سلاح الجو التركي يقصف شمال وشرق سوريا.. على امتداد شريط 500 كيلو متر

سوريا من: أشرف التهامي

الطيران التركي نفذ العديد من الضربات الجوية في ريف الحسكة أمس، فاستهدفت أحد الحواجز العسكرية في بلدة معبدة، وقرية كر قحفك التابعة لها، وحاجزاً آخر في المالكية، وحاجز في مدينة عامودا، كما طال القصف مصفاة للمحروقات في محيط حقل عودة جنوب شرقي بلدة القحطانية، وقصف الطيران المسيّر التركي مواقع في مدينة القامشلي كان من بينها شركة التطوير الزراعي، وقصفت معملاً لصناعة أكياس البلاستيك في منطقة كوجرات بريف المالكية شمال الحسكة، وعاود فصفه عبر الطيران المسير، لمناطق شمال وشرق سوريا، وامتد على شريط 500 كيلو متر، مستهدفاً 25 منشأة حيوية من محطات غاز وكهرباء ونفط ومراكز صحية وأفران وصوامع حبوب.

منطقة الشهباء

وفي منطقة الشهباء بريف حلب الشمالي، قصفت القوات التركية والفصائل الموالية لها بالقذائف المدفعية، قرية تل سوسن ومحيط مخيم سردم، مما أسفر عن إصابة أحد المدنيين.

مدينة عين العرب (كوباني)

وفي مدينة عين العرب (كوباني) استشهد عاملان وأصيب 5 آخرون بجراح متفاوتة نقلوا على إثرها إلى المشفى لتلقي العلاج، جراء استهداف الطيران المسيّر التركي لصوامع الحبوب في قرية روفي بريف المدينة،
كما طالت الضربات صالة أفراح و 5 حواجز عسكرية وهي:
حاجز طريق حلب.
حاجز مناز.
حاجز جرابلس.
حاجز حلنج.
حاجز مزركان.
كما طال القصف، الرحبة العسكرية، وجبل مشتنور، وجبل بركل، وفرن آلي، ومطحنة صوامع في قرية روفي، ومنزل للضيافة تابع لـ”الإدارة الذاتية” النفصالية قرب مشفى الأمل.
وبذلك يرتفع عدد الضربات الجوية التي نفذها سلاح الجو التركي منذ مساء 23 أكتوبر، إلى 68 ضربة نفذها سلاح الجو التركي على شمال وشرق سورية، وهي:
64 غارة من المسيرات.
4 غارات من الطائرات الحربية
كما طالت الضربات 26 منشأة ومركز حيوي في شمال شرقي سوريا، بالإضافة لعدد من المواقع والحواجز العسكرية، وتركز القوات التركية في هجماتها على البنية التحتية، مستهدفة:
محطات مياه .
محطات غاز .
محطات كهرباء .
أفران .
صوامع .
مستوصفات.
وشمل القصف أرياف الحسكة وحلب، وأمس، قصفت مدفعية القوات التركية قرية البرهوين في ريف منبج، مما أدى إلى تدمير منزل فوق رؤوس ساكنيه، واستشهاد طفلة 11 عاما وإصابة أشقائها الثلاثة، تم نقلهم إلى إحدى المشافي لتلقي العلاج.
كما واستشهد 5 مدنيين، في مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي إثر قصف تركي مدفعي استهدف منازل المدنيين في وقت سابق.
وكحصيلة كاملة لعدد الشهداء والجرحى في كامل المناطق جراء التصعيد التركي، فقد استشهد 17 مدنياً بينهم طفلة، وأصيب 53 بجراح.
وبذلك، يرتفع إلى 168 تعداد الاستهدافات الجوية التي نفذتها طائرات مسيرة تابعة لسلاح الجو التركي على مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” الانفصالية لشمال وشمال شرق سوريا، منذ مطلع العام 2024، تسببت بمقتل 45 شخص، بالإضافة لإصابة أكثر من 37 من العسكريين 83 من المدنيين بينهم 3 سيدات و3 أطفال، والقتلى هم:
– 27 من القوات العسكرية العاملة ضمن مناطق الإدارة الذاتية الانفصالية.
– 3 من قوات الجيش العربي السوري.
– 13 مدنيين بينهم سيدة، وإعلامي مع “الإدارة الذاتية” الانفصالية.
وتوزعت الاستهدافات على النحو الآتي:
–125 استهداف على الحسكة، أسفر عن مقتل 3 من قوات الجيش العربي السوري، و20 من العسكريين و4 مدنيين بينهم سيدة.
– 4 استهدافات على الرقة، أسفرت عن مقتل 3 من العسكريين.
– 43 استهداف على ريف حلب، أسفر عن مقتل 4 من العسكريين و2 مدنيين.

