ما هي حركة حباد الحسيدية اليهودية.. وماذا تفعل في الإمارات؟
كتب: أشرف التهامي
حركة حباد هي حركة حسيدية في اليهودية الأرثوذكسية وهي واحدة من أكبر الحركات الحسيدية المعروفة في العالم، المقر الرسمي لها في بروكلين بنيويورك، وهي أكبر منظمة يهودية في العالم، أسسها الحاخام شنيور ملادي عام 1788 .
نشأت الحركة في بيلاروسيا، ثم انتقلت إلى لاتفيا، ثم بولندا، ثم الولايات المتحدة الأميركية، عام 1940.
وتدعو الحركة إلى التخلص من الفلسطينيين في الضفة الغربية والاستيلاء على أراضيهم”، حاباد هي حركة متشددة ومتزمتة تهدف إلى تعزيز الهوية اليهودية وتقريب اليهود من عقيدتهم، لا سيما من خلال مراكزها المجتمعية.
كما ظهرت راياتها الصفراء على دبابات الجيش الإسرائيلي أثناء توغلها في قطاع غزة في الحرب الجارية، وتعدّ الإمارات الدولة العربية الوحيدة التي احتضنت أعمال هذه المنظمة بعد السابع من أكتوبر من العام الماضي.
تأسست منظمة حاباد اليهودية “الحسيدية” عام 1775 على يد الحاخام شنيور زلمان ليادي، إلى أن نقلت مركز نشاطها إلى بولندا في ثلاثينيات القرن الماضي.
وإبان الحرب العالمية الثانية، انتقل نشاط المنظمة إلى الولايات المتحدة، الأمر الذي ساعد المنظمة على أن تصبح أكثر انتشاراً حول العالم لتستهدف وتستقطب اليهود من كل مكان.
تتمتع المنظمة بعلاقات وثيقة مع المسؤولين السياسيين حول العالم، وتعتبر من المنظمات اليهودية المتطرفة، بحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
يقدر عدد أتباع المنظمة من اليهود بنحو 95 ألف شخص أي ما يوافق 13%من الحسيديم.
عاش ما بين (5 أبريل 1902 – 12 يونيو 1994)، والمعروف لدى أتباع حركة حباد لوفابيتش باسم لوبافيتش ريبي أو ببساطة الريبي.
كان حاخامًا يهوديًا روسيًا أمريكيًا، والحاخام الحديث الأكثر شهرة لسلالة لوفابيتش الحسيدية. ويعتبر واحدًا من أكثر القادة اليهود تأثيرًا في القرن العشرين.
وباعتباره زعيمًا لحركة حباد لوفابيتش ، فقد تولى قيادة جماعة حسيدية منعزلة كادت أن تنتهي مع الهولوكوست وحولها إلى واحدة من أكثر الحركات نفوذاً في اليهودية المتدينة، مع شبكة دولية تضم أكثر من 5000 مركز تعليمي واجتماعي.
تشمل المؤسسات التي أنشأها رياض الأطفال والمدارس ومراكز إعادة تأهيل المخدرات ودور رعاية المعوقين والمعابد اليهودية.
نُشرت تعاليم شنيرسون في أكثر من 400 مجلد، وهو معروف بمساهماته في الاستمرارية اليهودية والفكر الديني، بالإضافة إلى مساهماته الواسعة النطاق في دراسات التوراة التقليدية.
يُعرف بأنه رائد التواصل اليهودي. خلال حياته، كان العديد من أتباعه يعتقدون أنه المسيح. بينما لم ينكر ذلك على أتباعه، ويعتقد البعض أنه من روج لذلك، مما أكسبه بشكل خاص عداوة الحاخام إليعازر شاخ.
في عام 1978، طلب الكونجرس الأمريكي من الرئيس جيمي كارتر تحديد يوم ميلاد شنيرسون باعتباره اليوم الوطني للتعليم في الولايات المتحدة، ومنذ ذلك الحين يحتفل به باعتباره يوم التعليم والمشاركة.
وفي عام 1994، حصل شنيرسون بعد وفاته على الميدالية الذهبية للكونجرس “لمساهماته المتميزة والدائمة في تحسين التعليم العالمي والأخلاق والأعمال الخيرية”. يجذب مكان استراحة شنيرسون اليهود وغير اليهود للصلاة.
كان إليعازر شاخ من معهد بونيفيز الديني في بني براك ينتقد شنايرسون علنًا، واتهمه بإنشاء طائفة من المسيحيين السريين حول نفسه. اعترض على اعتباره البعض بأنه المسيح، وفي نهاية المطاف دعا إلى مقاطعة حباد ومؤسساتها.
على الرغم من أن شنايرسون لم يرد علنًا على هجمات شاخ، إلا أنه وبخ أولئك الذين استخفوا باليهود وأحدثوا الانقسام بينهم في استجابة واضحة لشاخ، موضحًا أن “كل يهودي، بغض النظر عن الاختلافات، هو جزء من الشعب اليهودي الموحد”.
