مخدر “المشروم” الجديد.. خطر يهدد الحياة بتأثيرات مدمرة على المخ وضغط الدم
كتب- علي هلال
تشهد الساحة الحديثة للمخدرات ظهور نوع جديد وخطير يضاف إلى قائمة المواد المدمرة للشباب، وهو مخدر “المشروم” المستحدث، الذي اكتسب شهرة في الآونة الأخيرة بفضل طريقة تعاطيه المتنوعة وآثاره السريعة والخطيرة على الجسم والعقل.
اقرأ أيضا.. بيان عاجل من صندوق مكافحة الإدمان بشأن عقار GHB مخدر اغتـ ـ ـصاب الفتيات
يتناول هذا المخدر، الذي يُخلط في بعض الأحيان مع الشوكولاتة أو يُشرب في السجائر، مادة سامة تُسمى “السيلوسيبين”، وهي المسؤولة عن التأثيرات العنيفة التي يسببها على الجهاز العصبي المركزي.
“السيلوسيبين” المادة المدمرة
حسب الدكتور جمال فراويز، استشاري الأمراض العصبية والنفسية في جامعة عين شمس، فإن مادة “السيلوسيبين” تلعب الدور الرئيسي في تأثير هذا المخدر، حيث تصل مباشرة إلى الأعصاب والجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى تدمير خلايا المخ بشكل سريع وخطير.
تعمل هذه المادة على رفع مستويات هرمون “الدوبامين” في الدماغ بشكل غير طبيعي، مما يتسبب في حدوث تأثيرات نفسية وجسدية غير متوقعة.
أحد أخطر تأثيرات مخدر “المشروم” هو التسبب في الهلوسة البصرية والسمعية، حيث يبدأ المتعاطي في رؤية أشياء غير موجودة وسماع أصوات غير حقيقية.
هذا يعقبه شعور غير مبرر بالنشوة والسعادة المفرطة، قد تصل إلى حد الهستيريا. في بعض الحالات، يتخيل الشخص أنه يتحدث مع أشخاص غير موجودين، ويشعر وكأنه في حالة من الواقع الموازٍ، مما يؤدي إلى اضطرابات شديدة في الوعي.
وبالإضافة إلى الأضرار النفسية، يشير الدكتور فراويز إلى أن مخدر “المشروم” يعمل أيضًا على إفراز العديد من الهرمونات في الدماغ بشكل مفرط.
جرعاته العالية قد تؤدي إلى تركيز المادة السامة في الدم، مما يتسبب في ارتفاع حاد في ضغط الدم، هذا الارتفاع المفاجئ قد يؤدي إلى مشاكل صحية قاتلة، مثل السكتات الدماغية أو فشل عضلة القلب، وبالتالي فإن استخدامه يشكل تهديدًا حقيقيًا على حياة الشخص.
تتمثل الآثار السلبية الأخرى لمخدر “المشروم” في اختلالات حادة في الأعصاب والجهاز الحسي، فإلى جانب الهلوسات، يعاني المتعاطي من اضطرابات إدراكية وحسية تجعل من الصعب عليه التفاعل بشكل طبيعي مع محيطه.
وتؤدي هذه الاضطرابات إلى فقدان كامل للوعي والإدراك، وقد يدخل الشخص في حالة من الانهيار العصبي والذهول التام بعد تأثير المخدر.
في النهاية، فإن المخدرات الحديثة، وخاصة “المشروم”، تشكل تهديدًا حقيقيًا على صحة الإنسان. هذا المخدر لا يقتصر ضرره على تأثيراته العقلية والنفسية فقط، بل يمتد ليطال الأجهزة الحيوية في الجسم، مما يهدد حياة المتعاطي على المدى الطويل، إن المخدرات التي تحتوي على مواد مثل “السيلوسيبين” تسهم في تدمير الخلايا العصبية وتغيير كيمياء الدماغ بشكل لا يمكن إصلاحه بسهولة، وهذا يعكس الحاجة الماسة للتوعية والتحذير من هذه المواد الخطيرة التي تهدد صحة الشباب وتدمير مستقبلهم.