هل أرسلتها إيران؟.. رعب يجتاح أمريكا من طائران “الدرونز” المجهولة ودعوات للتدخل العسكرى
الإثنين, 16 ديسمبر, 2024 , 3:34 ص
وكالات – مصادر – بيان
أجسام طائرة غامضة تحلق في السماء. قلق وارتباك. ودعوات للتدخل العسكري، هذه ليست حبكة درامية فى فيلم “حرب الكواكب”، بل هى حقيقة أثبتتها مشاهدات أبلغت عن ظهور العديد من هذه الجسام التى رجح البعض أن تكون طائرات بدون طيار “درونز” تحلق على الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية في الأسابيع الأخيرة.
وتم رصد هذه الأجسام المرجح أن تكون طائرات بدون طيار، فوق الأحياء السكنية والمواقع المحظورة، ومواقع أخرى حيوية، مثل ترسانة بيكاتيني، وهي منشأة أبحاث عسكرية أمريكية، ومواقع للبنية التحتية (فوق خزان راوند فالي)، وفوق ملعب الجولف للرئيس المنتخب دونالد ترامب في بيدمينستر، وفقًا لمسؤولين عسكريين ومشرعين في الولاية.
وفرضت هذه المشاهدات ضغوطًا شديدة على الوكالات الفيدرالية لتقديم المزيد من المعلومات حول هذه الأجساد الطائرة.
يأتى هذا فى الوقت الذى حث فيه المسؤولون على الهدوء، مؤكدين على أنه لا يوجد دليل يشير إلى أن هذا الأمر يشكل تهديدًا أمنيًا.
بداية الحكاية
وفي الأسابيع الأخيرة، تصاعدت حالة من القلق في الولايات المتحدة بسبب ظهور طائرات بدون طيار مجهولة الهوية تحلق فوق منشآت عسكرية حساسة ومواقع حيوية في ست ولايات على الأقل، بما في ذلك نيوجيرسي ونيويورك وكونيتيكت وبنسلفانيا وماساتشوستس وفيرجينيا.
وقادت هذه الحوادث إلى فتح تحقيقات على أعلى المستويات وسط مطالب متزايدة بتدخل عسكري وإجراءات صارمة.
بلاغات
وبدأت التقارير عن مشاهدات الطائرات بدون طيار في 18 نوفمبر قرب مقاطعة موريس بولاية نيوجيرسي، واستمرت بشكل يومي منذ ذلك الحين.
وأفاد السكان المحليون برؤية طائرات تحلق في تشكيلات منسقة، وأحيانًا تبقى في الجو لمدة تصل إلى ست ساعات، وتم رصدها بالقرب من مواقع حساسة، منها ترسانة بيكاتيني العسكرية ومحطة الأسلحة البحرية إيرل.
وأشار المسؤول إلى أن أنماط اقتراب الطيران المماثلة من المطارات القريبة تتطابق مع المشاهدات المرئية المبلغ عنها لخطوط الإبلاغ.
فيما قال مسؤول مكتب التحقيقات الفيدرالي إن خط الإبلاغ تلقى 5000 بلاغ، لكن أقل من 100 منها أدت إلى خيوط “تعتبر جديرة بمزيد من النشاط التحقيقي”.
وأضاف المسؤول أنه على الرغم من هذه البلاغات إلا أنه لم يتم العثور على أي دليل يدعم “نشاط الطائرات بدون طيار على نطاق واسع”، مستخدمًا اختصار “نظام الطائرات بدون طيار”.
وقال مسؤول مكتب التحقيقات الفيدرالي إنه كان هناك “رد فعل مبالغ فيه قليلاً” على التقارير، ومع ذلك، أضاف المسؤول: “لا يمكننا تجاهل المشاهدات التي حدثت هناك، ونحن قلقون بشأنها بقدر ما يشعر بها أي شخص آخر”.
وأعرب مسؤول في وزارة الدفاع “البنتاجون” عن عدم ثقته في طبيعة المشاهدات، وأضاف: “لا نعرف ما إذا كان الأمر خبيثًا أو إجراميًا، لكنني سأخبرك أنه كذلك – إنه غير مسؤول”، مؤكدا أنه “هنا على الجانب العسكري، نشعر بالإحباط بنفس القدر من الطبيعة غير المسؤولة لهذا النشاط”.
وانتهت تكهنات مصادر وزارة الدفاع الأمريكية إلى مفاجأة، بتصريحات غير رسمية صدرت الأربعاء الماضى، قال فيها مسئولو “البنتاجون” إن الطائرات بدون طيار قد تكون قادمة من كيان أجنبي، أو عدو، وذلك بعد ساعات من تصريح النائب الأمريكي جيف فان درو، وهو جمهوري من نيوجيرسي، لشبكة فوكس نيوز بأن الطائرات بدون طيار جاءت من “سفينة إيرانية تبحر “قبالة الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية”.
ردود الفعل الرسمية
وقال وزير الأمن الداخلي، أليخاندرو مايوركاس، إن المشاهدات لا تشكل تهديدًا أمنيًا مباشرًا، مشيرًا إلى أن بعضها قد يكون نتيجة “خطأ في تحديد الهوية”.
وأضاف مايوركاس، أن الحكومة تعمل بجد لمعرفة مصدر هذه الطائرات، مطمئنًا الشعب الأمريكي بأن السلطات ستتعامل بشفافية في حال وجود أي تهديد.
ومع ذلك، أعربت حاكمة نيويورك كاثي هوشول عن استيائها قائلة: “لقد ذهب هذا إلى أبعد مما ينبغي.” ووجهت أوامر للجهات المختصة بالتنسيق مع السلطات الفيدرالية للتحقيق.
الإجراءات الأمنية
كما دفعت هذه المشاهدات مطار ستيوارت الدولي في نيويورك إلى إغلاق مدارجه مؤقتًا لمدة ساعة.
وأصدرت إدارة الطيران الفيدرالية قيودًا مؤقتة على الرحلات الجوية في بعض المواقع.
وفي نفس السياق، دعا زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، إلى استخدام تقنيات كشف متقدمة لتعقب هذه الطائرات.
تفسيرات محتملة
يرى خبراء أن الظاهرة قد تكون نتيجة أخطاء في تحديد هوية الطائرات، أو حتى نشاطًا عفويًا من قبل مستخدمين تجاريين أو ترفيهيين للطائرات بدون طيار.
وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي إن معظم البلاغات تعود إلى مشاهدات لطائرات مأهولة تم التعرف عليها خطأً كطائرات بدون طيار.
ومع ذلك، لم تستبعد وزارة الدفاع الأمريكية إمكانية وجود نشاط غير مسؤول، مؤكدة أن المشاهدات فوق المنشآت العسكرية كانت دقيقة وأفاد بها أفراد أمن مدربون.
ضغوط سياسية
وفى ذات السياق فقد دعا عدد من المسؤولين المحليين إلى تدخل فوري من الحكومة الفيدرالية وحتى الجيش لإنهاء هذه المشاهدات.
كما طالب السناتور ريتشارد بلومنثال باستخدام القوة إذا تطلب الأمر، قائلاً: “يجب إسقاط الطائرات التي تحلق فوق مناطق حساسة.”
وبدوره أثار الرئيس السابق دونالد ترامب؛ الجدل بتصريح نشره على منصته “Truth Social” حيث دعا الحكومة الأمريكية الحالية إلى الكشف عن المعلومات المتوفرة أو إسقاط الطائرات الغامضة.
وأخيرا وعلى الرغم من تأكيدات المسؤولين بأن الطائرات لا تمثل تهديدًا مباشرًا، تظل التساؤلات قائمة حول هوية هذه الطائرات والغرض من تحليقها في مناطق حساسة.
وبينما تستمر التحقيقات، يزداد الضغط على السلطات لتقديم إجابات شافية حول هذه الظاهرة الغامضة.