مكتب رابطة العالم الإسلامي في إيطاليا: شعاع أمل ومظلة للمسلمين في أوروبا
مدير المكتب يستقبل نشطاء الجالية العربية في روما
رسالة إيطاليا: إكرامى هاشم
رابطة العالم الإسلامي، التي تأسست عام 1962 وتتخذ من مكة المكرمة مقرًا لها، تُعدّ أكبر هيئة إسلامية شعبية في العالم. عبر فروعها المنتشرة في شتى أرجاء المعمورة، تسعى الرابطة لنشر قيم الإسلام الوسطي وتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، بهدف بناء جسور التواصل مع أتباع الديانات الأخرى، مع دعم وجود الجاليات المسلمة في مختلف المجتمعات، خصوصًا في الدول الغربية. إلى جانب ذلك، تبرز الرابطة في أدوارها التنموية وجهودها الإنسانية لمكافحة الفقر والجوع في مناطق الحاجة حول العالم، ولا سيما في آسيا وإفريقيا.
مكتب الرابطة في إيطاليا: مظلة للمسلمين في المجتمع الإيطالي
يُعدّ مكتب رابطة العالم الإسلامي في إيطاليا نموذجًا بارزًا لهذه الجهود. فهو يمثل مظلةً، تجمع المسلمين المقيمين في إيطاليا، حيث يعمل المكتب على تعزيز اندماجهم الإيجابي في المجتمع الإيطالي، مع الحفاظ على هويتهم الإسلامية، ويتجلى ذلك من خلال تنظيم أنشطة وفعاليات متنوعة، تشمل التواصل مع الهيئات والمؤسسات الحكومية والدينية والثقافية والرياضة، في إيطاليا، وإقامة المؤتمرات والندوات الثقافية والعلمية والاجتماعية، وبرامج دعم المرأة المسلمة في المجتمع.
جهود الدكتور عبد العزيز بن أحمد سرحان
تُدار هذه الجهود تحت إشراف الدكتور عبد العزيز بن أحمد سرحان، المستشار الخاص ، المندوب الدولي للرابطة ، مدير مكتب الرابطة في إيطاليا. الرجل الذي يجمع بين الحداثة والأصالة، حيث يتمتع الدكتور السرحان بخبرة تمتد لأكثر من أربعين عامًا في العمل الدعوي والإسلامي. حمل على عاتقه مهمة نشر الإسلام الوسطي، وتعزيز الحوار الثقافي، ووثّق تجاربه الثرية في مجموعة من المؤلفات، التي تعد مراجع في فن التعامل مع الآخر، ودروس في علم الإجتماع وفن الإقناع ،ومنها :
• (إعارة خارج الوطن): سرد لمسيرته الدعوية والإدارية مع الرابطة.
• (ومضة قلم): مجموعة مقالات نُشرت في الصحف السعودية.
• (فتاة من تونس): رواية تسرد حياة والدته رحمها الله.
• Journeys in the Path of Allah: كتاب باللغة الإنجليزية يروي تجاربه الدعوية.
علاوة علي كتابين تحت الطبع هما : (مواقف ومواقف) وكتاب (وقفات مع رسول الله صل الله عليه وسلم)
إضافة إلى ذلك، يعمل الدكتور السرحان على تعزيز التعاون مع الهيئات والمنظمات الدولية، بما في ذلك حاضرة الفاتيكان، جماعة سانت ايجيديو، أكاديمية الحوار في فلورنسا، الجامعة الكاثوليكية في ميلانو، (حيث ألقى فيها محاضرة حول حياة النبي صلى الله عليه وسلم) ومتحف أوفيزي في فلورنسا، وجامعة بولونيا. وبالطبع هناك تعاون وتواصل مع المراكز والمساجد الإسلامية في جميع أنحاء إيطاليا. ويحظي السرحان بتقدير وإشادة تلك المؤسسات .
نشاطات المكتب في إيطاليا
أبرز أنشطة المكتب إقامة عدد من الفعاليات الثقافية والاجتماعية وعدد كبير من اللقاءات مع مسؤولين حكوميين وقيادات دينية، وآخر هذه الفعاليات تنظيم “دورة بناء الجسور الرياضية الدولية” في روما، التي تهدف إلى تعزيز التواصل بين الجالية المسلمة والمجتمع الإيطالي بمختلف مكوناته. وقد شهدت الدورة حضورًا واسعًا، واختتمت بتكريم المشاركين بحضور معالي الدكتور سرحان.
زيارة مقر المكتب الجديد في روما
يزور المكتب بصورة يومية عدد كبير من أصدقاء الرابطة، ومن أبرزهم:
وقد زار المكتب سابقاً، سعادة الدكتور عبد الله رضوان أمين عام المركز الإسلامي في روما،
وسعادة السفيرة إيناس مكاوي، ممثلة الجامعة العربية في إيطاليا، والدكتور أسامة رشيد رئيس اكاديمية الحوار في فلورنسا، والمونسينيور عادل نصر من الفاتيكان، والدكتور عبد الحق إكوديان، أمين المجمع الأوروبي للدعاة والأئمة، والأستاذ عزيز ظريف، والداعية الإسلامي الإيطالي، ياسين جنتيلي، مصحوباً بوفد من الطلاب والطالبات، كما زار المكتب الدكتور زهير غنيم رئيس جمعية الكشافة الإسلامية، والمونسينيور خالد عكشة من الفاتيكان، والبروفيسور روزانا تشيربو.
وعدد من أعضاء مجلس الشيوخ والبرلمان الإيطالي، يتقدمهم السيناتور ماركو سيكويا، وغيرهم.
وقبل أيام، لبّى عدد من نشطاء المجتمع المدني في روما دعوة الدكتور سرحان لزيارة المقر الجديد للرابطة. شملت الزيارة شخصيات بارزة مثل السيدة زينب محمد، رئيسة مسجد الهدي، والسيد حسن بطل، رئيس الجمعية الثقافية من أجل الإندماج، إضافة إلى الناشطة إيلينا ماريا رئيسة جمعية الفن والثقافة من أجل حقوق الإنسان وكاتب السطور مراسلنا في إيطاليا،
بدأت الزيارة بترحيب الدكتور سرحان بالضيوف في قاعة الزيارات بالمقر حيث قدم لهم القهوة السعودية ذات المذاق الخاص .
وبدأ معالي الدكتور عبد العزيز حديثه بتعريف الضيفة الإيطالية ” إيلينا ماريا ” برابطة العالم الإسلامي، والرد على تساؤلات الضيوف، حول أنشطة الرابطة، حيث أوضح لها أن رابطة العالم الإسلامي هي أكبر هيئة إسلامية شعبية في العالم، تعمل على نشر التعايش السلمي، والسلام والأخوة بين الشعوب، وأطلعها سعادته على الكثير من نشطات وإنجازات الرابطة حول العالم، وعملها على نشر تعاليم الإسلام السمحة، التي تضمن حقوق الإنسان، منذ مولده وحتي وفاته وخاصة حقوق المرأة، موضحا مكانة المرأة في الإسلام، وكيف أن الإسلام كرمها تكريماً خاصاً، مستشهداً بحديث الرسول صل الله عليه وسلم ” إستوصوا بالنساء خيرا ” مشيراً إلي جهود مكتب الرابطة في إيطاليا في تلك الجزئية، من خلال جهود الأمينة العامة للهيئة العالمية للمرأة سابقاً، التي شاركت في العديد من مؤتمرات المرأة بالأمم المتحدة، ودفاعها عن المرأة المسلمة والعربية.
وحول سؤال لرئيسة جمعية الفن والثقافة من أجل حقوق الإنسان، عن أكثر الديانات إنتشاراً في العالم أوضح الدكتور السرحان، أن الإسلام أصبح الآن هو أكثر الديانات إنتشاراً، في العالم ” مشيراً إلى وصول تعداد المسلمين حول العالم لقرابة ال 2 مليار مسلم .
وفي سياق الحوار، وبوعي تام للتاريخ، أبهر “الدكتور السرحان” الحضور بسرده لفضل الحضارة الإسلامية، وعلماؤها، علي الحضارة الغربية الحديثة، مستشهدا بالكثير من الحقائق التاريخية عن العديد من مخترعات العصر الحديث، التي كان نواتها الحضارة الإسلامية، ونتاج جهود علمائها في السابق .
مختتما حديثه بتعبير ؛” ليتهم يطلعوا على حقوق الإنسان في الإسلام، حتي يتعرفوا على الإسلام الصحيح ”
وبكرم أهل الجزيرة العربية، دعا سيادته ضيوفه إلى مأدبة غداء عامرة بأصناف الطعام العربي، وذلك في المقر الجديد للرابطة، ذلك الصرح الحضاري في قلب روما.
وأختتمت الزيارة بجولة، إصطحب فيها الدكتور عبد العزيز سرحان، ضيوفه لمشاهدة ذلك الصرح الجديد على مساحة عشرين ألف متر مربع، والذي يضم مبني إداريا من ثلاث طوابق يحتوي على قاعة للإجتماعات والندوات ومكتبة تحت الإنشاء، أكد الدكتور ” سرحان ” أنها سوف تضم أمهات الكتب في التراث والتاريخ بعدة لغات، وسيضم المقر الجديد أيضا، ثلاث قاعات للمؤتمرات على مساحة تتجاوز الألف وأربعمائة متراً مربعاً، مازالت تحت التصميم، والتي ستكون مقصداً للعديد من المناسبات والنشاطات المختلفة، ويحيط بالمبني حديقة مثمرة، تطل على نهر التيبر، في مشهد خلاب يبعث الراحة في النفس ، كأنها جنة الله في أرضه.
وأبدي الضيوف إعجابهم بتصميم المقر وموقعه المتميز وأثنوا على الجهود المبذولة لتوفير هذا الصرح لخدمة الجالية المسلمة.
مستقبل واعد للجالية المسلمة في إيطاليا، وفي أوروبا، من خلال مكتب رابطة العالم الإسلامي في إيطاليا،
يتطلع المسلمون في هذا البلد إلي مستقبل مشرق ،خاصة الأجيال الجديدة ،في ظل الجهود المستمرة لتعزيز التعايش الإيجابي والتواصل الثقافي، تحت مظلة رابطة العالم الاسلامي، الأكبر على مستوى العالم.