غارة إسرائيلية تستهدف “قاعدة عسكرية سرية” إيرانية.. ربما تستخدم لإجراء تجارب نووية

كتب: أشرف التهامي

هاجمت القوات الإسرائيلية أهدافا عسكرية استراتيجية في مختلف أنحاء إيران، بما في ذلك قاعدة بارشين السرية بالقرب من طهران، والمعروفة بتطوير الصواريخ والتكنولوجيا النووية؛ وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد حددت موقع بارشين في السابق لأبحاث الأسلحة النووية المحتملة.
وبعيدا عن اعتراف إيران بمقتل جنديين، أحدهما ضابط برتبة رائد، أبلغت مصادر إيرانية صحيفة نيويورك تايمز بعد ظهر يوم السبت أن إسرائيل ضربت بنجاح القاعدة العسكرية السرية في بارشين على مشارف طهران.

قاعدة بارشين، “المنشأة الأمنية”

وقالت المصادر أن “طائرة مسيرة واحدة أصابت، بينما تم إسقاط طائرات أخرى”. وتشتهر هذه القاعدة، التي يشار إليها أيضا باسم “منشأة أمنية” في تقارير مختلفة، بتطوير تقنيات الصواريخ والطائرات المسيرة الانتحارية، إلى جانب التقنيات النووية.

موقع قاعدة بارشين
موقع قاعدة بارشين

وشاركت في الضربة الإسرائيلية عشرات الطائرات المقاتلة والطائرات، وقيل إنها ركزت على 20 هدفًا مختلفًا. ووفقًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي، استهدفت العملية :
مجمعات عسكرية .
أنظمة دفاع جوي .
منشآت إنتاج صواريخ .
منصات إطلاق صواريخ أرض-أرض في محافظة طهران، وكذلك في محافظتي خوزستان وإيلام في غرب إيران.
وقالت مصادر إيرانية لصحيفة نيويورك تايمز إن إسرائيل هاجمت بطارية دفاع جوي من طراز إس-300 متمركزة في مطار الإمام الخميني الدولي، والتي توفر الحماية لأجزاء من العاصمة الإيرانية. وأضافوا أن ثلاث قواعد صاروخية على الأقل تابعة للحرس الثوري تضررت في هذه الجولة من الضربات الإسرائيلية.
كانت منطقة بارشين، التي تقع على بعد حوالي 18 ميلاً شرق طهران، بمثابة نقطة محورية للأنشطة العسكرية الإيرانية. ويؤكد المحللون والمراقبون أن إيران أجرت في السابق تجارب في هذه المنطقة بهدف تمكين إنتاج الأسلحة النووية – الجهاز المتفجر النووي.
وفي حين لا توجد معلومات مؤكدة تشير إلى أن إيران جددت جهودها لتطوير رأس حربي نووي، فإذا كانت التقارير عن مهاجمة منشأة بارشين دقيقة، فيبدو أن الهدف كان إحباط قدرة طهران على إجراء تجارب من شأنها أن تدفعها إلى إنتاج قنبلة، إذا قررت القيام بذلك.

وفقًا لتقارير أجنبية

هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل هذه القاعدة الإيرانية الغامضة. ففي مايو 2022، تم الإبلاغ عن “حادث” هناك، مما أسفر عن مقتل المهندس إحسان جاد بيجي.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز آنذاك أن المنشأة تعرضت لهجوم بطائرات مسيرة.

ووفقًا للتقرير، انفجرت طائرات مسيرة انتحارية رباعية المراوح على “مبنى لوزارة الدفاع الإيرانية، حيث يتم إجراء أبحاث لتطوير الطائرات المسيرة والمركبات الجوية غير المأهولة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن أسلوب العمل هذا يعكس ضربات إسرائيلية سابقة، والتي رفضت إسرائيل التعليق عليها.
وبعد أيام قليلة من الضربة، أعلن الجيش الإيراني أن رئيس الأركان الإيراني محمد باقري وقائد الجيش الإيراني عبد الرحيم موسوي زارا “قاعدة طائرات مسيرة تحت الأرض” لم يتم الكشف عن موقعها.
وذكر مراسل التلفزيون الإيراني الرسمي الذي غطى الزيارة أن الزيارة جرت يوم الخميس وشملت رحلة بطائرة هليكوبتر مدتها 45 دقيقة من كرمانشاه في غرب إيران إلى “منشأة طائرات مسيرة سرية تحت الأرض”. وذكر أنه سُمح له بإزالة عصابة عينيه فقط عند وصوله إلى القاعدة، مما جعله يجهل موقعها. وأظهرت الصور التي نشرها التلفزيون الإيراني صفوفًا من الطائرات المسيرة المسلحة بالصواريخ داخل نفق، يقال إنه على عمق مئات الأمتار تحت الأرض.

