مصر تكثف جهودها لتهدئة الأوضاع في غزة وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية

كتب – علي هلال

في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، تستمر مصر في بذل جهودها المكثفة سعياً لتهدئة الأوضاع بين الأطراف المتنازعة، والعمل على تيسير دخول المساعدات الإنسانية الضرورية إلى القطاع.

اقرأ أيضا.. جيش الاحتلال يرتكب مجزرتين بقصف عمارات سكنية شمال قطاع غزة

وبحسب مصدر مصري مطلع تحدث لقناة “القاهرة الإخبارية”، فإن مصر تواصل اتصالاتها مع الجانبَين الفلسطيني والإسرائيلي، بهدف وقف التصعيد العسكري وفتح المجال أمام إمدادات الإغاثة لتصل إلى المدنيين المحاصرين.

تصاعد القصف الإسرائيلي ودمار واسع في القطاع

تشهد غزة تصعيدًا عسكريًا شديدًا، حيث تتعرض لمئات الغارات الجوية والهجمات المدفعية الإسرائيلية التي تسببت في تدمير واسع لمربعات سكنية بالكامل، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.

وتهدف إسرائيل من هذه الهجمات، وفق سياسات التدمير التي تنتهجها، إلى تقويض البنية التحتية وترويع المدنيين، مما جعل الأوضاع هناك تتخذ طابعاً مأساوياً، إذ تفاقمت معاناة السكان بفعل انعدام الخدمات الأساسية وشح الموارد.

الأوضاع الإنسانية الكارثية ونزوح غير مسبوق للسكان

وفي ظل استمرار القصف العنيف، تشهد غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة، مع نزوح أكثر من 90% من سكان القطاع إلى مناطق اعتبرت أقل خطورة، في محاولة يائسة للنجاة من موجات القصف المتتالية.

إلا أن ذلك لم يحل دون وقوع خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات، حيث تشير التقارير إلى وجود آلاف الشهداء والمصابين الذين لم تتمكن فرق الإنقاذ من انتشالهم من تحت الأنقاض بسبب الأوضاع الميدانية الخطرة واستمرار الغارات الإسرائيلية.

وفي مواجهة هذا الواقع الصعب، يبقى القطاع يعاني من حصار خانق وقيود مشددة على دخول الوقود والإمدادات الإنسانية الأساسية، التي تشمل المواد الغذائية والأدوية ومواد الإسعافات الأولية.

وأصبحت الاحتياجات الإنسانية عاجلة أكثر من أي وقت مضى، مع تزايد أعداد النازحين وتدهور الخدمات الصحية بشكل كبير، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في المعدات الطبية والإمدادات الضرورية، مما يجعلها غير قادرة على استيعاب العدد المتزايد من الجرحى والمصابين.

مصر تواصل جهودها الدبلوماسية والإنسانية

في هذا السياق، تبذل القاهرة جهودًا كبيرة لتجاوز العقبات اللوجستية والسياسية، بالتعاون مع المنظمات الدولية والجهات المعنية، بهدف تسهيل وصول القوافل الإنسانية وتلبية احتياجات المدنيين المتضررين.

وتأتي هذه الجهود في إطار الدور المحوري الذي تلعبه مصر في محاولة إرساء استقرار نسبي في المنطقة، مستعينة بعلاقاتها الدبلوماسية مع الأطراف المختلفة للضغط نحو خفض التصعيد وتفعيل المساعي الإنسانية.

وأشارت مصادر إلى أن مصر تحثّ على ضرورة وجود آلية دولية لضمان استمرار وصول المساعدات بشكل منتظم، بالإضافة إلى توفير حماية آمنة للمدنيين، خاصة في ظل الأوضاع التي يصفها المراقبون بأنها من بين أسوأ الأزمات الإنسانية التي شهدها قطاع غزة.

وفي ظل تصاعد حدة المعارك والأزمة الإنسانية، دعت منظمات دولية وجهات حقوقية إلى ضرورة وقف فوري للتصعيد، مع التأكيد على أهمية توفير ممرات آمنة لدخول المساعدات، وتجنب استهداف المدنيين، كما شددت بعض الدول العربية والدولية على ضرورة الوصول إلى حلول سريعة تضمن تخفيف المعانا