أحد أسباب ذلك إلى حالة الطرد الجماعي التي لحقت بالجواسيس الروس من أوروبا، وفي ذلك دليل على أن روسيا باتت في حالة يرثى لها، وهذا ما دفع ماكالوم للقول: “إن اعتماد روسيا على الوكلاء يضعف عنصر الاحترافية في عملياتها، وفي ظل غياب حالة الحصانة الدبلوماسية، لابد لذلك أن يزيد من الخيارات التخريبيبة لدينا”.
الغرض من التدخل الروسي
إن الغرض من التدخل الروسي هو الضغط على حلف شمال الأطلسي من دون قيام حرب، ولهذا تقول هيل: “لدينا خطوط حمر نحن أيضاً، وبوتين يحاول أن يتحسسها” ولكن إن كانت الروح الثورية هي ما يوجهه نحو تلك الوجهة وتحدوه قناعة ترى بأن الغرب ما هو إلا صرح قائم على الفساد، فهذا يشير إلى احتمال تجاوز مزيد من الخطوط خلال الأشهر والسنوات المقبلة.
…………………………………………………………………………………………………………..
الرابط الأصلى للتقرير:
https://www.economist.com/international/2024/10/13/vladimir-putins-spies-are-plotting-global-chaos