مصر وقطر تتطلعان لشراكة استراتيجية واسعة النطاق في الاستثمار والتنمية
كتب- علي سيد
شهدت العاصمة الإدارية الجديدة في مصر اليوم جلسة مباحثات موسعة ترأسها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، والشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس وزراء قطر ووزير الخارجية، في إطار الجهود المبذولة لتعزيز العلاقات بين البلدين على مختلف الأصعدة، خاصة الاقتصادية والاستثمارية.
اقرأ أيضا.. وزير الخارجية: إرادة سياسية تقود نحو مرحلة جديدة من العلاقات بين مصر وقطر
حضر المباحثات من الجانب المصري عدد من كبار المسؤولين، من بينهم الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، إلى جانب الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية.
ومن الجانب القطري، شارك كلٌ من الشيخ فيصل بن ثاني آل ثاني، وزير التجارة والصناعة، وعبد الله العطية، وزير البلدية، إلى جانب طارق الأنصاري، سفير قطر لدى مصر.
في بداية الجلسة، رحّب الدكتور مدبولي بالوفد القطري، مشيدًا بالتقدم الكبير الذي تشهده العلاقات الثنائية، كما أكد على نتائج اللقاء المثمر الذي جمع الشيخ محمد بن عبد الرحمن مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في وقت سابق اليوم، حيث تم الاتفاق على تعزيز التعاون في عدد من الملفات ذات الأولوية.
ناقش الطرفان خططًا لإطلاق مشروع استثماري عقاري ضخم في منطقة الساحل الشمالي، يُعَد أحد أبرز مجالات التعاون المنتظرة.
وأشاد مدبولي بالكفاءة التي أظهرتها الشركات القطرية في تطوير مشاريع عالمية، مثل تلك المرتبطة بكأس العالم 2022، مؤكدًا استعداد مصر للتعاون مع تلك الشركات لتحقيق إنجازات مماثلة.
أكد الدكتور مدبولي أن هناك فرصًا واسعة للتعاون في القطاع الصناعي، مشيرًا إلى أن مصر تُعَد بوابة رئيسية للأسواق الأفريقية، ما يجعلها شريكًا استراتيجيًا لقطر في هذا المجال، وأوضح أن الفرص تشمل إقامة مشروعات جديدة أو تعزيز المشروعات القائمة من خلال شراكات صناعية مصرية-قطرية.
من جانبه، أعرب الشيخ محمد بن عبد الرحمن عن رغبة بلاده في تعزيز التبادل التجاري بين الدوحة والقاهرة، مشيرًا إلى أن الشركات القطرية تسعى للاستثمار في مجالات متعددة بمصر، مثل الصناعة والسياحة والضيافة.
استعرض الجانبان أيضًا فرص التعاون في تطوير الموانئ وإنشاء مراكز بيانات متقدمة في مناطق مثل العلمين الجديدة والقاهرة الكبرى، وأكد مدبولي استعداد مصر لتوفير البنية التحتية اللازمة لهذه المشروعات، مشيرًا إلى أنها جزء من استراتيجية شاملة لتحديث الاقتصاد المصري.
في سياق متصل، ناقش الطرفان التعاون لدعم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، حيث أشاد مدبولي بدور قطر في هذا المجال، معربًا عن أمله في تعزيز الجهود المشتركة لإعادة إعمار القطاع فور انتهاء الحرب.
اختُتمت المباحثات بإعلان تشكيل مجموعة عمل مشتركة لضمان تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال الزيارة، مع التركيز على بدء المشروعات المتفق عليها في أقرب وقت، وأعرب الطرفان عن تطلعهما لعقد دورة جديدة من المنتدى الاستثماري المصري-القطري في بداية عام 2025.