رحيل “كاسيوس” أقدم تمساح في العالم عن عمر 110 أعوام

وكالات

في خبر أحزن عشاق الطبيعة حول العالم، توفي التمساح “كاسيوس”، الذي يعد أكبر وأقدم تمساح في العالم يعيش في الأسر، عن عمر يناهز 110 أعوام.

اقرأ أيضا.. وفاة عريس في الفيوم بأزمة قلبية بعد أسبوع من زواجه

توفي كاسيوس في موطنه الأخير بملاذ التماسيح الميلانيزية في مارينلاند، الواقعة في جزيرة جرين قبالة ساحل كيرنز في كوينزلاند الأسترالية، بعدما تدهورت صحته منذ شهر أكتوبر الماضي، وفقًا لتصريحات القائمين على رعايته، كما أفاد موقع “ديلي ميل” البريطاني.

رحلة كاسيوس من البرية إلى الشهرة العالمية

قبل انتقاله إلى الأسر، كان كاسيوس من أبرز سكان مجاري المياه في شمال أستراليا، إذ كان يتنقل بحرية ويعيش حياته كأحد أضخم الحيوانات المفترسة في تلك البيئة.

وفي عام 1984، تم القبض عليه قرب مزرعة ماشية على نهر فينيس، جنوب غرب داروين في الإقليم الشمالي، حيث كان يُشتبه في مهاجمته للمواشي، ليُصبح لاحقًا رمزًا للأساطير الحيوانية حين نُقل إلى محمية مارينلاند السياحية.

قدر العلماء عمر كاسيوس حينها ما بين 30 و80 عامًا، ما جعله من أقدم التماسيح التي أُسرت في أستراليا، وسرعان ما أصبح نقطة جذب رئيسية، حيث أتى إليه السياح من كل أنحاء العالم لمشاهدته.

حصل كاسيوس على لقب “أكبر تمساح في الأسر” في العالم عام 2013، بعد وفاة التمساح الفلبيني “لولونج” الذي بلغ طوله 6.17 مترًا، وفقًا لموسوعة غينيس للأرقام القياسية.

في منشور مؤثر على منصة فيسبوك، ودع القائمون على رعاية كاسيوس هذا الكائن العملاق، مشيرين إلى أنه تجاوز سنوات الحياة المتوقعة للتماسيح البرية بفضل الرعاية التي حظي بها في الأسر، كتبوا في المنشور: “رغم كِبر سنه وتقدمه في العمر، إلا أن كاسيوس ظل جزءًا لا يُنسى من حياتنا، وسيبقى حبه وذكرياته خالدة في قلوبنا”.

أحد الحراس السابقين، تودي سكوت، وصف كاسيوس بشيء من الحنين قائلاً: “كانت لديه عينان كبيرتان تنظر إليهما وتدرك عمق روحه. لطالما امتلك شرارة حياة خاصة به، وهو شيء نادر لا تراه في معظم التماسيح”.

وجود كاسيوس في مارينلاند منذ عام 1987 لم يكن مجرد حدث بيئي، بل شكّل نقطة جذب سياحية هامة في المنطقة، إذ أصبح جزءًا لا يتجزأ من صناعة السياحة البيئية في كوينزلاند.

كان زوار المنطقة يجدون في كاسيوس أسطورة حية تروي قصصًا من الماضي وتُظهر مدى ضخامة وعراقة هذا النوع من الكائنات، ليكون بذلك واحدًا من أهم رموز التماسيح في العالم.

لحظة فارقة في تاريخ مارينلاند

رحيل كاسيوس يمثل نهاية حقبة لأقدم نزيل في محمية مارينلاند. عاش هناك لأكثر من 37 عامًا، حيث أصبح أحد رموز المحمية التي حرصت على تهيئة بيئة آمنة ومناسبة له، وتمكنت من توفير الرعاية التي ساعدته على تجاوز حياة البرية واستكمال عمره الطويل في ظروف مثالية.

أكدت إدارة المحمية أنها رغم حزنها العميق على فراق كاسيوس، إلا أنها تفتخر بتقديم حياة مستقرة له بعيدة عن المخاطر، وتعتبر أن فقدان كاسيوس يشكل لحظة فارقة في تاريخها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى