شريف عبدالقادر يكتب: الثمن

بيان

(1)

بعد سقوط سوريا وهروب وريث الحكم بشار الأسد، لابد من استبعاد فكرة التوريث من عالمنا العربي.

ولا يفوتنا سابقة سقوط دول عربية بسبب نية التوريث، فصدام حسين في العراق كان ينوي توريث عدي أو قصي، والقذافي في ليبيا كان ينوي توريث سيف الإسلام، وعلي عبدالله صالح في اليمن كان ينوي توريث ابنه.

وحفظ الله مصر وشعبها ورئيسها وجيشها وشرطتها برغم نية مبارك توريث ابنه جمال.

(2)

لابد أن يكون حاكم أي دولة عربية ذو خلفية عسكرية لإلمامه بمعنى الأمن القومي، وإن كان ذلك يزعج المتربصين بدول الشرق الأوسط.

ولا ننسى اختراعهم مقولة سخيفة تقول “يسقط حكم العسكر”، وذلك لأن أصحاب الخلفية العسكرية يجهضون ما يدبرونه من مآرب خبيثة ويصيبونهم بإلتهاب البواسير.

(3)

نشرت فيديوهات وبوستات عن إصدار تعليمات لقيادات الجيش السوري بترك مواقعهم. فهل تم استخدام الذكاء الاصطناعي لإصدار هذه التعليمات، أم تم تجنيد خونة ومأجورين يعملون داخل الجيش السوري؟

(4)

في أوائل عام 2015، طرح الرئيس عبد الفتاح السيسي فكرة إنشاء قوة عربية مشتركة هدفها حفظ وصيانة الأمن القومي العربي والتدخل السريع لمواجهة التحديات والتهديدات الإرهابية التي تشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي.

وفي 29 مارس 2015، قرر مجلس جامعة الدول العربية الموافقة على الفكرة.

ولأن الفكرة لم تكن مرغوبة من قوى الشر غير العربية، لأنها ضد مآربها الخبيثة، وانصاعت لها بعض الدول العربية، فلم يتم تفعيل الفكرة برغم موافقة جامعة الدول العربية.

وأمام الأحداث المؤسفة التي تحدث في عالمنا العربي من تخريب وتفتيت وتشريد مواطنين، فالحمد لله كثيرًا أن من علينا بالرئيس عبد الفتاح السيسي الوطني صاحب الرؤية الثاقبة وبعد النظر.

حفظ الله مصر وشعبها ورئيسها وجيشها وشرطتها.

(5)

المعلومات الدقيقة التي وصلت من باريس خلال الساعات القليلة الماضية، تتحدث عن أن الاجتماع الثلاثي الذي عقد بين ترامب وماكرون وزيلينسكي في العاصمة الفرنسية أبلغ خلاله سيدا البيت الأبيض والاليزيه الزائر الأوكراني أن ورقته انتهت صلاحياتها وبات عليه القبول بهزيمته أمام بوتين وإعطاء روسيا أراض لحدود النهر الذي يفصل كييف وإجراء مصالحة على أثر ذلك بين روسيا وأوكرانيا.

أما الثمن الذي قبضه ماكرون وترامب من بوتين فكان رأس الأسد ونظامه عبر التعهد لهما بعدم مواجهة القوات الروسية لقوات المعارضة السورية وسحقها، مع إعطاء – في المقابل – ضمانات لبوتين من عدم المساس بالقواعد البحرية الروسية على الساحل السوري.

وهذا ما يفسر الانسحاب المسبق للقوات السورية من حلب وريفها وحماة وريفها وسقوط مناطقها السريع لأنها فقدت أي غطاء عسكري روسي داعم لها.

ويأتي الثمن الروسي على حساب الأسد مشابها للثمن الإيراني الذي قبضته طهران من أميركا على حساب نصرالله ومقاومته والمتمثل بقرب الاتفاق معها لرفع العقوبات الاقتصادية والمالية والمصرفية عنها، وإعطائها ضمانات على حدودها مع أفغانستان وباكستان وأذربيجان والعراق.

طالع المزيد:

زر الذهاب إلى الأعلى