بعد هجوم أنقرة

منذ أول أمس الأربعاء، صعّدت تركيا من هجماتها الجوية مستهدفة مواقع “قسد” الانفصالية شمال شرقي سوريا، عقب ساعات من هجوم وصفته أنقرة بـ”الإرهابي” استهدف شركة خاصة بالصناعات العسكرية بالعاصمة التركية أنقرة.
وقالت وزارة الدفاع التركية إن قواتها دمرت 32 موقعًا لـ”إرهابيين” الانفصاليين في عملية جوية على شمالي العراق وسوريا.
وأضافت أن الهجوم جاء “تماشيًا مع حق الدفاع عن النفس، وفق المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة”.
وقال وزير الدفاع التركي يشار جولر، عقب الهجوم، إن “العمال الكردستاني” الانفصالي هو المسؤول عن هجوم أنقرة.
وأضاف وفق ما نقلته وسائل إعلام تركية، “إننا نعطي حزب العمال الكردستاني الانفصالي العقوبة التي يستحقونها في كل مرة، لكنهم لا يصبحون أكثر ذكاء أبدًا”.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى اللحظة.
وسبق أن شنت تركيا حملات قصف جوي مشابهة، بعد هجمات اتهم بها “العمال الكردستاني”الانفصالي، أحدها وقع في شارع الاستقلال بمدينة اسطنبول التركية، والآخر استهدف تجمعًا لمقار حكومية في العاصمة أنقرة.
وتعد تركيا “قوات سوريا الديمقراطية” الانفصالية امتدادًا لـ”العمال الكردستاني” الانفصالي بسبب هيمنة “وحدات حماية الشعب”الارهابية ، على القرار العسكري فيها، وهي الجناح العسكري من “حزب الاتحاد الديمقراطي” المقرب من “العمال”الانفصاليين.

بعد أطروحات للحوار

كانت “الإدارة الذاتية” الانفصالية في شمال شرقي سوريا، وجناحها العسكري “قسد”الانفصالية ، أبدت استعدادًا للحوار مع جميع الأطراف، يشمل ذلك تركيا.
لم يكن إبداء الاستعداد للحوار تغيرًا جذريًا، إذ لطالما قالت “الإدارة الذاتية”الانفصالية إنها مستعدة للحوار، وتهدف للوصول إلى حل يرضي الأطراف، لكن هذه التعليقات كانت مشروطة دائمًا.
وفي أحدث تذكير لأطروحات الحوار، قال قائد “قسد الإرهابي ” مظلوم عبدي، عبر حسابه في “إكس” إن تركيا تقصف مناطق سيطرة قواته “بشكل عشوائي دون مبرر”، مستهدفة المراكز الخدمية والصحية والمدنيين.
وأضاف أن ما يحدث هو “جريمة حرب حقيقية”، مشيرًا إلى أن “قسد” أبدت مرارًا جاهزيتها للحوار، لكنها تؤكد أن قواتها مستعدة للدفاع عن شعبها وأرضها.
ومن جانب تركيا، مرّت سياسة أنقرة بانعطافات عديدة في سوريا، من دعم “التحول الديمقراطي” الكاذب إلى استراتيجية أمنية- عسكرية تركز على حماية حدودها ومحاربة “الإرهاب” من خلال التدخل العسكري المباشر ودعم “الجيش الوطني السوري” الارهابي ضد “قسد”، الانفصالية ووصولًا للتقارب مع الدولة السورية .
وتعي “الإدارة الذاتية”الانفصالية ، وفق تقدير موقف نشره مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية” المعارض للدولة السورية ، أنها لم تعد تملك رفاهية المناورة بين الأطراف الإقليمية والدولية، فهي تدرك أن تغير السياسة التركية للتحالف مع الدولة السورية ضدها، هو تغيير استراتيجي وليس تكتيكي.
وسيقلل أي تحالف ضدها من خياراتها المتاحة ويضعها في مواجهة “تحديات صعبة”، لا سيما أنه سيقطع الطريق أمام أي اتفاق مستقبلي بينها وبين الدولة السورية ، ما دفعها لطلب الحوار بحثًا عن مناورة جديدة.

طالع المزيد:

زر الذهاب إلى الأعلى