مفتى الجمهورية: الزكاة تطهر النفوس وتكافح الشح والبخل

كتب- محمد سيد

أكد الدكتور نظير عياد، مفتى الديار المصرية، على أن الزكاة لها دور كبير في تطهير النفوس من الشح والبخل، مشيرًا إلى أن تطبيق شعائر الدين لا يقتصر على المظاهر الخارجية فقط بل يشمل التزام الإنسان بالقيم الأخلاقية والسلوكية التي تنبع من تعاليم الإسلام.

اقرأ أيضا.. مفتى الجمهورية يحدد أوجه إنفاق الزكاة والصدقات المفضلة

جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج “مع المفتي”، الذي يُبث على قناة “الناس”، حيث تحدث عن أهمية التدين الحقيقي وكيفية تأثيره في سلوك الإنسان.

وأوضح مفتى الجمهورية أن التدين لا يُختصر في المظاهر أو أداء الشعائر فقط، بل هو التطبيق العملي لمفهوم الدين في حياة الفرد.

وأضاف أن التدين الحقيقي هو الصفة التي يتسم بها الشخص الذي يطبق الدين عقيدة وشريعة وسلوكًا وأخلاقًا، مؤكدًا أن التدين يجب أن يمتد إلى جميع جوانب الحياة، ولا يقتصر على أداء الطقوس الدينية بشكل آلي دون ارتباط حقيقي بمفهوم الدين.

وأشار إلى أن التدين يبدأ من العقيدة الراسخة التي يجب أن تكون أساسية في حياة المؤمن، مؤكداً أن النية والعبادة يجب أن تكون خالصة لله وحده، حيث قال: “قُلْ إن صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ”، موضحًا أن الإخلاص في العبادة هو ما يحرر الإنسان من عبودية أي شيء سوى الله.

وتحدث مفتى الجمهورية عن دور العبادات في تشكيل شخصية المسلم، حيث أكد أن الصلاة، باعتبارها صلة بين العبد وربه، لا تقتصر على أداء الفروض فقط، بل يجب أن تؤثر في سلوك الفرد تجاه نفسه والآخرين.

وقال: “من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له”، مؤكدًا أن الصلاة غير مقبولة إذا لم يكن لها تأثير إيجابي على سلوك الفرد.

كما تطرق إلى الزكاة، حيث وصفها بأنها وسيلة لتطهير النفس من الشح والبخل، وأنها تعمل على تعزيز القيم الإنسانية والتكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، واعتبر أن الزكاة لا تقتصر على كونها فرضًا دينيًا فحسب، بل هي أيضًا أحد أسس بناء مجتمع متراحم ومتعاون.

وفيما يتعلق بالتدين المظهري، حذر الدكتور نظير عياد من أن يكون التدين مجرد تظاهر بالشعائر الدينية دون تأثير حقيقي على سلوك الإنسان، مشيرًا إلى أن الدين لا يجب أن يكون فقط في الأقوال بل يجب أن ينعكس في الأفعال، وقال: “إن التدين الذي ينفصل عن التطبيق الفعلي للمعاني الدينية لا يعتبر تدينًا حقيقيًا”.

وختامًا، ذكر مفتى الجمهورية قول الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ”، داعيًا المسلمين إلى ضرورة التوافق بين القول والفعل لتحقيق التدين الحقيقي.

زر الذهاب إلى الأعلى