الموجة الثانية من ضربات إسرائيل ضد إيران استهدفت “مكونًا حاسمًا” في إنتاج الصواريخ بعيدة المدى
كتب: أشرف التهامي
قالت صحيفة نيويورك تايمز: إن الموجة الثانية من الضربات الإسرائيلية ضد إيران استهدفت “مكونًا حاسمًا” في إنتاج الصواريخ بعيدة المدى في طهران؛ وكانت الموجة الأولى قد ضربت مواقع في سوريا والعراق، مع العثور على حطام صاروخي لاحقًا بالقرب من بغداد.
واضافت الصحيفة فى تقرير لها نشرته اليوم السبت أنه في الموجة الثانية من الغارات الجوية الإسرائيلية على إيران خلال الليل، استهدفت إسرائيل “مكونا حاسما” في عملية إنتاج الصواريخ بعيدة المدى في طهران، حسبما ذكرت “نيويورك تايمز” نقلا عن مصدر إسرائيلي.
وفي حين لم يكشف المصدر عن طبيعة المكون المستهدف أو يؤكد تدميره، إلا أنه أكد على أنه هدف ذو أولوية فريدة.
الموجة الأولى
وأشار التقرير، الذي يؤكد روايات من وسائل إعلام عربية، إلى أن الضربات الإسرائيلية الأولية ركزت على أنظمة الدفاع الجوي ومنشآت الرادار في سوريا والعراق لتقليل مخاطر الاعتراض.
ظهرت لقطات بعد ساعات من الضربة، تظهر حطام صاروخ بالقرب من سامراء، شمال بغداد، على الرغم من أنه لا يزال من غير المؤكد ما إذا كان مرتبطًا بإسرائيل، تم توثيق بقايا مماثلة في أعقاب ضربة في أبريل في العراق.
الموجتان الثانية و الثالثة
وبحسب ما ورد، شملت العمليات العسكرية الإسرائيلية عشرات الطائرات المقاتلة والطائرات المسيرة، واستهدفت 20 موقعًا، بما في ذلك المجمعات العسكرية وأنظمة الدفاع الجوي ومرافق إنتاج الصواريخ ومنصات إطلاق الصواريخ أرض-أرض في طهران، بالإضافة إلى محافظتي خوزستان وإيلام الإيرانيتين في الغرب.
وأفادت مصادر إيرانية لصحيفة التايمز أن بطارية دفاع جوي من طراز إس-300 متمركزة في مطار الإمام الخميني الدولي، الذي يحمي أجزاء من طهران، تعرضت للقصف أيضًا. وأشاروا إلى أن ما لا يقل عن ثلاث قواعد صواريخ تابعة للحرس الثوري الإسلامي تضررت.
واعترفت طهران منذ ذلك الحين بمقتل جنديين إيرانيين في الضربات، مع تقارير تزعم أن جنديين آخرين لقيا مصرعهما متأثرين بجراحهما بعد ساعات.
كما صرح المسؤولون الإيرانيون أن إسرائيل نجحت في ضرب قاعدة بارشين العسكرية، وهو موقع بالقرب من طهران مرتبط بتقنيات الصواريخ والطائرات المسيرة الانتحارية بالإضافة إلى تطوير التكنولوجيا النووية، وبحسب ما ورد ضربت طائرة مسيرة المنشأة بينما تم اعتراض طائرات أخرى.
على مدى أكثر من ثلاث ساعات، نفذ سلاح الجو الإسرائيلي غارات في ثلاث موجات منفصلة، استهدفت مواقع عسكرية وأنظمة دفاع جوي ومنشآت إنتاج وإطلاق الصواريخ في جميع أنحاء طهران وغرب إيران.
وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، أرسلت إسرائيل تحذيرات مسبقة إلى إيران من خلال وسطاء عرب وأوروبيين ، وحددت الرسالة الأهداف المخطط لها لإسرائيل وحذرت من أن أي رد إيراني من شأنه أن يدفع إسرائيل إلى ردود فعل أكثر قوة.
وفي أعقاب الضربة، أشارت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية إلى أنه سيكون هناك “رد متناسب” على الإجراءات الإسرائيلية.
إيران قد ترد
وقال مسؤولون إسرائيليون إن إيران قد ترد. وفي بيان، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن “ضربات سلاح الجو الموجهة استخباراتيا استهدفت مواقع إنتاج الصواريخ التي تستخدمها إيران لإطلاق المقذوفات على إسرائيل في العام الماضي. بالإضافة إلى ذلك، ضربنا مجموعات صواريخ أرض-جو إيرانية وقدرات دفاع جوي أخرى تهدف إلى تقييد حرية إسرائيل التشغيلية في إيران. يتمتع جيش الاحتلال الإسرائيلي بقدرات تشغيلية كبيرة، وقد تم استخدام العديد منها اليوم في ضرب مواقع استراتيجية في عمق إيران. تحتفظ إسرائيل بالحق والمسؤولية عن حماية مواطنيها إذا استمر النظام الإيراني في هجماته”.
وأضاف جيش الاحتلال الإسرائيلي أن نطاق الضرر سوف يصبح أكثر وضوحا في الأيام المقبلة لكنه أشار إلى أن سلاح الجو يتمتع الآن “بحرية تشغيلية أكبر”. ومع تصاعد الاستعدادات للدفاع والهجوم، يظل تركيز إسرائيل منصبا على الصراعات في لبنان وغزة، مع البقاء في حالة يقظة ضد محاولات إيران التحريض على التصعيد الإقليمي.
هذا وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي: “لقد أثبتت قدراتنا على ضرب أي مكان في الشرق الأوسط”.
وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية تقلل من شأن الهجوم الإسرائيلي
عبر تقارير إخبارية تفيد بأن الوضع في البلاد طبيعي. تحاول وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية التقليل من شأن الهجوم الإسرائيلي على البلاد.
إذ عرضت شبكة أخبار جمهورية إيران الإسلامية، في صباح اليوم التالي للهجمات الإسرائيلية، أجزاء مختلفة من العاصمة طهران، المدينة التي أكدت إيران أنها واحدة من المحافظات الثلاث التي اُستهدفت الليلة الماضية.
وأظهرت التقارير الإخبارية الأطفال وهم ذاهبون إلى المدرسة، بالإضافة إلى تصوير أشخاص يمارسون الرياضة في الحدائق في الصباح الباكر، وأسواق الفاكهة والخضروات المفتوحة كالمعتاد.
كما ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الوطنية الإيرانية، في الصباح أن المسؤولين دعوا الناس إلى “الحفاظ على الهدوء وعدم الالتفات للشائعات”
كما قللوا عبر مختلف وسائل الإعلام الإيرانية من أهمية الهجوم الذي وصفوه بأنه “غير ناجح”.