القاعدة التي تم فيها رعاية الطموحات النووية

في تقرير صارم صدر عام 2011 عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قبل حوالي أربع سنوات من توقيع الاتفاق النووي، لوحظ أن إيران بنت منشأة في قاعدة بارشين العسكرية لإجراء تجارب هيدروديناميكية، مما يشير إلى تطوير محتمل للأسلحة النووية.
وقد تم تسليط الضوء على القاعدة باعتبارها أحد المحاور الرئيسية للبرنامج النووي الإيراني، مع ورود تقارير عن جهود لتفجير متفجرات متكاملة لآلية القنبلة في وقت واحد، إلى جانب التجارب الهيدروديناميكية المتعلقة بتطوير الأسلحة النووية.

صورة أرشيفية للموقع في بارشين عام 2012
صورة أرشيفية للموقع في بارشين عام 2012

وفي بارشين، كما أذيع، توجد منشأة خاصة حاول الإيرانيون فيها تطوير الغلاف المتفجر لتغليف نصفي الكرة الأرضية من اليورانيوم المخصب، الأمر الذي أدى إلى بدء التفاعل النووي. وأشار تقرير بحثي سابق إلى أن هذا الغلاف لابد وأن ينفجر في وقت واحد بدقة تقاس بالنانوثانية، وهو ما يتطلب صواعق خاصة تعرف باسم الكريترون، والتي تحدد وقت الانفجار وبالتالي تبدأ التفاعل ـ الأمر الذي يؤدي إلى انفجار نووي.
وفي الأشهر التي أعقبت التقرير الخطير، أشارت التقييمات والصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية إلى أن إيران كانت تطهر موقع بارشين من الأدلة على النشاط النووي العسكري.
ومن بين الإجراءات الأخرى التي اتخذتها إيران، كشف معهد العلوم والأمن الدولي عن صور ملتقطة عبر الأقمار الصناعية تظهر “غطاء وردي اللون” فوق مبنى في القاعدة العسكرية، والذي سعى مفتشو الأمم المتحدة إلى زيارته.
ومن المرجح أن يسمح الغطاء لإيران بتنظيف المنشأة أو تشغيلها بطريقة تمنع تعقبها عبر الأقمار الصناعية. وقال مبعوث غربي في ذلك الوقت إن أنشطة التنقية في بارشين “تكثفت”، الأمر الذي يثير الشكوك حول ما إذا كان بوسع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية العثور على أدلة دامغة هناك ـ حتى إذا سُمِح لهم بالدخول إلى الموقع العسكري.
وتبين أن الإيرانيين سعوا إلى إخفاء وجود تجارب على غلاف القنبلة وتصغير حجمها للسماح بإدخالها في الرؤوس الحربية للصواريخ الباليستية.
كما حاولوا إزالة طبقات التربة في المنطقة لإخفاء آثار المواد المشعة المنبعثة أثناء استخدام المواد النووية، كما قاموا بغسل المنطقة بتيارات مائية قوية.
في الواقع، لم يتمكن مسؤولو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الدخول إلى المنشأة إلا في سبتمبر 2015، بعد مرور أربع سنوات على المطالبة بالوصول إلى المنشأة، بعد شهرين من توقيع الاتفاق النووي مع القوى العالمية.
ومع ذلك، تمتلك إيران العديد من المنشآت تحت الأرض، وقد تم الكشف عن بعضها في السنوات الأخيرة. وعادة ما تضم ​​هذه القواعد تحت الأرض أنواعًا مختلفة من الطائرات المسيرة ، إلى جانب الصواريخ وأنظمة الحرب الإلكترونية، وغالبًا ما تقع على أعماق كبيرة تحت الأرض.
بالإضافة إلى ذلك، تم نقل مواقع التطوير النووي تحت الأرض في أعقاب الضربات السابقة.

القاعدة الجوية

وفيما يتعلق بالقواعد الجوية، فإن إيران تمتلك، بحسب الجزيرة، عشرات القواعد الجوية المنتشرة في مناطق قيادتها الغربية والشرقية والجنوبية، وترتبط هذه القواعد إما بالقوات الجوية الإيرانية أو بالحرس الثوري، وتدعم مهام عسكرية مختلفة.

طالع المزيد:

زر الذهاب إلى الأعلى