حركة الحاسيديم
الحاسيديم هي حركة روحانية اجتماعية يهودية نشأت في القرن السابع عشر. يعد بعل شيم توف مؤسس الطائفة الرئيسي، حيث نشرها في أنحاء شرق أوروبا.
الفكر الحسيدي وخصوصًا في الأجيال الأولى تميزت بالدعوة إلى عبادة الرب وطاعته ومحبة إسرائيل واتباعه الصالحين. وفي الأجيال الأخيرة تمتاز الحسيدية بشكل أساسي بوضع مزارات حسيدية مخصصة حول سلالات الحسيديم.
في القرن السابع عشر كانت هناك عدة عمليات موازية من يهود أوروبا الشرقية وضعف الحكم المركزي في مملكة بولندا الكبرى التي كانت تحكم مساحات واسعة من ليتوانيا وأوكرانيا، وكان حال الوضع الأمني والاقتصادي متدهورا جدا.
وبعد ذلك انهار الحكم المركزي في المملكة وفي أعقاب ذلك وزّعوا الأراضي في أوكرانيا وفودوليا وانتقل الحكم إلى العثمانيين. الشعور بانعدام الأمن المادي بين اليهود، وانعكاس الازمة الأولى في مذابح سنوات المراسم التي في أعقابها غزوا القوازق بولندا وأصابوا قبل كل شيء يهودها.
رافقت التغييرات السياسية تزايدا في معاداة السامية من جانب الحكومة البولندية والنبلاء للحد من المهن المسموح بها لليهود.
كان الاتحاد البولندي الليتواني وسيلة لتجارة السلع ونقلها من الشرق إلى الغرب، مع تطور النقل البحري انخفضت قابلية النقل البري وقوافل التجارة قلّت. ومن هنا ضرب معيشة اليهود، جزء منهم أصبح رزقهم من السمسرة والتبادل التجاري، وبعد هذا تغلبوا على الصعوبات في حياتهم ومعيشتهم.
تقلصت فرصة تعلم التوراة إلى حداً كبير. وفي بداية القرن الثامن عشر تم تشكيل وعي كبير في المجتمع اليهودي بين مجموعة صغيرة نسبيا من العلماء الذين كانوا يعرفون التوراة وبين عامة الناس الذين لم يكن لديهم القدرة على التعلم ومعرفة التوراة، وكانت بشكل بدائيه وسطحيه، خلال هذه الفترة، لم يكن هناك مرجعيه يهودية كبرى في أوروبا الشرقية.
حركة حاباد بعد طوفان الأقصى.
بعد أحداث السابع من أكنوبر من العام الماضي، ظهر شعار منظمة حاباد على راية صفراء اعتلت قمة الدبابات الإسرائيلية المشاركة في الحرب على قطاع غزة، ويتمثل الشعار بتاج أزرق وتحته عبارة “مشيح” بالعبرية، أي المسيح المخلص وفقاً للاعتقاد اليهودي.
وعن علاقتها مع الفلسطينيين، لا تؤمن المنظمة بوجود الفلسطينيين وتدعو إلى طردهم وتعارض عقد أي اتفاق معهم. بل ودعت إلى إعادة استطيان غزة بعد السابع من أكتوبر.
يجدر الذكر أن عناصراً من الجيش الإسرائيلي رفعوا في بداية الحرب على غزة شعاراً على بيت مهدم في بيت حانون شمال القطاع.
وعلق عضو في حركة “حاباد” على الأمر قائلاً من خلال منشور له على منصة إكس:
“افتتح عدد من المقاتلين من أتباع حباد الذين يقاتلون في غزة، أول بيت حباد في شمال قطاع غزة في بيت حانون، حيث سيوزعون أنوار الحانوكا على عشرات الآلاف من جنود الجيش الإسرائيلي خلال العطلة”.
عن وجود المنظمة في الإمارات
أصبح وجود الجالية الإسرائيلية واليهودية في الإمارات علنيا منذ عام 2020 عندما أصبحت الإمارات أول دولة عربية تطبع علاقاتها مع إسرائيل، بموجب “اتفاقات أبراهام” التي شهدت ولادتها في زمن ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ومنذ العام الماضي، ظهر نشاط منظمة حاباد إلى العلن في الإمارات العربية المتحدة، وتعمل على التفاعل مع المجتمعات العلمانية أو الغير منتمين دينيا، وتنظيم فعاليات ودية للتقارب بين البشر والتعريف بتاريخ الشعب اليهودي.
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية، صباح الأحد، أن السلطات الإماراتية عثرت على جثة الحاخام تسفي كوغان، الممثل لحركة “حباد” في الإمارات والذي يعمل كمساعد للحاخام الأكبر في الإمارات، وكان فُقد أثره منذ الخميس وقالت تل أبيب إن مقتله “عمل شنيع من الإرهاب المعادي للسامية”.