القمر العملاق يضيء سماء السعودية
وكالات
تشهد سماء المملكة العربية السعودية مساء اليوم الجمعة 15 نوفمبر 2024 حدثًا فلكيًا استثنائيًا، حيث سيظهر القمر البدر العملاق الرابع والأخير لهذا العام.
اقرأ أيضا.. إحباط تهريب 11 مليون قرص مخدّر إلى السعودية
سيتمكن سكان المملكة من مشاهدة هذا الحدث الفلكي الفريد، الذي سيتميز بحجم ظاهري أكبر بنسبة 8% من الحجم المعتاد، وإضاءة أقوى بنحو 16% مقارنة بالقمر العادي.
القمر العملاق
وأوضح المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن مصطلح “القمر العملاق” يطلق على القمر البدر عندما يكون في أقرب نقطة له من الأرض.
ويشير هذا المصطلح إلى الحالة العلمية المعروفة بـ”قمر الحضيض”، التي تحدث عندما تكون المسافة بين القمر والأرض أقل من 362,146 كيلومترًا.
في هذه الظاهرة، سيقع القمر في مسافة قدرها 361,866 كيلومترًا من الأرض، وهي مسافة قريبة تُظهر القمر بحجم أكبر وأكثر إشراقًا.
مشهد مذهل عند شروق القمر
سيظهر القمر العملاق اليوم عند شروقه في السماء، حيث سيكون مغطى بلونٍ ضاربٍ إلى الحُمرة، وشرح أبو زاهرة أن هذه الظاهرة تحدث نتيجة تفاعل الضوء الأبيض المنعكس من سطح القمر مع مكونات الغلاف الجوي للأرض، مما يتسبب في تشتت ألوان الطيف الأزرق ذات الموجات القصيرة، بينما يبقى الطيف الأحمر ذو الموجات الطويلة هو الذي يصل إلى أعيننا، مما يخلق هذا اللون الأحمر المميز. وهو نفس السبب الذي يجعلنا نرى الشمس عند الغروب بلونٍ أحمر.
اللحظة الفلكية الأكثر سطوعًا
بحلول الساعة 12:28 بعد منتصف الليل بتوقيت مكة المكرمة، سيصل القمر إلى مرحلة اكتماله البدرية، حيث سيكون في وضعية تكون فيها الأرض والقمر والشمس في خط مستقيم عند زاوية 180 درجة.
وعلى الرغم من الزيادة في حجم القمر وإضاءته، فإن هذا الحدث الفلكي لن يكون له تأثيرات كبيرة على الأرض، باستثناء التأثيرات المعتادة في ظاهرتي المد والجزر، وهي ظاهرة تحدث كل شهر نتيجة اكتمال القمر.
المد والجزر: تأثير طبيعي
وفقًا لأبو زاهرة، سيؤدي القمر العملاق إلى ارتفاع غير عادي في مستوى المد والجزر، مع حدوث ارتفاعات استثنائية في المد وانخفاضات كبيرة في الجزر.
ومع ذلك، لا يتوقع أن تكون لهذه الظاهرة أي تأثيرات ملموسة على النشاط الجيولوجي للأرض أو حدوث أي حالات طقس غير اعتيادية. سيظل هذا المد والجزر ضمن الحدود الطبيعية التي تحدث مع كل قمر بدر.
الوقت المثالي للرصد الفلكي
يعد هذا التوقيت المثالي لمراقبة تفاصيل سطح القمر باستخدام التلسكوبات أو المناظير الصغيرة، فمن خلال هذه الأدوات، يمكن للمراقبين رؤية الفوهات المشعة والتضاريس المميزة على سطح القمر، مما يجعل هذه الظاهرة فرصة ذهبية للهواة وعشاق الفلك للاستمتاع بمشاهدتها.
في الختام، يشهد اليوم حدثًا فلكيًا رائعًا يعد من أكثر الظواهر الفلكية إثارة هذا العام، حيث سيكون القمر العملاق في أوج تألقه ليزين السماء في منظر مدهش يعكس جمال الكون وروعة الظواهر الطبيعية.