دكتور هاني الجمل يكتب: اليوم الثاني للضربة الإسرائيلية لإيران

بيان
في الوقت الذي ينتظر فيه العالم شكل وماهية الضرة العسكرية الإسرائيلية لإيران، ومدى تأثيرها على نظام الملالي في طهران، يحاول البعض قراءة مشهد اليوم التالي لتلك الضربة اقليمياً ودولياً.
القراءة الصحيحة لهذا المشهد تتوقف إلى حد كبير على مدى قوة تلك الضربة، والمواقع الإيرانية التي ستتلقاها، ومدى تأثر طهران بها داخلياً وخارجياً. وإذا كان نتنياهو قد نجح في اقناع الإدارة الأمريكية بضرورة توجيه تلك الضربة، بل واشراكها في تنفيذها، مستغلاً في ذلك ضعفها مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، فإن إيران تبدو مستعدة لتقبل تلك الضربة بشرط ابتعادها عن مشروعها النووي وآبار النفط. ولكن إيران وعبر زيارات وزير خارجيتها عباس عراقجى، للعواصم الخليجية ولبنان ومصر، وجّهت رسائل تحذيرية واضحة للمسؤولين بتلك الدول، من أن كل الأهداف الأمريكية في منطقة الخليج ستكون مباحة للصواريخ الإيرانية، إذا فتحت تلك الدول اجواءها للطيران الإسرائيلي أو الأمريكي، كي ينفذ ضرباته ضد المواقع البترولية الإيرانية.
ومع انتظار العالم لشكل الضربة الإسرائيلية لإيران ،تواصل القوات الإسرائيلية عربتدها في غزة ولبنان وسوريا واليمن يوميًا، في الوقت الذي تحشد فيه أمريكا والكثير من الدول الغربية قواتها الضاربة وأساطيلها وحاملات طائراتها بالشرق الأوسط، لتكون على أهبة الاستعداد لنجدة تل أبيب، وتزويدها بما تحتاجه من عتاد وسلاح ومعلومات استخباراتية.
وبغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع سلوك نظام الملالي الإيراني في المنطقة، ودفعه لأذرعه كي تنفذ سياسته وتخليه عنها إذا لزم الأمر، فإن ما تقوم به إسرائيل في المنطقة العربية في ظل صمت دولي وضعف عربي أمر يدعو للدهشة.
فإذا كان الجميع متفق على أن تكلفة الحرب – إن وقعت – ستكون باهظة جداً، وستلقي بظلالها على المواطن الأمريكي والأوربي قبل العربي أو الصيني، فلماذا هذا الصمت الرهيب إزاء الغطرسة الإسرائيلية التي فاقت كل تصور؟ فهل أصبحت إيران تشكل – كما قالت “كامالا هاريس” المرشحة الديمقراطية في انتخابات الرئاسة الأمريكية ، الخطر الأول على بلادها وليس الصين، الأمر الذي يعني حدوث تحول جذري في التوجه الإستراتيجي والسياسي لمؤسسات صناعة القرار الأمريكي.
ولا شك أن اليوم التالي للضربة العسكرية الإسرائيلية سيكون الأصعب، ليس بسبب الخسائر المتوقعة، ولكن بكيفية وقفها وحصار ما ستخلّفه من فواجع وكوارث عسكرية واقتصادية وسياسية وبشرية، وما سيترتب عليها من رواسب، وكلها أمور تغض واشنطن وتل أبيب الطرف عنها.
القراءة المتأنية للرؤية الامريكية للضربة الإسرائيلية المتوقعة ضد إيران ، تؤكد أن واشنطن باتت مقتنعة، بأن الأجواء في منطقة الشرق الأوسط أصبحت مهيأة، لتوجيه ضربة قوية مشتركة ضد طهران تجعلها غير قادرة مستقبلًا على معاداة الطرفين، وتحجيم نفوذها في لبنان وسوريا القريبين من الحدود مع إسرائيل، إلى جانب عرقلة برنامجها النووي ، حتى لا تصبح طهران قوة نووية أخرى بالمنطقة، لتظل إسرائيل الوحيدة التي تمتلك هذا السلاح.
خلاصة القول.. الضربة الإسرائيلية المرتقبة لإيران لن تضر طهران فقط، بل سيمتد رذاذها إلى كل دول المنطقة، وسيدفع العالم الغربي ثمن صمته المريب على جرائم نتنياهو المدعومة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ، من جانب بايدن وادارته صاحبة الأيادي المرتعشة.

اقرأ أيضا للكاتب:

زر الذهاب إلى الأعلى